شهدت البورصة جلسة دامية جديدة أمس، تساقطت خلالها الأسهم الكبري تباعاً، تحت ضغط من مبيعات المؤسسات والافراد. ويعكس ذلك تزايد المخاوف من اتساع نطاق هبوط السوق، بعد كسره كل السيناريوهات الفنية المرشحة لدعم حركته. وتحرك مؤشر »Case30 « أمس عند أدني مستوي له منذ عام 2005. وأغلق علي تراجع بنسبة %4 مسجلا 3578 نقطة مقابل 3727 نقطة في اقفال الجلسة السابقة. ليكون بذلك المؤشر قد تراجع بشكل شبه متواصل بنسبة %25 منذ وصوله إلي 4790 نقطة في الخامس من يناير الماضي.
وجاء الهبوط العنيف للبورصة، في الوقت الذي اتجهت فيه تعاملات الأجانب نحو الشراء بقوة، حيث بلغ صافي مشترياتهم 38 مليون جنيه، وتصاعدت تعاملاتهم لتمثل %20.9 من إجمالي قيمة التداول التي بلغت 514 مليون جنيه. من جهة أخري اتجهت تعاملات المصريين للبيع بصافي قيمة 40 مليون جنيه، ومثلت تعاملاتهم %72.5 من إجمالي قيمة التعامل.
صاحب وصول المؤشر لأدني مستوياته، تحرك الأسهم قرب مستويات دعم رئيسية كانت قد صدت هبوطها في موجتين عنيفتين في الشهرين الماضيين. من جهة اخري جاء عدم ظهور القوة الشرائية لاقتناص الاسهم علي أسعارها المتراجعة، ليعزز من مخاوف المستثمرين من استمرار انهيار البورصة، ليقبلوا علي البيع بالأسعار المتاحة.
أشار محمد الاعصر رئيس قسم التحليل الفني في شركة المجموعة المالية »هيرمس« إلي أن المؤشر يتحرك نحو مستوي دعم رصده له في »المال« الأحد الماضي قرب 3430 نقطة، ورشحه للتوجه لها في جلسة اليوم، ليرتد لاعلي عند اقترابه منها متجها نحو 3620 نقطة في نفس الجلسة.
وقال إن مشتريات الاجانب جاءت لاستغلال الموجة الصعودية التصحيحية المرتقبة في الجلسات المقبلة، التي رشحها للدفع بالمؤشر نحو 4200 نقطة. مشيرا إلي أن ما تسبب في تراجع البورصة في الجلسات الاخيرة، هو مبيعات المؤسسات المحلية والافراد، في سيناريو مكرر حيث ترتعش ايديهم في الاوقات الحرجة، لينجرفوا للبيع في الاوقات التي من المفترض فيها أن يتجهوا للشراء. وألمح الاعصر إلي أن أفضل السيناريوهات علي المدي القصير يتمثل في أن يشهد المؤشر في الجلسات المقبلة موجة صعودية تصحيحية مؤقتة عند اقترابه من 3430 نقطة في جلسة اليوم، بعد الانخفاضات الحادة التي شهدها دون تصحيح، ورشح هذا الارتداد للامتداد حتي 4200 نقطة، مستبعدا كسرها لاعلي، ونصح بجني الأرباح قربها.
وأشار إلي أن وصول المؤشر إلي هذه النقطة سيتزامن مع وصول الاسهم الكبري لمستهدفاتها القصوي في الشهر الحالي.
وأضاف الأعصر أن الاتجاه العام للبورصة هابط علي المديين القصير والمتوسط. ووصف اقفال البورصة تعاملات يناير الخميس الماضي بأنها جاءت مخيبة للآمال بالنسبة للرؤية الشهرية للمؤشر، لتنتهي كل السيناريوهات المحتملة لكسر المؤشر لاتجاهه الهبوطي، حيث جاء الاقفال الشهري للمؤشر أقل من ادني مستوي له في عام 2008 الذي سجله في اقفال نوفمبر الماضي بوصوله إلي 4205 نقاط. وقال إن ذلك من الناحية الفنية يؤكد أن الاتجاه العام للبورصة هابط علي المديين القصير والمتوسط. وأغلق سهم اوراسكوم للانشاء والصناعة تعاملات الامس علي هبوط بلغت نسبته %3.7 مسجلا 103 جنيهات مقابل 107 جنيهات.
أشارمحمد الأعصر إلي أن سهم اوراسكوم للانشاء سيتعرض لضغط في بداية الجلسة، يدفعه للتحرك نحو 97 جنيها. وأوضح أن ذلك سيولد قوة شرائية علي السهم تدفعه للتحرك نحو 104 جنيهات في نفس الجلسة. مشيراً إلي أن هدفه خلال الشهر الحالي قرب 126 جنيها، بالتزامن مع وصول المؤشر إلي 4200 نقطة. وتاثر السهم بتراجع شهادات الايداع الدولية للشركة في تعاملات بورصة لندن أمس الاثنين بنسبة %11 مسجلة 35.5 دولار للشهادة تعادل 98 جنيها للسهم ـ الشهادة تماثل سهمين.
وأغلق سهم اوراسكوم تيليكوم التعاملات علي هبوط حاد بلغت نسبته %6.4 مسجلا 20.4 جنيه مقابل 21.8 جنيه. اشارمحمد الاعصر إلي أن سهم اوراسكوم تيليكوم سيتعرض لضغط في بداية الجلسة يدفعه للتحرك نحو 18.2 جنيه، مما يولد قوة شرائية علي السهم تدفعه للتحرك نحو 19.7 جنيه في نفس الجلسة. وأضاف أن هدفه خلال الشهر الحالي قرب 24.5 جنيه، بالتزامن مع وصول المؤشر إلي 4200 نقطة. وتأثر السهم بتراجع شهادات الايداع الدولية للشركة في تعاملات بورصة لندن أمس الاثنين بنسبة %12 مسجلة 17.5 دولار للشهادة تعادل 19.3 جنيه للسهم ـ الشهادة تماثل خمسة أسهم.
وكان سهم البنك التجاري الدولي ضمن المتماسكين القلائل مع اغلاقه عند نفس مستواه السابق تقريبا مسجلا 31.8 جنيه مقابل 31.6 جنيه في اقفال أمس الاول. اشار محمد الاعصر إلي أن السهم مرشح للتراجع في بداية جلسة اليوم لقرب 30 جنيها. وأكد أن هذه النقطة ستصد هبوط السهم ليرتد في نفس الجلسة إلي 31.5 جنيه. ورشح السهم للتحرك نحو 35 جنيها الشهر الحالي، بالتزامن مع تحرك المؤشر نحو 4200 نقطة.
شهدت الاسهم المتوسطة تراجعاً جماعياً حاداً، لتزايد المخاوف من اتساع نطاق هبوطها مع كسر عدد منها لنقاط ايقاف خسائر.
أشار ايهاب السعيد رئيس قسم التحليل الفني في شركة (اصول) لتداول الاوراق المالية، وعضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين، إلي أن تسارع وتيرة هبوط تلك الاسهم جاء بسبب خروج المؤشر من القناة العرضية التي يتحرك فيها في الاسابيع الاخيرة بين مستويي 3600-4200 نقطة. وأضاف انه في حال عدم ارتداد المؤشر للتحرك فوق 3600 نقطة في الجلسات المقبلة ستكون البورصة قد أنهت آخر سيناريو محتمل للنهوض علي المديين القصير والمتوسط.
وكان سهم العز لصناعة حديد التسليح ضمن اكبر الخاسرين بعد تراجعه بنسبة %8.6 مسجلا 7.08 جنيه مقابل 7.75 جنيه في اقفال أمس الاول.
أشار ايهاب السعيد إلي أن السهم واجه في جلسة أمس مستوي دعم رئيسياً قرب 7.5 جنيه، ويتجه في جلسة اليوم نحو 6.8 جنيه. ويري محمد الاعصر أن السهم سيتحرك في جلسة اليوم علي نطاق واسع، وسيكون اول دعم له قرب 6.4 جنيه، ورشحه للارتداد منها مستهدفا 7.2 جنيه في نفس الجلسة.
أغلق سهم السويدي للكابلات علي تراجع قوي بنسبة %5 مسجلا 47.8 جنيه مقابل 50.2 جنيه. أشار ايهاب السعيد إلي أن السهم استمر في جلسة الامس في التحرك تحت مستوي دعم رئيسي قرب 50.5 جنيه، ونصح بوقف الخسارة في السهم في حال عدم عودته للتحرك فوقها اليوم. وأغلق سهم المجموعة المالية هيرمس التعاملات علي تراجع بنسبة %2 مسجلا 13.9 جنيه مقابل 14.2 جنيه في اقفال أمس الأول.
وأضاف محمد الاعصر أن السهم سيقابل في جلسة اليوم دعما قرب 12.5 جنيه، ووجدها فرصة شراء نظراً لأن السهم مرشح للارتداد لاعلي مستهدفا 13.6 جنيه في نفس الجلسة، علي أن يكون هدفه الشهر الحالي 16 جنيها.
كانت تعاملات الأجانب قد نشطت مع اتجاهها للشراء للجلسة الثانية علي التوالي بإجمالي قيمة بلغت 126 مليون جنيه، وإجمالي مبيعات 88 مليون جنيه، ليبلغ صافي مشترياتهم 38 مليون جنيه، وشكلت حركتهم %20.9 من إجمالي قيمة التداول. وهدأت تماما تعاملات العرب مع اتجاهها للشراء بإجمالي قيمة 34.5 مليون جنيه وإجمالي مبيعات 33 مليون جنيه، ليبلغ صافي مشترياتهم 1.5 مليون جنيه، ومثلت حركتهم %6.6 من إجمالي قيمة التعامل. من جهة أخري اتجهت تعاملات المصريين للبيع للجلسة الثانية علي التوالي بإجمالي قيمة بلغ 392 مليون جنيه، وإجمالي مشتريات 352 مليون جنيه، ليبلغ صافي مبيعاتهم 40 مليون جنيه، وشكلت تعاملاتهم %72.5 من إجمالي قيمة التعامل التي ارتفعت نسبياً. واستقرت تعاملات المؤسسات لتساهم بنسبة %34.6 من إجمالي قيمة التعامل مقابل %65.4 للأفراد.