أكد أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن العالم يشهد تحولات كبرى يصعب قراءتها بدقة في الوقت الراهن، مشيرًا إلى أن النظام الدولي لن ينهار، رغم تصاعد تأثير بعض القوى الدولية.
وأضاف “أبو الغيط” خلال لقاء خاص مع الإعلامي نشأت الديهي ببرنامج “المشهد” المذاع عبر فضائية “TeN”، مساء اليوم الثلاثاء، أن الإدارة الأمريكية الحالية تمكنت من هزيمة خصومها السياسيين وإلحاقهم بكتلها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي والاقتصادي العالمي.
وطرح أبو الغيط تساؤلًا جوهريًا حول مستقبل الاتحاد الأوروبي، مشيرًا إلى أن السؤال الأهم حاليًا هو هل سيتفكك الاتحاد أم سيتحد لمواجهة روسيا؟، خاصة في ظل التداعيات الاقتصادية والسياسية للحرب في أوكرانيا وتأثيراتها على القارة الأوروبية.
وأشار إلى أن الصين تمثل المنافس الحقيقي للولايات المتحدة، موضحًا أن الإنتاج الاقتصادي الصيني يقترب من 18 إلى 20 تريليون دولار، بينما يصل الناتج الأمريكي إلى 24 تريليون دولار، وهو فارق يشكل مصدر قلق كبير للولايات المتحدة.
وأكد أن النظام العالمي لن يسقط تحت تأثير ترامب أو أي متغيرات أخرى، كما أن الأمم المتحدة ستظل قائمة، وهيمنة الدولار ستستمر رغم محاولات بعض القوى الاقتصادية تقليل الاعتماد عليه، لافتًا إلى أن الصادرات الروسية من النفط تؤثر على التوازنات العالمية، مما يفرض تحديات جديدة على الاقتصادات الكبرى.
وأشار إلى أن النظام الدولي لن يشهد تغييرًا جذريًا إلا في حال اندلاع حرب عالمية ثالثة، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة تسعى إلى منع تكرار السيناريو الروسي مرة أخرى من خلال تحجيم الاتحاد الروسي ووضعه في حجمه الحقيقي على الساحة الدولية.
ولفت “أبو الغيط” إلى أن روسيا استخدمت “العين الحمراء” في حربها مع أوكرانيا، مما يعكس نهجًا عسكريًا صارمًا في التعامل مع النزاعات الإقليمية، وهو ما أدى إلى تصعيد التوترات بين الشرق والغرب.
وذكر أن هناك شرخًا واضحًا داخل التحالف الأمريكي-الأوروبي-الأطلسي، متسائلًا عن مدى تأثير هذا الانقسام على الشرق الأوسط وأوروبا والولايات المتحدة نفسها، خصوصًا في ظل التحديات الجيوسياسية المتزايدة.
وأكد أن التنبؤ بمستقبل العلاقات بين واشنطن وأوروبا لا يزال صعبًا، نظرًا لوجود اختلافات جوهرية في المصالح والرؤى السياسية داخل التحالف الغربي.
وفيما يتعلق بالتحولات السياسية داخل الولايات المتحدة، أشار أبو الغيط إلى أننا نشهد حاليًا ظاهرة “الترامبية” اليمينية، لكنه تساءل: هل ستستمر هذه الموجة لمدة 40 عامًا أم أنها مجرد مرحلة مؤقتة؟