تتزايد رهانات «وول ستريت» على أن الاقتصاد الأمريكى سيقع فى ركود العام المقبل، إذ يرفع مجلس الاحتياطى الفيدرالى -البنك المركزى الأمريكى- أسعار الفائدة بأسرع وتيرة منذ عقدين، من أجل تهدئة التضخم الحاد، حسبما ذكرت شبكة «فوكس بزنس» الأمريكية.
ورفع الخبراء الاستراتيجيون فى «بنك أوف أمريكا» للأبحاث العالمية من احتمالات حدوث ركود اقتصادى فى الولايات المتحدة الأمريكية إلى %40 فى العام 2023، مع تباطؤ الناتج المحلى الإجمالى -وهو أوسع مقياس للسلع والخدمات المنتجة فى دولة ما- إلى الصفر تقريبًا بحلول النصف الثانى من العام المقبل.
وكتب المحللون بقيادة إيثان هاريس: «لقد تأكدت أسوأ مخاوفنا بشأن بنك الاحتياطى الفيدرالى: لقد تخلفوا كثيرًا عن المنحنى، ويلعبون الآن لعبة خطيرة للحاق بالركب».
وأضاف هاريس: «نحن نتطلع إلى أن يتباطأ نمو الناتج المحلى الإجمالى إلى ما يقرب من الصفر، وأن يستقر التضخم عند حوالى %3، وأن يرفع بنك الاحتياطى الفيدرالى معدلات الفائدة فوق %4».
ووافق صناع السياسة الفيدرالية فى يونيو الجارى على رفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس -وهو الأول منذ العام 1994- بينما يتسابقون للحاق بالتضخم الجامح، مما دفع النطاق المستهدف للصناديق الفيدرالية إلى %1.5 إلى %1.75.
وقال جيروم باول، رئيس مجلس إدارة الاحتياطى الفيدرالى للصحفيين بعد الاجتماع، إن زيادة أخرى بهذا الحجم تكون مطروحة للنقاش فى يوليو المقبل، وسط مؤشرات على ارتفاع معدلات التضخم، مما دفع المستثمرين إلى إعادة تقييم التوقعات الاقتصادية.
كما وضع المسؤولون مسارًا صارمًا لزيادة الأسعار للفترة المتبقية من العام، وقد أظهرت التوقعات الاقتصادية الجديدة التى صدرت بعد الاجتماع الذى استمر يومين أن صناع السياسة يتوقعون أن تصل أسعار الفائدة إلى %3.4 بنهاية العام 2022، وهو أعلى مستوى منذ العام 2008.
وتميل أسعار الفائدة المرتفعة إلى خلق معدلات أعلى على قروض المستهلكين والشركات، مما يؤدى إلى إبطاء الاقتصاد من خلال إجبار أصحاب العمل على تقليص الإنفاق، تقترب معدلات الرهن العقارى بالفعل من %6، وهى أعلى نسبة منذ العام 2008، فى حين رفع بعض مصدرى بطاقات الائتمان معدلاتهم إلى %20.
وانتقد هاريس بنك الاحتياطى الفيدرالى لانتظاره وقتًا طويلًا لبدء تشديد السياسة النقدية، وقال إن التأخير زاد من احتمالات ما يسمى سيناريو «الازدهار والكساد».
وكتب هاريس: «فى ربيع عام 2021 جادلنا بأن الخطر الأكبر على الاقتصاد الأمريكى كان سيناريو الازدهار والكساد، وكنا قلقين من أن الاحتياطى الفيدرالى سيستغرق وقتًا طويلًا للضغط على المكابح. سألنا، إذا كانت السلطات المالية تقوم بالكثير من التحفيز، فلماذا يحتاج بنك الاحتياطى الفيدرالى إلى إضافة الوقود إلى النار مع تطبيع السياسة فى وقت متأخر بشكل غير عادي؟ بمرور الوقت، أصبح سيناريو الازدهار والكساد توقعاتنا الأساسية».
وعلى الرغم من أن باول قال إن البنك المركزى لا يحاول إحداث ركود، فإنه لم يستبعد احتمال حدوث تباطؤ، واعترف بأن احتمالات حدوث «ركود ناعم» تتضاءل.