أبوتلات .. من قبلة المصطافين إلى مستنقع للإهمال

أبوتلات .. من قبلة المصطافين إلى مستنقع للإهمال

أبوتلات .. من قبلة المصطافين إلى مستنقع للإهمال
جريدة المال

المال - خاص

11:09 ص, الأحد, 24 يوليو 16

تغمرها الأمطار شتاء.. والهيش والمياه الراكدة صيفا

مها يونس:

رغم ترويج مسئولى الإسكندرية لثقافة «الإمتداد العمرانى» والتخلى عن وسط المدينة لخلخلة الكثافة السكانية، لإحداث التطوير المطلوب لشبكات الصرف الصحى والسيولة المرورية، فضلًا عن التخفيف عن المرافق التى تضررت فعليًا، بسبب كثرة المبانى المخالفة التى جعلت الإسكندرية فى الصدارة بعدما حققت رقمًا قياسيًا فى المخالفات بنحو 27 ألف عقار، فإنهم لم يحسنوا الاستعدادا لاستقبال المواطنين بأماكن الامتداد العمرانى، وأبرز مثال على ذلك منطقة «أبو ثلاث» تلك التى تقع بالكيلو 23 بطريق إسكندرية – مطروح، غرب محافظة الإسكندرية، وهى منطقة مصيفية ولكنها تحولت لمنطقة حيوية طوال العام فى ظل الامتداد العمرانى الذى تشهده المحافظة، وشهدت كارثة غرقها العام المُنقضى بسبب طفح المياه الجوفية، بالتزامن مع مياه الأمطار وارتفاع منسوبها لأكثر من 30 سنتيمترا، مما أدى لغرق المنازل والطرق بالكامل، دون جدوى من قبل المسئولين سوى شفط كمية من المياه من خلال عربات الشفط، وذلك بعد زيارة سعاد الخولى «نائب المحافظ» للمنطقة.

وهذا العام امتدت توابع الإهمال لفصل الصيف أيضًا، بسبب تراكم المياه الراكدة أمام المنازل التى لم يتم شفطها بالكامل خلال الشتاء الماضى، مما أدت لانتشار نبات «الهيش»، فأصبحت المنطقة عبارة عن «مُستنقع» بدلًا من التخطيط لإعادة رصفها من جديد لاستقبال مصطافيها، فضلًا عن توفير حياة آمية لقاطنيها.

تجولت «المال» فى «أبو ثلاث» ورصدت معاناة السكان من غرق المنازل والفيلات بمياه الصرف الصحى والمياه الجوفية «الراكدة»، فضلًا عن تكسير طبقة الأسفلت بالطريق الرئيسى، وغياب التخطيط رغم أنها منطقة مصيفية، وتحول الطريق الرئيسى المكون من اتجاهين إلى اتجاه واحد بعد أن احتل «الهيش» أحد الاتجاهين بعرض الطريق.

كما تشهد المنطقة تواجد أكثر من 2000 أسرة يعتبرون صفوة سكان الإسكندرية، فمن أبرز القاطنين بها، نائب رئيس مجلس الدولة والعديد من أعضاء السلك القضائى والنيابى وعشرات الأطباء والمهندسين، و الموظفين.

ويقول «منصور إبراهيم» إن مياه الصرف الصحى غمرت المنطقة، بأكملها وتحولت إلى بركة بارتفاع أكثر من 30 سم بطول نصف كيلو متر، وأدت المياه المتراكمة إلى عزل الأهالى عن العالم الخارجى وانتشار الأمراض، بالإضافة لتهديد عقارات المنطقة بالسقوط نتيجة رشح المياه منذ سنوات. وأشار إلى انهيار الاستثمار العقارى بالمنطقة بعد احتلالها موقع متميز لهذا السوق بالإسكندرية مُسبقًا، مؤكدًا أن المنطقة يوجد بها العديد من الأديرة واستراحة البابا شنودة بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية الراحل التى لاقت نفس المصير.

وأوضح أن الأهالى دأبوا على تقديم العشرات من الشكاوى على مدى سنوات إلى عدة السئولين بالإسكندرية، منها شكاوى قُدمت باليد لمحافظ الإسكندرية الأسبق ورئيس حى العجمى وغيره من المسئولين والنواب إلا أنه لم يُحرك ساكنًا.

وأكد مكرم أبو زيد أحد قاطنى «أبو ثلاث» أنه نتيجة شكواهم المستمرة للمسئولين بالصرف الصحى دون جدوى، قاموا بوضع مضخة رفع مياه لسحب المياه من الشارع لكى تلقيها فى البحر، الأمر الذى جعل هيئة البيئة تحرر للسكان محاضر تلوث.

وتابع: «حى العجمى حاول علاج المشكلة منذ فترة سابقة من خلال الاتفاق مع مقاول تبرع بردم الشارع، إلا أن المقاول ألقى بـ«كسر بلوكات بيضاء» وما إن لاصق المياه تحول إلى رغوة طينية، الأمر الذى زاد المشكلة تعقيدا».

وكشف عن الأهالى التقوا بأحد المسئولين بالمحافظة واقترحوا مد خطوط مواسير صرف أمطار وشنايش بصفة مؤقتة لحين البدء فى مد شبكة الصرف الصحى.

جريدة المال

المال - خاص

11:09 ص, الأحد, 24 يوليو 16