نيابة عن رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، شارك أحمد عيسى، وزير السياحة والآثار، اليوم، في افتتاح المنتدى والمعرض الأفريقي المصري للسياحة “Africa Tourism Forum Egypt”، المنعقد خلال يومي 20 و21 مايو الحالي بمدينة شرم الشيخ، والذي يتم انعقاده لأول مرة في مصر، وينظمه منظمة جي إم تي فير “GMT Fair”، بمركز شرم الشيخ الدولي للمؤتمرات.
شارك في الحضور اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء، وعدد من الوزراء وسفراء الدول المختلفة، ومشاركون من عدة دول.
وألقى الوزير كلمة، خلال المنتدى، رحب خلالها بالحضور كافة في مدينة السلام “مدينة شرم الشيخ”، لافتًا إلى أن هذه المدينة ليست فحسب وجهة سياحية مميزة تتمتع بمقومات سياحية فريدة، بل أصبحت أيضًا مركزًا مهمًّا للمؤتمرات والفعاليات المحلية والدولية،
والتي تؤكد، من خلال استضافتها مثل هذه الفعاليات، مكانتها كمركز عالمي للتبادل الثقافي والاقتصادي ومنصة للحوار العالمي والتعاون المشترك في مجالات عدة.
كما أشار أحمد عيسى إلى مشاركته، اليوم، نيابة عن دولة رئيس مجلس الوزراء، والذي ينقل لهم تحياته وتمنياته بأن يشهد هذا المنتدى نجاحًا مثمرًا وأن يحقق الأهداف المرجوّة منه.
وثمّن الوزير أهمية هذا المنتدى باعتباره بمثابة تجمع مهني ومنصة تشاركية فعالة لتسليط الضوء على المقومات والمنتجات السياحية المتميزة والفريدة في القارة الأفريقية العريقة، وفرصة لتعزيز التعاون السياحي المشترك بين الدول الأفريقية وتشجيع الخبراء والمهنيين والمستثمرين في قطاع السياحة نحو تضافر الجهود لتنمية صناعة السياحة في أفريقيا وتعظيم دورها في قطاع السياحة العالمي.
وأشار إلى ما حققته القارة الأفريقية من نجاح كبير في استعادة معدلات الحركة السياحية الوافدة إليها، حيث إنها استعادت 96% من حجم الحركة الوافدة إليها خلال عام 2019 وفقًا لتقرير منظمة السياحة العالمية، والذي وصف السياحة في قارة أفريقيا بالأسرع نموًّا خلال عام 2023.
وأكد أهمية مواصلة العمل على تعزيز مزيد من آليات التعاون والتكامل الأفريقي المشترك لرسم خريطة طريق لصناعة السياحة في قارة أفريقيا،
بجانب وضع وتنسيق سياسات موحدة تهدف إلى تعظيم المصالح المشتركة، وتعزيز السياحة البينية بين الدول الأفريقية المختلفة، والاستفادة من فرص الاستثمار في هذه الدول، والترويج لبرامج ومنتجات سياحية أفريقية مشتركة.
وأوضح أن صناعة السياحة في مصر حققت نتائج إيجابية خلال الفترة الماضية في ضوء تنفيذ الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة بها وبما يساهم في تحقيق مستهدفاتها بنمو سنوي يتراوح ما بين 25% إلى30% وصولًا إلى 30 مليون سائح بحلول عام 2028.
وأوضح أن المحاور الرئيسية الثلاثة لهذه الإستراتيجية جاءت لمواجهة أبرز التحديات التي تواجه الصناعة وتحول دون الوصول إلى المستهدفات،
والتي تضم العمل على زيادة عدد مقاعد الطيران القادمة لمصر بالتعاون مع وزارة الطيران المدني، وتحسين مناخ الاستثمار السياحي في مصر، ولا سيما الفندقي، بالإضافة إلى العمل على تحسين التجربة السياحية في مصر، ورفع جودة الخدمات السياحية المُقدمة بها.
كما تحدّث عن دور مؤسسات العمل المدني المُمثلة للقطاع السياحي الخاص والتي تتمثل في الاتحاد المصري للغرف السياحية والغرف السياحية المختلفة، في دفع عجلة العمل بالصناعة،
موضحًا أنه مع صدور القانون الجديد لإنشاء الغرف السياحية وتنظيم اتحاد لها سيكون لهذه المؤسسات دور وتمثيل أكبر حيث يعطيها القانون سلطات واسعة بوصفها المحرك الرئيسي للصناعة.
ولفت في حديثه دور الوزارة كرقيب ومنظم ومُرخص للعمل داخل صناعة السياحة في مصر وحرصها على مصلحة السائحين وتلقيهم الخدمة التي يستحقونها خلال زيارتهم للمقاصد السياحية المصرية.
كما استعرض أبرز المؤشرات التي حققتها صناعة السياحة في مصر خلال الفترة الماضية حيث حققت 14.906 مليون سائح خلال عام 2023 والذي يعد رقماً قياسياً في أعداد الحركة السياحية الوافدة إليها حيث تعدى الأعداد السياحية لعام 2010 والذي كان يعتبر عام الذروة.
وأوضح أن الدولة المصرية تستمر في تحقيق مستهدفاتها من هذه الصناعة على الرغم من الأحداث الجيوسياسية الجارية بمنطقة الشرق الأوسط في ظل السياسات والإجراءات السريعة التي تم اتباعها، وجهود القطاع السياحي الخاص مما أسهم في الحفاظ على وجود المنتج السياحي المصري لدى منظمي الرحلات الدوليين، منتهزًا الفرصة لتهنئة القطاع الخاص على هذا الأداء وطريقة تعاملهم المثالية والذكية في هذا الإطار.
كما أعلن السيد أحمد عيسى أبرز المؤشرات التي حققتها صناعة السياحة في مصر، خلال أربعة الأشهر الأولى من العام الحالي، حيث حققت 4.6 مليون سائح، وهو ثاني أعلى رقم في الحركة السياحية الوافدة لمصر بعد عام 2010 والذي حقق 4.7 مليون سائح خلال الفترة نفسها.
وأضاف أن هذه الفترة شهدت أيضًا تحقيق رقم قياسي في الإيرادات السياحية تُعدّ هي الأعلى في تاريخ السياحة في مصر نتيجة ارتفاع كل من عدد الليالي السياحية وقيمة الإنفاق بالدولار عن مستويات عام 2010، حيث وصلت الإيرادات إلى 4.3 مليار دولار، مقارنة بـ4.1 مليار دولار في عام 2023، و3.7 مليار دولار في عام 2010.
وأشار إلى أن الدولة المصرية تضع صناعة السياحة في مصر على رأس أولوياتها وتبذل جهدًا كبيرًا لدعم هذه الصناعة والنهوض بها،
لافتًا إلى كلمة رئيس الجمهورية بمناسبة أداء فخامته اليمين الدستورية بمجلس النواب بالعاصمة الإدارية الجديدة والتي أشار خلالها إلى أهم ملامح ومستهدفات العمل الوطني خلال المرحلة المقبلة،
والتي من بينها تبنّي إستراتيجيات تعظم من قدرات وموارد مصر الاقتصادية، ومن صلابة ومرونة الاقتصاد المصري في مواجهة الأزمات، مع تحقيق نمو اقتصادي قوى ومستدام ومتوازن وتعزيز دور القطاع الخاص كشريك أساسي في قيادة التنمية، والتركيز على قطاعات عدة؛ منها السياحة، وزيادة مساهمتها في الناتـج المحلـى الإجمالي تدريجيـًّا، وجذب المزيد من الاستثمارات المحلية والأجنبية.
وتحدّث عن أهمية ما قامت به الدولة من تطوير كبير في البنية التحتية في تحقيق النمو السريع في صناعة السياحة، حيث شهدت تحسين في شبكة الطرق والمواصلات، والمطارات، والسكك الحديدية الجديدة، وتشغيل مطارات جديدة بما ينعكس إيجابًا على قطاع السياحة بها وسهولة انتقال السائحين ويفتح آفاقًا جديدة لتنمية منتج التجربة السياحية المتعددة من خلال الربط بين المدن والمقاصد السياحية المختلفة بها، بالإضافة إلى تحقيق أعلى مستويات من الأمن والأمان بما انعكس إيجابًا على صناعة السياحة في مصر.
واستعرض ما تتمتع به مصر من مقومات ومنتجات سياحية مختلفة لديها ميزة تنافسية كبيرة بها، موضحاً أن الوزارة تركز حالياً على مجموعة من المنتجات هي السياحة الثقافية، وسياحة المغامرات، والسياحة الشاطئية، وسياحة العائلات، بالإضافة إلى السائحين الذي يبحثون عن التجربة السياحية المتكاملة ومتعددة التجارب والأنماط السياحية.
كما تحدّث بإيجاز عن قيام الوزارة بالإعداد حاليًّا لمنتج القاهرة الثقافي الجديد “Cairo City Break”، والذي سيجعل من مدينة القاهرة مقصدًا سياحيًّا قائمًا بذاته وسيعمل على زيادة أعداد الليالي السياحية بها، مشيرًا إلى أنه من المقرر إطلاقه خلال الفترة المقبلة.
كما تطرّق إلى ما تقوم به الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي من جهود لتنفيذ برامج التسويق والحملات الترويجية المشتركة، بالتعاون مع شركاء المهنة من منظمي الرحلات وشركات الطيران، وكذلك تنظيمها العديد من الرحلات التعريفية المهمة “Fam Trips”.
واختتم كلمته بالحديث عن أهمية السياحة كأحد أهم أدوات القوة الناعمة وجسر للتواصل والتبادل الثقافي بين الشعوب، موجهًا الدعوة لكل المشاركين لإثراء فعاليات هذا المنتدى والمعرض، ومتمنيًا للجميع التوفيق والسداد، وإقامة سعيدة في مصر يستمتعون خلالها بمقوماتها السياحية والأثرية المتنوعة.
وفي كلمته، تحدث اللواء خالد فودة محافظ جنوب سيناء عن الأهمية الكبرى لانعقاد هذا المنتدى والتي تنبع من تعاظم وحتمية الدور الذي تلعبه صناعة السياحة في الدول الأفريقية بشكل خاص ودول العالم بشكل عام، خاصة في ظل ما يشهده العالم من متغيرات وتحديات إقليمية ودولية.
وأكد المحافظ أهمية التعاون والعمل الجماعي بين المعنيين بقطاعات السياحية والاستثمار في ظل هذه المتغيرات، وهو الأمر الذي يؤكده اهتمام وحضور أكثر من 2000 مشارك من حول العالم، إضافة إلى العديد من سفراء الدول الأفريفية، وخبراء السياحة والمختصين وممثلي وكالات السفر والسياحة من أكثر من 30 دولة في هذا المنتدى.
كما أعرب عن تمنياته بنجاح هذا المنتدى، والوصول إلى أفضل النتائج الإيجابية لكافة الدول المشاركة به، وذلك من خلال المناقشات وتحديد التحديات والمخاطر التي تواجه قطاع السياحة، مع تقييم فرص الاستثمار المتاحة والممكنة في هذا المجال وصولاً إلى وضع استراتيجيات وسياسات واضحة وقابلة للتنفيذ مستقبلاُ.
أشار إلى أن دول قارة أفريقيا تمتلك إمكانيات هائلة حيث لديها آلاف الكيلومترات من الشواطئ والساحل الأفضل عالميًّا، ومئات المحميات الطبيعية، والبحيرات والشلالات ومساقط المياه الطبيعي، والبيئة الخلابة، وبنية تحتية قوية وهائلة؛ أهمها خطوط طيران عالمية، وأفضل الطرق، ومئات الكبارى والأنفاق، والفنادق المختلفة المستويات والأنواع التي تتناسب مع كافة مستويات السائحين.
كما تحدّث عن حصول مدينة شرم الشيخ على شهادة الأمم المتحدة كمركز للمرونة والقدرة على الصمود في مواجهة الكوارث والأموات على مستوى قارة أفريقيا عام 2022، وجائزة أفضل مدينة سياحية عربية في تنظيم الأحداث والفعاليات السياحية عربيًّا في عام 2023،
بجانب حصوله على جائزة أفضل مسئول عربي وقائد للتنمية في مدينة سياحية، وحصولها على الميدالية البرونزية من الأمم المتحدة عام 2023 كثالث أفضل مدينة قابلة للعيش والتعايش على مستوى العالم،
وفي عام 2024 حصلت على أفضل وجهة سياحية آمنة ومقصد سياحي آمن على مستوى العالم، والجائزة الذهبية كأفضل مدينة سياحية، وحصول المحافظ على درع رجل العالم لعام 2024.
جدير بالذكر أن هذا المنتدى يُعدّ أول تجمع سياحي مهني من نوعه في قارة أفريقيا ومصر، ويشارك في حضور هذا المنتدى عدد كبير من ممثلي شركات السياحة العالمية ومنظمي الرحلات الدوليين وشركات الإدارة وكبرى شركات الطيران الدولية والخبراء والمتخصصين والمستثمرين في صناعة السياحة.
ويجمع المنتدى بين العلامات التجارية الرائدة ومحترفي السياحة والمستثمرين في هذا القطاع، ليتيح الفرصة لاستكشاف الإمكانات السياحية في أفريقيا ومصر وتعزيز الروابط المهمة في هذا القطاع،
ويقدم للمشاركين تجربة مليئة بالأفكار المبتكرة من خلال المؤتمرات واللجان والاجتماعات والدورات الخاصة. ومن المقرر أن يصبح هذا المعرض أكبر معرض سياحي في مصر وأفريقيا، وسيساعد هذا الحدث العلامات التجارية الرائدة في القطاع على صياغة خططها للفترة 2024 – 2025.