أحدث علامة على تعثر التعافي الاقتصادي.. تراجع مشتريات الذهب في الصين

تتنافس الصين مع الهند باعتبارها أكبر مستهلك حول العالم للسبائك والعملات الذهبية والمجوهرات

أحدث علامة على تعثر التعافي الاقتصادي.. تراجع مشتريات الذهب في الصين
أيمن عزام

أيمن عزام

9:14 م, الثلاثاء, 20 يونيو 23

بدأت التوترات التي يتعرض لها ثاني أكبر اقتصاد عالمي تؤثر على سوق الذهب في الصين، حيث تراجعت مشتريات الذهب من قبل السكان، بحسب وكالة بلومبرج.

ويؤشر هذا التراجع على تضاؤل التفاؤل بأن الاقتصاد الصيني سينتعش بطريقة سريعة. ما يعد أحدث علامة على تعثر التعافي الاقتصادي في البلاد.

تتنافس الصين مع الهند باعتبارها أكبر مستهلك حول العالم للسبائك والعملات الذهبية والمجوهرات. كما انضم بنكها المركزي أيضاً حديثاً لعمليات الشراء، إذ عزز احتياطياته لمدة 7 أشهر متتالية بعد توقف استمر 3 أعوام.

ورغم أن غالبية تداولات الذهب تنبع من النظر له كأصل مالي -باعتباره ملاذاً آمناً للمستثمرين بأوقات المخاطر، أو وسيلة للتحوط ضد معدلات التضخم المرتفعة- إلا أن الطلب الحقيقي للصين على المعدن النفيس ساعد في دعم تفوقه منذ بداية العام الجاري، وتجاوزه سعر 2000 دولار للأونصة.

تراجع مشتريات الذهب

يبدو أن توسع مبيعات الأفراد للمصوغات الذهبية والفضية بطريقة سريعة بلغ ذروته، إذ صعد 24% على أساس سنوي خلال مايو الماضي مسجلاً 26.6 مليار يوان (3.7 مليار دولار). ويعتبر هذا أبطأ من معدلي النمو بنحو 44% و37% خلال الشهرين الماضيين. كما تضمنت الفترة نفسها من السنة الماضية عمليات إغلاق مطولة في شنغهاي، عندما انهار الطلب على السلع والخدمات في كافة أنحاء الاقتصاد.

يوضح مؤشر الطلب الرئيسي على المعدن النفيس مزيداً من التراجع خلال يونيو الجاري. ويجري تداول الذهب في بورصة شنغهاي حالياً بأقل من السوق العالمية بعدما سجل علاوة سعرية بنحو 44.20 دولار للأونصة خلال مارس الماضي، بحسب مجلس الذهب العالمي.

جيانغ شو، المدير العام لقسم المعادن النفيسة لشركة “شنغهاي شاندونغ غولد إنداستريال ديفلوبمنت”  قال: “يتوخى السكان الحذر في إنفاق الأموال بالوقت الراهن في ظل وجود شكوك مختلفة حول الاقتصاد، وقد لا نرى زيادة سريعة بالمشتريات مرة ثانية دون هبوط أسعار الذهب”.

مشكلات مستمرة

في إطار متصل، تستمر المخاوف التي حافظت على الأسعار العالمية قريبة من المستويات القياسية، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا، والتوترات بين واشنطن وبكين، ومخاوف التضخم والركود بكافة أنحاء العالم. في هذه الأثناء، يمكن أن تساعد عوامل محلية أخرى -مثل الأسواق الضعيفة للاستثمارات الأخرى كالأسهم والعقارات- على تدعيم الطلب.

يرى تشانغ تينغ، محلل مصرف “سيتشوان تيانفو بنك” ، أنه رغم تراجع موجة الشراء في الصين، إلا أن مبيعات الأفراد قد تبقى مرتفعة على المدى القريب، إذ يظل الذهب استثماراً جيداً في ظل استمرار مخاوف التضخم، لا سيما في الولايات المتحدة.

اختتم جيانغ من “شنغهاي شاندونغ” أن عمليات الشراء الإضافية من بنك الشعب الصيني يمكنها أيضاً تعويض أي تراجع محتمل في مبيعات الأفراد.