شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في القمة العربية الأمريكية التي عقدت في المملكة العربية السعودية تحت عنوان قمة جدة، والتي شارك فيها عدد من دول مجلس التعاون الخليجي و كل من مصر والأردن والعراق والولايات المتحدة الأمريكية.
و تنشر ” المال ” أبرز ما جاء في كلمة السيسي التي ألقاها خلال قمة جدة اليوم.
قمة جدة اليوم تأتي في لحظة استثنائية من تاريخ العالم والمنطقة العربية لتحمل دلالة سياسية واضحة .
التعاون على نحو يلبي تطلعات ومصالح شعوبنا استنادا إلى علاقات وروابط قوية وممتدة قائمة على إعلاء مبادئ راسخة لا ينبغي أن نحيد عنها لتحقيق المنفعة المتبادلة وصون أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
أمتنا تتساءل بشكل مشروع عما لدينا من أدوات وما نقوم به من إجراءات من أجل التصدي لهذه التحديات وعن مصير الأزمات الممتدة التي تعيشها منطقتنا العربية منذ أكثر من عقد وآفاق تسويتها.
نعمل في مصر على تحقيقه انطلاقا من إيماننا بأن للجميع هوية واحدة وهي الانتماء للإنساسية.
لم يعد مقبول أن يكون من بين أمتنا العربية صحابة التاريخ المجيد والإسهام الحضاري الثري والإمكانيات والموارد البشرية الهائلة من هو لاجئ أو نازح او متضرر من ويلات الحروب والكوارث أو فاقد للأمل من غد أفضل.
لقد حان الوقت لكي تتضافر جهودنا المشتركة لتضع نهاية لجميع الصراعات المزمنة والحروب الأهلية طويلة الأمد.
بعض القوي قامت بللتدخل في الشئون الداخلية للدول العربية والاعتداء العسكري غير المشروع على أراضيها والعبث بمقتدراتها.
بعض القوي قامت بإستعادة نزاعات عصور ما قبل الدولة الحديثة، مع وجود عداءات طائفية واسمية وعرقية وقبلية لا غالب فيها ولا مغلوب.
مصر لديها تجارب تاريخية وكانت دومًا رائدة وسباقة في الانفتاح على مختلف الشعوب والثقافات وانتهاج مسار السلام.
مصر خيارها الاستراتيجي الذي صنعته، وفرضته، وحفظته، وحملت لواء نشر ثقافته، إيمانًا منها بقوة المنطق لا منطق القوة.
العالم يتسع للجميع، وهو سلام الأقوياء القائم على الحق، والعدل، والتوازن، واحترام حقوق الآخر، وقبوله.
خارطة طريق من 5 محاور للتحرك في القضايا ذات الأولوية خلال المرحلة القادمة لخدمة أهدافنا المنشودة صوب منطقة أكثر استقرارًا وازدهارًا.
أولا التوصل لتسوية عادلة وشاملة ونهائية لقضية العرب الأولى، وهي القضية الفلسطينية، على أساس حل الدولتين المستند إلى مرجعيات الشرعية الدولية ذات الصلة.
إنشاء دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو لعام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تضمن للشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة، وتعيش في أمن وسلام جنبًا إلى جنب مع دولة إسرائيل.
ثانيا بناء المجتمعات على أسس الديمقراطية والمواطنة والمساواة واحترام حقوق الإنسان ونبذ الأيديولوجيات الطائفية والمتطرفة .
ثالثًا الأمن القومي العربي، كل لا يتجزأ، و احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شئونها الداخلية، والإخاء، والمساواة.
ضرورة اتخاذ خطوات عملية تفضي لنتائج ملموسة باتجاه إنشاء المنطقة الخالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط.
رابعًا الإرهاب تحديًا رئيسًا عانت منه الدول العربية على مدار عدة عقود.
نجدد التزامنا بمكافحة الإرهاب والفكر المتطرف بكافة أشكاله وصوره بهدف القضاء على جميع تنظيماته والميليشيات المسلحة المنتشرة في عدة بقاع من عالمنا العربي.
التنظيمات والميليشيات المسلحة تحظى برعاية بعض القوى الخارجية لخدمة أجندتها الهدامة، وترفع السلاح لتحقيق مكاسب سياسية ومادية.
على داعمي تلك الجماعات ممن وفروا لهم المأوى والمال والسلاح والتدريب وسمحوا بنقل العناصر الإرهابية من موقع إلى آخر، أن يراجعوا حساباتهم وتقديراتهم الخاطئة، وأن يدركوا بشكل لا لبس فيه أنه لا تهاون في حماية أمننا القومي وما يرتبط به من خطوط حمراء، وأننا سنحمي أمننا ومصالحنا وحقوقنا بكل الوسائل.
خامسًا ضرورة تعزيز التعاون والتضامن الدوليين لرفع قدرات دول المنطقة في التصدي للأزمات العالمية الكبرى والناشئة، كقضايا نقص إمدادات الغذاء، والاضطرابات في أسواق الطاقة، والأمن المائي، وتغير المناخ.
تدعم مصر كل جهد من شأنه تطوير التعاون وتنويع الشراكات لمواجهة أزمتي الغذاء والطاقة الراهنتين.
تطوير آليات الإنتاج الزراعي المستدام وتخزين الحبوب وخفض الفاقد، وذلك بالتعاون مع الشركاء ومؤسسات التمويل الدولية.
أهمية تجديد الالتزام بقواعد القانون الدولي الخاصة بالأنهار الدولية بما يتيح لجميع الشعوب الاستفادة من هذه الموارد الطبيعية بشكل عادل.
أتطلع لاستقبالكم بمدينة شرم الشيخ في القمة العالمية للمناخ 27 نوفمبر 2022 لنواصل معًا التأكيد على التزامنا الراسخ تجاه جهود مواجهة تغير المناخ .
أتقدم بالشكر للمملكة العربية السعودية الشقيقة على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
أبعث رسالة لشعوبنا الشقيقة والصديقة وشركائنا بالولايات المتحدة الأمريكية، فأقول لهم، ستجدون دائمًا في مصر التي عرفتموها وشهدت الحضارة الإنسانية أولى لبناتها على ضفاف نيلها الخالد، سندًا وشريكًا لكم، ويدًا تمد العون من أجل حفظ وتعظيم مصالحنا المشتركة، ولنسير معًا بخطى ثابتة على طريق المستقبل في البناء والتنمية والتقدم، نضيئه بأملنا وعزمنا الذي لا يلين.