Loading...

‮»‬صناعة الموضة‮« ‬حلقة مفقودة في السوق المحلية

Loading...

‮»‬صناعة الموضة‮« ‬حلقة مفقودة في السوق المحلية
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأربعاء, 30 يناير 08

:دعاء حسني

أكد خبراء صناعة الغزل والنسيج أن اقدام المصنعين المحليين علي اعداد وتطوير تصميمات مبتكرة خاصة بهم يبدو أمراً بعيد المنال، علي الأقل في الأفق المنظور، مشيرين إلي أن الشركات المحلية العاملة في صناعة الملابس الجاهزة لا تزال تستورد تصميماتها من الخارج خاصة من فرنسا وايطاليا اللتين تتميزان بتصميماتهما المتنوعة والمتفردة.

واشار الخبراء إلي أن  السوق المحلية ماتزال بحاجة إلي فترة كبيرة جدا قد تتعدي الـ30 عاما، لتصبح مركزا لتصدير تصميماتها للخارج خاصة أن الشركات العاملة في السوق المحلية تستسهل استيراد تصميمات خارجية علي أن تنشئ وحدات بحثية لابتكارها ثم تصديرها بعد تصنيعها محليا.

وفي هذا السياق اعترف تقرير حديث صادر عن غرفة الصناعات النسيجية أنه لا توجد صناعة للموضة في مصر، حيث يتم استيراد التصميمات التي يتم تنفيذها محليا من دول الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، وهي نفسها الاسواق المستقبلة لصادرات الملابس الجاهزة المصرية. ومعني ذلك، كما قال التقرير، إن الشركات المصرية لا تقوم بتصدير الملابس الجاهزة بتصميمات من انتاجها بل من خلال استيراد أحدث التصميمات في الأقمشة والالوان والتركيبات المختلفة قبل تنفيذها. وأوضح أن مصر لايزال امامها الكثير من الوقت لتصدير منتجات من خلال بيوت خبرة تابعة لشركات الملابس المحلية في فترات قد تتعدي 30 عاما.

واضاف التقرير أن المراكز والمعارض المقامة في أكبر بيوت الموضة العالمية في الخارج والتي تتركز في ميلانو وفرنسا، يتم انفاق مبالغ طائلة عليها بمستويات لا تستطيع الصناعة المصرية تحمل نفقاتها.

واوضح أن صناعة الملابس الجاهزة المحلية تحتاج إلي اعادة تطوير المنظومة الخاصة بالصناعة النسيجية والتصميمات المرتبطة بها بالكامل المتمثلة في ضرورة الاهتمام بالعملية التعليمية لخلق كوادر تستطيع المنافسة في هذا المجال إلي جانب ضرورة التركيز علي تنمية وتطوير الابحاث المتعلقة بها من خلال توفير آلية تمويلية قادرة علي النهوض بتلك الصناعة كما يحدث في الدول الكبري العاملة في انتاج الغزل والنسيج.

وأكد التقرير أن الشركات المحلية العاملة في تصنيع الملابس الجاهزة تضطر إلي استيراد ماركات عالمية بمبالغ طائلة اعتمادا علي أن هذه الماركة تلقي القبول بالاسواق الخارجية رغبة منها في زيادة مبيعاتها خاصة أن هناك ماركات عالمية يقبل العديد من المستهلكين علي اقتنائها لتميزها، إلي جانب الصورة الذهنية الجيدة التي تتمتع بها.

واوضح محمد قاسم، رئيس الشركة العالمية لتجارة وتصدير الملابس الجاهزة، أن أغلبية الشركات العاملة في هذا المجال تهتم فقط بالتصدير والتسويق الخارجي لمنتجاتها دون الاهتمام بابتكار تصميمات جديدة تساعد علي تطوير منتجاتها وزيادة مبيعاتها.

واوضح قاسم أن معظم شركات تصدير الملابس الجاهزة يعتمد في دراسته علي كاتالوجات من الخارج تقوم بتنفيذها، باستثناء بعض الشركات القليلة – ومعها عدد من المصممين – التي لديها ماركات عالمية.

في حين اشار عادل العزبي أمين عام الشعبة العامة للمستثمرين بالاتحاد العام للغرف التجارية إلي أن مصر تمثل فقط سوق »حياكة« للملابس الجاهزة، أو لـ»كاتالوجات« الملابس الجاهزة التي يتم استيرادها من الخارج خاصة من دول غرب أوروبا مشيرا إلي افتقار مصر للخبرات التي يمكنها من خلال ابتكار خطوط موضة تستطيع منافسة مثيلتها في الاسواق الخارجية من ناحية احدث الخطوط والتصميمات التي ستطرح للمواسم المختلفة.

وأرجع العزبي افتقار مصر إلي خبرات تعمل في مجال تصميمات الملابس الجاهزة إلي عدم وجود ربط بين التعليم وسوق العمل رغم وجود العديد من الجهات التعليمية المهتمة بتخريج دفعات تعمل في مجال ابتكار هذه التصميمات، منها علي سبيل المثال كليتا الفنون الجميلة والفنون التطبيقية موضحا أن صناعة تصميمات الملابس الجاهزة موهبة تصقل بالتعليم والتأهيل والتجربة.

وأوضح العزبي أن هناك بعض الدول التي تقوم بدراسة الأسواق بشكل جيد بما يمكنها من تصدير احتياجاتها مقرونة بأحدث صيحات الموضة مثل هونج كونج والصين واليابان، موضحا أن هذه الدول تهتم بتصدير منتجاتها إلي الدول النامية، مستفيدة من انخفاض أسعار منتجاتها عن مثيلتها الأوروبية.

بينما أشارت رانيا علام مندسة طباعة منسوجات أن صناعة الملابس الجاهزة التي تبدأ من اختيارالتصميمات انتهاء بالتصدير إلي السوق الخارجية تحتاج إلي عدة سنوات لكي تثبت أقدامها في مصر خاصة مرحلة »تصميم الملابس« مؤكدة أن أغلبية شركات تصدير الملابس الجاهزة يوجد بها مصممو ملابس، إلا إن معظم التصميمات تقوم علي تطوير تصميم قائم بالفعل علي شبكة الإنترنت، حيث يقوم المصممون بعد ذلك بإضافة بعض التغييرات لهذه التصميمات بما يتناسب واحتياجات السوق الداخلية أو الخارجية.

وأكدت رانيا أن شركات الملابس قد يكون لديها اكتفاء ذاتي للوفاء باحتياجات السوق الداخلية إلا أن ذلك الأمر لا ينطبق علي تصميماتها الموجهة إلي السوق الخارجية الأمر الذي يحتاج لتصميمات أكثر مواكبة للتطورات العالمية.

وأوضحت أن إنشاء مركز عالمي ومتخصص للموضة في مصر أمر يحتاج إلي خطة يتراوح مداها بين 5 و 6 سنوات لتدريب وإعداد كوادر علي أعلي مستوي، وهو ما يحث في الخارج ولا نستطيع تطبيقه في مصر، كما قد نحتاج لإجراء عدة دورات تدريبية بالخارج.

وأضافت أن بعض مراحل الصناعة النسيجية في مصر تتعرض لمنافسة شرسة من الأسواق الصينية وقد تلجأ بعض الشركات الساعية لمجابهة تلك المنافسة إلي تصنيع بعض مراحل الإنتاج مثل القماش المجهز الذي يتم ادخال بعض التعديلات الكيميائية عليه ويباع في مصر بسعر أرخص من مثيله المصري حيث يعطي نفس ملمس الخامة، كما تلجأ شركات أخري إلي الذهاب إلي الصين لتنفذ بها مرحلة التطريز والطباعة نظرا لانخفاض تكلفة هذه العمليات بالخارج.

وأوضحت أن بعض أنواع الملابس مثل البدل يتم استيراد تصميماتها من بعض الدول مثل إيطاليا، إلي جانب استيراد »الكرافت« وحتي أساور القميص، وقد يضاف إلي بعض التصميمات إضافات محلية.

جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأربعاء, 30 يناير 08