تخطت أسعار الذهب مستوى 2000 دولار للأونصة للمرة الأولى منذ مارس 2022، ليستمر الأداء الاستثنائي للمعدن النفيس بسبب أزمة سيليكون فالي ويجتذب المزيد من الاستثمارات في ظل عدم التأكد من التوسع في الأسواق المالية بسبب أزمة المصارف على الرغم من الإجراءات الإصلاحية من قبل صانعي القرار.
وقفزت أسعار الذهب الفورية اليوم لتتداول وقت كتابة التقرير عند مستوى 1985.80 دولار للأونصة، وذلك بعد أن سجلت أعلى مستوى منذ عام تقريباً عند 2009.69 دولار للأونصة.
واستطاع الذهب تسجيل ثلاثة أسابيع متتالية من الارتفاع وذلك بعد أن لعب دور الملاذ الآمن في الأسواق التي شهدت مخاوف عنيفة وعزوف عن المخاطرة منذ السقوط المدوي لبنك سيليكون فالي وسيجنتشر في الولايات المتحدة الأمريكية قبل أن تنتقل العدوى إلى العملاق المصرفي السويسري كريدي سويس.
استطاع الذهب تحقيق مكاسب بمقدار 150 دولارا تقريباً منذ الإعلان عن انهيار بنك سيليكون فالي، ومن بعدها فقدت الأسواق الثقة في القطاع المصرفي وتسارع الطلب على الذهب كملاذ آمن في الأسواق ليحطم الأرقام القياسية خلال الفترة الأخيرة.
من جهة أخرى حاول الدولار الأمريكي أن يحقق بعض المكاسب اليوم مقابل العملات الرئيسية ولكنه سرعان ما فقد زخم الصعود لصالح الذهب، ليتداول مؤشر الدولار الذي يقيس أداء العملة الفيدرالية أمام سلة من 6 عملات رئيسية وقت كتابة التقرير عند نفس سعر افتتاح جلسة اليوم عند 103.39 دون تحقيق أي نسبة تغير.
عطلة نهاية الأسبوع في الأسواق المالية العالمية شهدت إتمام أحد أكبر الصفقات المصرفية في التاريخ وهي استحواذ بنك يو بي اس السويسري على منافسه كريدي سويس المتعثر في صفقة وصلت إلى 3 مليارات فرنك سويسري (3.23 مليار دولار أمريكي) على أن يتحمل بنك يو بي اس خسائر تصل إلى 5.4 مليار دولار.
صفقة الاستحواذ جاءت بواسطة الحكومة السويسرية والبنك المركزي السويسري في محاولة لإنقاذ سمعة سويسرا المالية العالمية وتحقيق الاستقرار والهدوء في الأسواق المالية العالمية والقطاع المصرفي.
جدير بالذكر أن كلاً من محافظ الفيدرالي الأمريكي جيروم باول ووزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين أعلنا عن ترحيبهما بصفقة الاستحواذ بين البنكين أو هذا هو الحل الأمثل وأكدا على أن المركز المالي وحجم السيولة النقدية في النظام المصرفي الأمريكي قوية والنظام ككل يتمتع بالمرونة الكافية.
أيضاً اجتمعت البنوك المركزي لمجموعة السبع مساء أمس الأحد لتناقش الإجراءات المشتركة لتعزيز السيولة النقدية في القطاع المصرفي العالمي، في محاولة لإنقاذ حالة الهلع التي أصابت الأسواق المالية العالمية منذ سقوط بنكي سيليكون فالي وسيجنتشر في الولايات المتحدة ثم السقوط المدوي لبنك كريدي سويس السويسري.
وشهد اجتماع البنوك المركزية نقاش بين الفيدرالي الأمريكي وباقي البنوك حول تنسيق لآليات توفير السيولة النقدية الدائمة بالدولار الأمريكي للحد من تداعيات تشديد السياسة النقدية الذي تنتهجه البنوك المركزية العالمي باستثناء المركزي الياباني.
كانت التوقعات قبل افتتاح الأسواق المالية اليوم أن يساهم هذا الحدث المصرفي الضخم في دفع أسعار الذهب إلى التراجع، بسبب عودة الهدوء إلى الأسواق بسبب عملية الاستحواذ ولكن الذهب استمر في الارتفاع واخترق المستوى النفسي 2000 دولار للأونصة في تأكيد على تغير اتجاه ثقة المستثمرين في الأسواق المالية بشكل كامل.