لطالما كانت الهند واحدة من أكثر الأسواق أهمية لشركة سامسونج، حيث تمكنت الشركة من الحفاظ على تقدمها أمام المنافسين الصينيين بحذر شديد. وعلى الرغم من المنافسة الشرسة من الشركات المحلية والصينية في قطاعات الأجهزة المتوسطة والمنخفضة، إلا أن سامسونج نجحت في تجاوز التحديات بفضل تحسين مجموعتها من المنتجات، وتقديم ميزات مصممة خصيصًا للمستخدمين الهنود، واستغلال شبكتها الواسعة في قطاع التجزئة، بالإضافة إلى الاعتماد على سمعة علامتها التجارية القوية لكسب العملاء باستمرار.
ورغم أن التهديد لا يزال قائمًا، إلا أن تأثيره تراجع بشكل كبير مقارنة بما كان عليه سابقًا. في المقابل، يبقى المنافس الأكبر لسامسونج في سوق الأجهزة الفاخرة هو شركة أبل، التي زادت تركيزها على السوق الهندية في السنوات الأخيرة. تعتمد أبل على الطلب المتزايد على الأجهزة المتميزة وقوة علامتها التجارية لجني أرباح تتفوق على سامسونج، حتى وإن كانت أبل لا تبيع عددًا كبيرًا من الوحدات مثل سامسونج.
وفقًا لبيانات شركة IDC، شحنت أبل 4.8 مليون وحدة iPhone في الهند خلال النصف الأول من عام 2024، محققة إيرادات بلغت 4.56 مليار دولار. في المقابل، شحنت سامسونج ما يقرب من ضعف هذا العدد، بواقع 9.8 مليون وحدة، لكن إيراداتها بلغت 3.43 مليار دولار، أي أقل بمقدار 1.13 مليار دولار من أبل.
تشير هذه الأرقام إلى أن الفجوة بين الشركتين تتسع بشكل كبير. ففي العام الماضي، حققت أبل 8.69 مليار دولار من مبيعات iPhone في الهند، بينما كانت إيرادات سامسونج 8.33 مليار دولار، بفارق 362 مليون دولار لصالح أبل، وهي المرة الأولى التي تفقد فيها سامسونج جزءًا من حصتها السوقية من حيث القيمة لصالح أبل. والآن، تضاعف هذا الفارق ليصل إلى 1.13 مليار دولار في النصف الأول من عام 2024، بفضل أسعار البيع المرتفعة لأجهزة iPhone وتوسع أبل السريع في السوق الهندية.
من جهة أخرى، انخفض متوسط سعر بيع أجهزة سامسونج بشكل كبير من 380 دولارًا في الربع الأول من 2024 إلى 313 دولارًا في الربع الثاني. ورغم قوة سلسلة Galaxy S والأجهزة القابلة للطي التي تطرحها سامسونج، إلا أنها لم تستطع الحفاظ على نفس الزخم في سوق الأجهزة المتميزة، حيث تسيطر أبل بشكل ملحوظ على الفئات السعرية التي تتراوح بين 600 و800 دولار، وعلى فئة الأجهزة التي تتجاوز 800 دولار، بنسبة 61% و83% من الشحنات على التوالي، بينما حصلت سامسونج على 21% و16% فقط في هذه الفئات.
يشير هذا الاتجاه إلى مشكلة خطيرة تواجه سامسونج، حيث تحقق الشركة أكثر من مليار دولار من مبيعات سلسلة Galaxy A في الهند، لكنها تجد صعوبة في المنافسة في فئة الأجهزة الفاخرة. غالبية العملاء الذين ينفقون مبالغ كبيرة يفضلون iPhone.
وبينما زادت إيرادات سامسونج بنسبة 53.6% على مدى السنوات الخمس الماضية، انخفضت مبيعاتها بنسبة 20%. في المقابل، تضاعفت إيرادات أبل من iPhone سبع مرات، وزادت مبيعاتها ستة أضعاف. ويعتقد المحللون أن أبل ستواصل تحقيق أداء مالي متميز في الهند بفضل استراتيجياتها التسويقية القوية وقدرتها على تلبية الطلب المتزايد على الأجهزة المتميزة.
وفقا لتقرير sammobile الموقع التقني المتخصص فإن الفجوة الكبيرة بين الشركتين في هذا القطاع تظهر بوضوح أن أجهزة سامسونج الفاخرة غير قادرة على إقناع العملاء بإنفاق مبالغ كبيرة كافية لتحويل الموازين لصالحها.
قد تكون الحملات التسويقية غير مركزة بما يكفي، أو قد تعاني الأجهزة من مشكلة في التسعير مقارنة بأجهزة iPhone، وربما تكون هناك مشكلة في السمعة تحتاج إلى معالجة. وعلى الرغم من أن أجهزة Galaxy S والأجهزة القابلة للطي تعد من أفضل الأجهزة المتاحة في السوق، إلا أن سامسونج ما زالت بعيدة عن منافسة أبل في الفئات الأكثر ربحية.