طرحت وزارة الداخلية -مؤخرًا- أغنيتين وطنيتين من إنتاج قطاع الإعلام والعلاقات بالوزارة، إهداءً للشعب المصري، الأولى بعنوان «إحنا الفراعنة»، لحث المصريين على روح الانتماء والتحدي، وتذكرهم بإنجازات مصر على مر العصور، والثانية «» لمحاربة الشائعات والأخبار الكاذبة التي تبث عبر فضائيات جماعة الإخوان، وذلك كأحدث طرقها للتواصل مع الشارع المصري.
وأكد خبراء لـ«المال» بعد طرح الأغنيتين أن الوزارة استحدثت طريقة جيدة للتواصل مع الشارع في ظل تطبيق إستراتيجيتها الأمنية.
وأرجعوا السبب إلى ارتباط الأغنية الوطنية المصرية، بمحطات تاريخية هامة، إلى أن أصبحت جزءًا من ذاكرة المصريين.
الشرطة تتواصل مع الجمهور بلغته
قال اللواء إبراهيم أبو ليلة، الخبير الأمني، ومدير أمن قطاع 6 أكتوبر السابق، إن الشرطة جزء لا يتجزأ من الشارع المصري، وهم يحملون على عاتقهم رسالة حمايته وأمنه، لذا تبحث دائمًا على إيصال الرسائل له باللغة التي يفهمها.
وأضاف أبو ليلة، أنه في السابق كان الاعتماد على القنوات الإعلامية في توصيل الرسائل، لكن المستحدث هو الرسائل المباشرة مع المواطنين بلغتهم التي يفهمونها.
وتابع: أكثر وسيلة تظل في أذهان المواطنين هي الأغاني الوطنية التي تربعت على مر العصور والأزمات في سرعة إرسال المعلومات، والحث على روح الانتماء والوطنية.
وأوضح أن الجديد في الأمر، أن وزارة الداخلية هي التي تقدم الأغنية الوطنية، وذلك ضمن رسالتها في بناء جسر من الثقة مع المصريين.
وضرب مثالًا بأغاني سيد درويش وما كان لها من تأثير في فترات الأزمات.
وأشاد بإنتاج وزارة الداخلية للأغنية، وطرحها على المواطنين مباشرة، قائلًا: “الشرطة والشعب واحد، ولابد للجميع أن يعلم ذلك”.
وأكد أن الشارع المصري واعٍ تمامًا لجميع المؤمرات التي تحاك ضده، والتي اتخذت مؤخرًا طريقًا عن طريق بث الشائعات من خلال السوشيال ميديا.
واختتم: المطلوب في الوقت الراهن على جميع المستويات أن يتكاتف الجميع من أجل إفشال مخططات الأعداء الذين يتربصون بالوطن.
الإنتاج داخل استديوهات الوزارة
وصرح مصدر أمني، بأن الأغنيتن تم إنتاجهما ومونتاجهما داخل استديوهات وزارة الداخلية.
وأضاف أن الأغنية الوطنية أداة توثيق للمراحل التي تساهم في تشكيل وجدان الشعب المصري.
وأشار إلى أن الهدف هو إعادة الوعي للشارع المصري، وإيقاظه للمخططات العدائية التي تحاك ضد الوطن.
وأكد أن رسالة وزارة الداخلية في تطور مستمر وملموس على أرض الواقع.
ولفت إلى أنه في الفترة الماضية قدمت الوزارة علاجًا لكثير من الأخطاء والمشاكل، وفتحت جسرًا من الثقة بينها والمواطنين، لمسه كل محب لوطنه.
وأوضح أن نسبة الوعي مختلفة في الشارع المصري ومتباينة، لذلك ستستمر جهود التنمية ونشر الوعي للوصول إلى كافة العقول.
وتطرق إلى محاولات اختراق العقول بنشر الأكاذيب وبث الشائعات، مطالبًا الجميع باليقظة لتلك المخططات.
تربط الإنسان بذكرياته العظيمة
من جانبه، قال الدكتور عمار علي حسن، أستاذ علم الاجتماع السياسي، إن تعريف الأغنية الوطنية يجب أن يتسع ليشمل كل الأغاني التي تعزز القيم الإيجابية داخل المجتمع.
وأشار إلى أن الأغنية تربط الإنسان أكثر بمجتمعه وتاريخه وحضاراته، والذكريات العظيمة التي عاشها في بلاده.
ورأى أن نجاح الأغنية مرتبط بخروجها من وجدان كاتبها، والبعد عن الطريقة المباشرة في التعبير لضمان استمراريتها.
وضرب مثالًا بأغاني فترة الستينيات والسبعينيات والتي ظلت عالقة في الآذان منذ خروجها للنور حتى تلك اللحظات، كونها خرجت من وجدان الشعراء والملحنين.
ولفت إلى أن الأغنية عندما تكون عفوية وغير مرتبطة بمناسبات تعيش طويلًا، خاصة لو كتبت بدون تكليف.
تاريخ الأغنية الوطنية
وبدأ ظهور الأغنية الوطنية -بمفهومها الحديث- مع ثورة 1919 عبر صوت سيّد درويش، وبعدها ثورة 1952 ثم عام 1956 بصوت أم كلثوم.
ومن أشهر الأغاني الوطنية “قوم يا مصري”، و”يا حبيبتى يا مصر”، “والله زمان يا سلاحي”، الّذي صدر قرار باتّخاذها سلامًا جمهوريًا في 1960.
وبعد هزيمة مصر في عام 1967، شهدت الأغانى الوطنية انتشارا كبيرا لشحذ الروح الوظنية وبث الإيجابية، وألّف عبد الرحمن الأبنودي وفؤاد حدّاد أغنتي “عدّى النهار” لعبد الحليم حافظ، و”الأرض بتتكلّم عربي” لسيّد مكاوي، وبعدها “أمّ الصابرين” لشادية.
إحنا الفراعنة
كانت “إحنا الفراعنة” قد سلطت الضوء على تاريخ مصر على مر العصور، منذ الحضارة الفرعونية، وقدرة المصريين على تعليم العالم الإرادة، ونشر العلوم.
الأغنية تأدية ياسر العشري، وكلمات محيي حوار، وألحان وتوزيع شريف حمدان، ومكساج محمد جودة.
واحتوت الأغنية على مشاهد لمعابد أثرية، والحروب القديمة، وعمال أثناء أداء عملهم، وفرحة للمصريين في الانتصارات.
وسلطت الضوء على المشروعات التي تمت في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، منها افتتاح قناة السويس.
كما أظهرت عددا من المشاريع التنموية التي تم تدشينها، منها الـ1,5 مليون فدان، والعاصمة الإدارية، مشروعات الإسكان، وشبكة الطرق والكباري.
وأرسلت رسائل للمواطنين داخل كلمات الأغنية، منها : “شوف اللي بيحصل حوالينا، واعرف مين إحنا، إحنا الفراعنة إحنا اللى محدش يكسرنا وتضييع ملامحنا، لو فكرنا في حاجة بنقدر نعملها في ثانية”.
وعلت الأغنية من إرادة المصريين وقدرتهم على التحدى والعمل: “لا يقدر على الشعب المصري إلا خلقنا، إحنا اللى بنينا وعمرنا”.
متصدقش
وخاطبت «متصدقش» الشعب المصري مطالبةً بعدم تصديق الشائعات التي يتم الترويج لها، والتي تستهدف خفض نسبة الوعي والتأثير على الاستقرار.
العمل غناء أحمد عفت، وإيمان عبدالغنى، ومى حسن، وكلمات وليد دسوقى، ألحان وتوزيع، ياسر ماجد، ستوديو الرسالة ياسر حسين.
وسلطت الأغنية الضوء على جهود الشرطة والقوات المسلحة في حفظ الأمن والاستقرار في البلاد ومحاربة الإرهاب.
وألمحت إلى العلاقات الخارجية المشتركة مع الدول العربية ومصر، وجهود الرئيس عبدالفتاح السيسي في توطيد تلك العلاقات.