تراجعت مبيعات شركة »كرايسلر« الأمريكية لصناعة السيارات خلال الأسابيع الثلاثة الأولي من الشهر الحالي بنسبة %30 متفوقة بذلك علي باقي الشركات الأمريكية التي انخفضت مبيعاتها في المتوسط خلال نفس الفترة بنسبة %33.
يأتي نجاح الشركة بفضل ارتفاع مبيعات ماركات »كرايسلر« و»دودج« و»جيب« في معارض الشركة البالغ عددها 789 معرضاً في أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن قلصت كبري شركات السيارات الأمريكية »جنرال موتورز« و»فورد« عدد معارض بيع سياراتها إلي »2000 معرض« لتقليص النفقات رغم أن هذه المعارض ساهمت بحوالي %40 من السوق المحلية لإعلانات السيارات في الربع الأول من العام الحالي.
قالت وكالة »بلومبرج« الإخبارية، إن التحسن النسبي لمبيعات »كرايسلر« يظهر عدم اهتمام الأمريكيين بالتعامل مع شركة خاضعة لقانون الإفلاس مما ساعد »كرايسلر« علي تحسين وضعها المالي بتدفق الإيرادات عليها، والتخلص من مخزون السيارات المتراكم لديها بعد أن أغلقت جميع مصانعها، وأوقفت العمل فيها منذ بداية الشهر الحالي.
وكان روبرت نارديللي الرئيس التنفيذي لشركة »كرايسلر« قد أكد للكونجرس الأمريكي في نوفمبر الماضي أن اخضاع الشركة لقانون الإفلاس سيقلل من الطلب علي سياراتها.
لكن ما حققته »كرايسلر« حتي الآن يعد من الأنباء الطيبة لشركة »جنرال موتورز« أكبر شركات السيارات الأمريكية لصناعة السيارات، التي تواجه هي الأخري الإفلاس ما لم تحقق إعادة الهيكلة خارج محاكم الإفلاس قبل الأول من يونيو المقبل، كما قرر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لكي تتمكن من الحصول علي القروض من الحكومة الأمريكية.
ورغم انكماش مبيعات السيارات الأمريكية منذ بداية العام الحالي حيث وصلت إلي أسوأ معدل لها منذ 27 عاما حيث بلغت نسبة الانخفاض %34 فإن شركة »كرايسلر« حققت نتائج أفضل خلال الأسابيع القليلة الماضية أفضل مما حققته في أبريل الماضي الذي انهارت فيه مبيعاتها بنسبة %48.
ويقول ستيف لاندري رئيس مبيعات »كرايسلر« في الولايات المتحدة الأمريكية إن هدف الشركة خفض المخزون من سياراتها إلي أقل حد ممكن، وإن كانت مصانعها ستظل مغلقة حتي منتصف يونيو المقبل وربما بعد ذلك.
لكن المخزون لديها سيتراجع مع نهاية الشهر المقبل إلي 250 ألف سيارة فقط بانخفاض نسبته %43 عن حجم المخزون المتراكم لديها منذ يونيو الماضي.
ويرجع الارتفاع النسبي في مبيعات »كرايسلر« خلال الفترة الأخيرة إلي برنامج الحوافز التي تمنحها الشركة للزبائن والتي تصل إلي حوالي 6 آلاف دولار لكل من يشتري سيارة جديدة بالإضافة إلي التصريحات التي أدلي بها الرئيس الأمريكي في قنوات التليفزيون الأمريكي المحلية، وأكد فيها أن »كرايسلر« قوية وستتمكن من النجاة من الإفلاس.
كما وافقت وزارة الخزانة الأمريكية نهاية الأسبوع الماضي علي منح 7.5 مليار دولار لمؤسسة GMAC المالية المتخصصة في منح قروض لشركات السيارات والعقارات الأمريكية لتمويل الراغبين في شراء سيارات جديدة.
وكانت GMAC وافقت في 30 أبريل الماضي علي تمويل عملاء وتجار »كرايسلر« بعد إخضاع الأخيرة لقانون الحماية من الإفلاس حيث حصلت GMAC علي 6 مليارات دولار من الحكومة منذ حوالي 5 شهور لمساعدة كبري شركات السيارات الأمريكية المتعثرة، لاسيما »كرايسلر« و»جينرال موتورز« المعرضة هي الأخري للوقوع تحت طائلة قانون الحماية من الإفلاس.
وتتميز قروض GMAC بأن فوائدها منخفضة جداً وشروطها ميسرة للغاية مما ساعد »كرايسلر« و»جينرال موتورز« علي منافسة »فورد« و»تويوتا« وغيرها من الشركات التي تتمتع بمركز مالي قوي وتستطيع بيع المزيد من السيارات وتحمل الخسائر وسط الأزمة الحالية.
ومن المقرر أن تطرح »كرايسلر« أصولها البالغة قيمتها أكثر من ملياري دولار للبيع بعد غد »الأربعاء 27 مايو« بناء علي القرار الذي حددته محكمة الإفلاس الأمريكية حيث سبق لها أن حصلت علي 4 مليارات دولار من الحكومة الأمريكية ضمن برنامج الإنقاذ الحكومي ثم نالت أيضاً في بداية مايو الحالي 8.08 مليار دولار لتيسير صفقة الاندماج مع »فيات« الإيطالية.
وستقوم شركة جديدة تحت اسم »كرايسلر جروب« LLC والتي تهيمن عليها »فيات« الإيطالية شراء أصول كرايسلر ويرأس هذه الشركة الجديدة روبرت كيدر، الرئيس التنفيذي السابق لشركة »دوراسيل انترناشيونال« وكذلك رئيس مجلس إدارة بوردن كيميكال سابقاً والذي يشارك أيضا في عضوية مجلس إدارة بنك »مورجان ستانلي« منذ 1993 حتي الآن.
أما سيرجيو ماركيوني، الرئيس التنفيذي لشركة »فيات« الإيطالية، فسوف يصبح رئيساً تنفيذياً للشركة الجديدة »كرايسلر جروب« بجانب »فيات« وذلك بعد استقالة روبرت نورديلي من رئاسة »كرايسلر«.
ولكن مجلس إدارة »كرايسلر جروب« الجديد سيختار أعضاؤه شركة فيات والحكومة الأمريكية والكندية باعتبارها أهم الجهات التي أسهمت في تمويل كرايسلر وصفقتها مع »فيات« الإيطالية.
وإذا كانت القيمة الإجمالية لأصول »كرايسلر« تبلغ حوالي 39 مليار دولار فإن مديونياتها قفزت إلي 55 مليار دولار مما يجعل إفلاسها خامس أكبر عملية إفلاس في تاريخ الشركات الأمريكية والتي جعلها تغلق جميع مصانعها منذ بداية مايو الحالي، وإن كان الخبراء يرون أن الاعتقاد بأن الاندماج بين »كرايسلر« و»فيات« سينقذ الشركة الأمريكية هو وهم ساذج!.