الحرب التجارية تتصاعد بين الولايات المتحدة والصين وسط توترات مماثلة في مناطق أخرى من العالم، وبينما تحذر جميع المؤسسات الدولية من الخطر الذي يحدق بنمو الاقتصاد العالمي نتيجة هذه الحروب، تبزغ دولة آسيوية صغيرة باعتبارها “الرابح الوحيد” في هذه الحرب.
وبحسب وكالة بلومبرج، فإن فيتنام صاحبة أسرع الاقتصادات نموا في آسيا حاليا، استفادت من الخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والصين والذي أدى إلى تحول سلاسل إمداد الشركات الدولية ورؤوس الأموال الصناعية بعيدا عن الصين وتوجهها إلى فيتنام التي حققت شركاتها المحلية قفزة كبيرة في حجم الاقتراض الخارجي في إطار توسيع قدراتها الإنتاجية لتلبية الطلب، بينما تمكنت البلاد من زيادة صادراتها إلى واشنطن بمعدلات قياسية.
وتستفيد فيتنام من قيام الشركات بتغيير سلاسل التوريد الخاصة بها لتجنب التعريفات الجمركية الأمريكية الإضافية على البضائع الصينية، في وقت يوفر فيه اقتصاد البلاد عمالة منخفضة التكلفة وتعمل حكومة البلاد الشيوعية على تحسين مناخ الأعمال.
طفرة في الصادرات إلى أمريكا
وحققت فيتنام طفرة قياسية في صادراتها إلى الولايات المتحدة لتصبح واحدة من أسرع مصادر الواردات الأمريكية من آسيا نمواً في الربع الأول من العام الجاري.
وتمكنت فيتنام من زيادة صادراتها إلى الولايات المتحدة بنسبة 40% خلال الربع الأول من 2019، في الوقت الذي تراجعت فيه الصادرات الصينية إلى واشنطن بنسبة 14%.
وبحسب بلومبرج، فإنه في حال استمرت وتيرة التصدير على ذات النحو خلال 2019 بالكامل، فإن فيتنام ستصدر سلعا بقيمة 69 مليار دولار إلى أمريكا مقارنة بصادرات قيمتها 49 مليار دولار خلال عام 2018.
كذلك، إذا استمرت وتيرة التصدير من الدول الأخرى إلى أمريكا على ذات الوضع، فإن فيتنام ستقفز إلى المركز السابع بين أكثر الدول تصديرا إلى الولايات المتحدة خلال 2019، لتتفوق على دول كبرى مثل الهند وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا.
وتأتي هذه الأرقام وسط تراجع صادرات كل من اليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة وتايوان إلى الولايات المتحدة في أبريل الماضي، بينما ارتفعت صادرات فيتنام في نفس الشهر بنسبة 7.5٪ عن العام السابق.
وبحسب تقرير صادر عن شركة “نومورا” اليابانية لإدارة الأصول فإن اقتصاد فيتنام قد ينمو بنسبة 7.9% هذا العام مستفيدا من الخلافات التجارية.
سوق مربحة للبنوك
ووفقا لبيانات “بلومبرج” ارتفعت أحجام القروض المشتركة بالدولار في فيتنام بنسبة 119٪ إلى 2 مليار دولار حتى الآن في عام 2019 مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وقال برايان ليو ، رئيس قسم “القروض المشتركة بمنطقة الآسيان” في ستاندرد تشارترد سنغافورة: “تعتبر فيتنام نقطة مضيئة داخل سوق القروض المشتركة برابطة دول جنوب شرق آسيا خلال عام صعب.. من المحتمل أن تستفيد فيتنام من التحول في رأس المال الصناعي من الصين وسط الحرب التجارية مع الولايات المتحدة”.
وتأتي طفرة فيتنام في الوقت الذي انخفضت فيه أحجام القروض بمنطقة آسيا – باستثناء اليابان- بنسبة 25٪ منذ بداية العام، وكانت الصين صاحبة أكبر انخفاض في المنطقة.
وتستعد شركات فيتنام – بما فيها بترو فيتنام المملوكة للدولة – إلى إتمام صفقات اقتراض بقيمة 1.4 مليار دولار خلال الفترة القادمة، ما يعزز من حجم الاقتراض الذي سجل ذروة قياسية في عام 2018 عند 5.8 مليار دولار.
ورغم ذلك لا تزال فيتنام تستحوذ على 4% فقط من إجمالي القروض الخارجية في منطقة الآسيان.
وتقدم سوق القروض في فيتنام واحدا من أعلى هوامش الربح في جنوب غرب آسيا ما يعني أن تلك السوق مربحة أيضا للبنوك.