أطلقت وزارة النقل مؤخرا مبادرة لتصنيع نحو 500 عربة لخطوط السكة الحديد بالتعاون مع غرفة الصناعات الهندسية بهدف تعميق التصنيع المحلي وتوفير المزيد من فرص العمل. تستعد شركتا »قادر« و»سيماف« لتوقيع بروتوكول تعاون مع الغرفة لتوفير الخامات المحلية التي تستعين بها الشركتان في عمليات التصنيع الخاصة بعربات السكة الحديد.
 |
وأجمع العديد من الخبراء علي اهمية تلك الخطوة للاتجاه للتصنيع المحلي لعربات قطارات السكة الحديد لتوافر العديد من المميزات اهمها انخفاض اسعار العربات المحلية مقارنة بالمستوردة من الخارج، واكدوا ان هناك العديد من الشركات القادرة علي منافسة جودة المنتج الاجنبي.
وقال أحمد فكري، رئيس المجلس التصديري للصناعات الهندسية، إن المجلس يسعي لتوقيع بروتوكول تعاون مع شركتي »سيماف« و»قادر« لتوفير الخامات الخاصة بتصنيع عربات السكة الحديد التي تتولي الشركتان تصنيعها.
واشار رئيس المجلس التصديري الي وجود ما يقرب من 85 شركة تابعة لاشراف المجلس لديها القدرة علي توفير %65 من مستلزمات الانتاج المحلي لعربات السكة الحديد التي تنتجها »سيماف« و»قادر« مثل اللمبات الموجودة بالعربات، بالاضافة الي اجهزة التكييف والمقاعد.
وأكد »فكري« أن بروتوكول التعاون مع الشركات سيساهم في تعميق مفهوم التصنيع المحلي بالاضافة الي ضخ استثمارات جديدة داخل تلك الشركات، مما يوفر فرص عمل إضافية.
من جانبه، أشار المهندس علاء جلال، مدير الادارة العامة للتسويق بمصنع »سيماف« التابع للهيئة العامة للتصنيع الي قدرة الشركة علي المساهمة في تعميق التصنيع المحلي لعربات السكة الحديد، منوها بنجاح الشركة في توريد 6 آلاف عربة بضائع، فضلا عن 2500 عربة مميزة درجة اولي الي الهيئة القومية للسكة الحديد خلال السنوات القليلة الماضية.
وقال »جلال« إن تصنيع العربات محليا له العديد من المميزات، أبرزها انخفاض القيمة السعرية للعربات المصنعة محليا، مقارنة بالمستوردة حيث يبلغ سعر العربات المصنعة محليا نحو 2.5 مليون جنيه بينما سعر نظيرتها المستوردة يصل الي 3 ملايين جنيه، بالاضافة الي تنشيط المصانع المحلية التي تعتمد عليها الشركة في توفير %75 من مستلزمات الانتاج.
واضاف ان المصانع المحلية تستخدم ما يقرب من %25 من مستلزمات الانتاج المستوردة من الخارج، معتبرا ان البروتوكول الذي سيتم توقيعه مع غرفة الصناعات الهندسية خلال الفترة المقبلة سيساهم في التخلص من ضغوط الشركات الاجنبية المنتجة للمكونات والتي تقوم برفع اسعارها لتجبر الشركات المصرية علي استخدام هذه المكونات وبالتالي فإن البروتوكول سيجعل المصانع المحلية قادرة علي المنافسة لصناعة العربات.
وأشاد »جلال« بالمبادرة التي اتخذتها وزارة النقل مؤخرا لتصنيع عربات السكة الحديد محليا بالتعاون مع غرفة الصناعات الهندسية علي غرار ما قامت به سيماف خلال الفترة الماضية، مشيرا الي ان »سيماف« تلتزم بالشروط الفنية التي تضعها هيئة السكك الحديدية في عمليات التصنيع، لضمان كفاءة العربات التي يتم توريدها للهيئة.
واتفق معه مصدر مسئول بالهيئة القومية لسكك حديد مصر مؤكدا ان مشاركة وزارة النقل مع غرفة الصناعات الهندسية لتصنيع العربات ستضمن مشاركة الشركات المحلية في توريد عربات ذات جودة عالية للهيئة خاصة بعد قيامها بطرح مناقصة لتوريد 548 عربة للعمل علي خطوط الهيئة في المسافات القصيرة والطويلة.
وأشر المصدر الي وجود العديد من الشركات الاجنبية من النمسا واسبانيا ستنافس علي توريد تلك العربات منفردة او من خلال التحالف مع »سيماف« ليتم الحصول علي عربات ذات كفاءة مرتفعة تساهم في تطوير اسطول العربات التابع للشركة.
من جهته اعتبر المهندس يونس محمود، رئيس قطاع المنطقة المركزية السابق لهيئة السكة الحديد، ان البروتوكول المنتظر توقيعه بين شركتي »سيماف« و»قادر« وغرفة الصناعات الهندسية سوف يساهم في تعميق التصنيع المحلي من خلال الاعتماد علي الشركات المحلية لتوفير مستلزمات الهيئة من العربات، بالاضافة الي الاستعانة بها في صيانة العربات المستوردة.
وأوضح ان »سيماف« تقوم بصيانة بعض العربات التي تم التعاقد مع شركات اجنبية لتوريدها مثل القطارات الاسبانية والفرنسية والالمانية والرومانية في ورش كوم أبوراضي.
ويري حمدي الطحان، وكيل لجنة النقل في مجلس الشعب سابقا، ان التصنيع المحلي خطوة جيدة خاصة العربات التي تقوم »سيماف« بتصنيعها، مؤكدا ان الشركة لديها القدرة علي تصنيع عربات وفقا للمواصفات الفنية العالمية، الامر الذي ادي لاستمرارها في السوق المصرية منذ اربعين عاما.
ولفت الي ضرورة قيام الشركات المحلية بتطوير ادائها في عمليات التصنيع لتقوم بتصنيع السكة الحديد بشكل كامل في مصانعها، خاصة مع استيراد شركتي »سيماف« و»قادر« بواجي العجل وصناديق التكييفات من الخارج، فيما عدا هذا يتم تصنيع باقي المستلزمات محليا، نافيا مسئولية الشركات المصرية المنتجة للعربات عن الاعطال المتكررة في عربات السكة الحديد خلال الفترة الاخيرة، مبررا ذلك بتقادم معظم العربات حيث يمتد عمرها الي 30 عاما.
وفي المقابل، قلل اسماعيل عثمان، رئيس مجلس ادارة شركة المشروعات المصرية السابق التابعة لهيئة السكة الحديد، من شأن الاجراءات التي تم اتخاذها خلال الفترة الاخيرة لتعميق التصنيع المحلي، مؤكدا ان العربات المستوردة أفضل من العربات المصنعة محليا لعدد من المزايا التي تحتويها ممثلة في قلة الاعطال التي قد تحدث بها، بالاضافة الي ارتفاع المدة الزمنية التي قد تعمل بها العربات الاجنبية مقارنة بنظيرتها المحلية.
واشار الي ان العربات المحلية تعاني اهمال عمليات الصيانة ونقص الاعتمادات المالية المتوافرة لصيانة تلك العربات بالاضافة الي ضعف كفاءة قطع الغيار المصنعة، مما يعمل علي رفع نسبة الاعطال بهذه العربات.