لقي عشرات الإثيوبيين حتفهم في هجوم دموي عنيف شنه مسلحون مجهولون غرب البلاد، في مؤشر على انفلات أمني مأساوي يخرج تدريجيا عن السيطرة.
ونقلت رويترز عن سكان في منطقة بني شنقول- قماز التي تحتضن مشروع النهضة وتشهد بالفعل أعمال عنف دامية منذ فترة، أن عشرات الأشخاص قتلوا في الهجوم الذي وقع فجر الأربعاء.
ولم ترد المتحدثة باسم رئيس الوزراء الإثيوبي على طلبات للتعليق على الهجوم، بينما يؤكد مسؤول أمني كبير من المنطقة أن السلطات على علم بالمأساة.
انفلات أمني
ووقع الهجوم بينما يقاتل الجيش الإثيوبي ما وصفها بـ”القوات المتمردة” (الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي) في منطقة تيجراي شمال البلاد منذ أكثر من 6 أسابيع ضمن صراع أدى لنزوح ما يقرب من 950 ألف شخص.
وأدى نشر المزيد من قوات الجيش الإثيوبي الاتحادي في الشمال إلى مخاوف من حدوث فراغ أمني.
وحتى قبل اندلاع حرب تيجراي الشهر الماضي، كانت حكومة رئيس الوزراء آبي أحمد تعاني من تزايد انعدام الأمن في أجزاء كثيرة من البلاد.
وأجبرت أعمال العنف بين الجماعات التي تتقاتل على الأراضي والموارد في مناطق أخرى، إلى إجبار مئات الآلاف من الأشخاص على الفرار من منازلهم منذ تولي آبي السلطة في 2018، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
82 جثة
وحسب رويترز، قال بيلاي واجيرا المزارع في بلدة بولين الغربية لرويترز إنه أحصى 82 جثة في حقل بالقرب من منزله بعد هجوم فجر الأربعاء.
وقال إنه استيقظ هو وأسرته على صوت طلقات نارية فهربوا من منزلهم بينما صاح المهاجمون “أمسكوا بهم”.
وأوضح لرويترز عبر الهاتف في وقت متأخر من اليوم الأربعاء، إن زوجته و5 من أبنائه قتلوا بالرصاص، فيما فر أربعة أطفال آخرون وهم الآن في عداد المفقودين.
وقال حسن يمامة أحد سكان البلدة، إن المسلحين اقتحموا المنطقة في حوالي الساعة السادسة صباحا (0300 بتوقيت جرينتش).
وقال لرويترز إنه أحصى 20 جثة في أماكن مختلفة.
وقال مسعف محلي إنه وزملاؤه عالجوا 38 جريحًا، معظمهم أصيب بأعيرة نارية.
وأخبره المرضى عن أقارب لهم قتلوا بالسكاكين وأخبروه أن مسلحين أضرموا النار في المنازل وأطلقوا النار على الأشخاص الذين حاولوا الفرار.
وقالت ممرضة محلية لرويترز إن المكان لم يكن مؤهلا لإسعاف المصابين بعد نفاد الأدوية ومواد الرعاية الصحية.
وتابعت: “طفل عمره 5 سنوات توفي أثناء نقله إلى العيادة”.
تقسيم إثيوبيا
وجاء الهجوم بعد يوم من زيارة قام بها رئيس الوزراء الإثيوبي ورئيس أركان الجيش برهانو جولا ومسؤولين فيدراليين كبار آخرين للمنطقة من أجل الحث على الهدوء بعد عدد من الحوادث الدامية بين الجماعات العرقية المتناحرة في الأشهر الأخيرة.
وكان أحدث هجوم سابق في المنطقة يوم 14 نوفمبر الماضي عندما استهدف مسلحون حافلة وقتلوا 34 شخصا.
وعقب الزيارة غرد آبي على تويتر قائلا: “لا يزال الأعداء يرغبون في تقسيم إثيوبيا على أسس عرقية ودينية.. لن تتحقق هذه الرغبة”.