تستعد شركة آبل الأمريكية لتقليل اعتمادها على مودمات شركة كوالكوم في أجهزة الآيفون الجديدة، حيث من المتوقع أن تصل حصة مودمات كوالكوم في منتجات آبل إلى 20٪ فقط بحلول عام 2026. وتأتي هذه الخطوة مع الكشف عن شريحة مودم iPhone C1، أول معالج خلوي داخلي من Apple، الذي يدمج بين النطاق الأساسي 4 نانومتر وتقنية الإرسال والاستقبال 7 نانومتر.
تعتبر شريحة C1 أحدث تطور في استراتيجية الشركة، حيث سيتم استخدامها لأول مرة في هاتف iPhone 16e، الذي سيطرح بسعر 599 دولارًا. هذه الشريحة تمثل خطوة هامة في مسار الشركة بعد استحواذها على قسم مودمات الهواتف الذكية من إنتل مقابل مليار دولار في عام 2019. وتعد هذه الشريحة جزءًا من خطة Apple الأوسع للاستثمار في تصميم مكوناتها الداخلية، بعد نجاحها في تقديم معالجات مخصصة تعتمد على بنية ARM لأجهزة iPhone وMac.
وقال جوني سروجي، نائب الرئيس الأول لتقنيات الأجهزة في Apple، في تصريح لوكالة رويترز: “نحن نبني منصة للأجيال القادمة و C1 مجرد البداية، وسنستمر في تحسين هذه التكنولوجيا في كل جيل حتى تصبح منصة لنا سيتم استخدامها للتمييز بين هذه التكنولوجيا لمنتجاتنا.”
تم اختبار شريحة مودم C1 مع 180 شركة اتصالات في 55 دولة لضمان التوافق الشامل. تتضمن الشريحة أنظمة GPS مخصصة وقدرات اتصال عبر الأقمار الصناعية، لكنها تفتقر حاليًا إلى دعم تقنية 5G بموجات المليمتر، وهي منطقة تتمتع فيها شركة Qualcomm بخبرة متقدمة.
وتعزز شريحة C1 من أداء الشبكة بفضل تكاملها مع شرائح معالج Apple. وأوضح أرون ماثياس، نائب رئيس البرامج اللاسلكية في Apple، أن هذا التكامل يساعد الهاتف على إعطاء الأولوية لنقل البيانات الحساسة للوقت، مما يضمن أداء أفضل للشبكة في أوقات الازدحام.
ومن جهة أخرى، أكد كايان درانس، نائب رئيس تسويق منتجات آيفون في آبل، أن iPhone 16e يقدم عمر بطارية محسن مقارنة بأجهزة iPhone الأخرى ذات شاشة 6.1 بوصة، مشيرًا إلى أن هذا التحسن يعود إلى شريحة C1. ويستخدم هاتف 16e نفس شريحة معالج A18 مثل طرازات iPhone 16 الأخرى ويدعم أحدث ميزات الذكاء الاصطناعي من آبل.
على الرغم من تقليص حصة آبل من مودمات Qualcomm، فإن الأخيرة لا تزال تحتفظ باتفاقية ترخيص مع الشركة حتى عام 2027 على الأقل. وبعد الإعلان عن شريحة C1، ارتفعت أسهم شركة Qualcomm بنسبة 1%، في حين بقيت أسهم Apple مستقرة.
ويُعتبر تطوير شرائح مودم مخصصة تحديًا تقنيًا كبيرًا، حيث نجحت فقط شركات مثل سامسونج، ميديا تيك، وهواوي في تقديم مكونات مماثلة. إذ يتعين على هذه الشرائح الحفاظ على التوافق مع مئات شركات الاتصالات حول العالم، بالإضافة إلى تلبية معايير الشبكات الإقليمية المتنوعة.
تأتي خطوة Apple بعد تاريخ طويل ومعقد من التعاون والنزاع مع شركة Qualcomm، حيث تم تسوية نزاع قانوني في عام 2019 بعد فشل شركة Intel في تقديم حلول مودم بديلة قابلة للتطبيق. ورغم تجديد اتفاقيات التوريد مع Qualcomm، استمرت Apple في تطوير تقنية المودم الخاصة بها، مستثمرة بشكل كبير في أبحاثها وتطويرها.
وأكد جوني سروجي أن Apple لا تستهدف التنافس مع شركات مثل Qualcomm أو ميديا تيك، قائلاً: “نحن نبني شيئًا مميزًا حقًا سيستفيد منه عملاؤنا”، مشددًا على تركيز الشركة على تطوير منتجات مخصصة لأجهزتها بدلاً من تقليد مواصفات المنافسين.
لم يحدد المسؤولون التنفيذيون في Apple موعدًا لدمج تقنية الموجة المليمترية 5G في رقائقهم أو جدولًا زمنيًا لوقف استخدام شرائح كوالكوم بالكامل. إلا أن مستويات الاستثمار الحالية تشير إلى التزام طويل الأمد من Apple في تطوير أجهزة المودم الداخلية، مما يشير إلى استمرار تحسين هذه التكنولوجيا في الأجيال القادمة.