علمت »المال« أن شركة »شيناهاربر« الصينية تستعد خلال الفترة المقبلة للمنافسة علي مشروع القناة الجانبية لميناء شرق بورسعيد مع أحد التحالفات الصينية لتكون الشركة الرابعة المتقدمة للمشروع.
|
وتقدمت لوزارة النقل خلال الشهر الماضي 3 شركات عالمية تعمل في مجال المقاولات البحرية العالمية لتنفيذ مشروع القناة الجانبية وهي شركات »شكالس، وماندولوا، ودايتش العالمية«، بعروض أسعار مختلفة تراوحت بين 50 و60 مليون دولار في الوقت الذي تصل فيه استثمارات المشروع من خلال الدراسة التي قام بها مركز البحوث والاستشارات التابع للأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ووزارة النقل إلي نحو 90 مليون دولار.
وكانت »شينا هاربر« قد فازت بمشروع الصب الجاف بميناء الأدبية بالبحر الأحمر بعد منافسة مع شركة السويس للصلب ومن المتوقع أن يتم توقيع التعاقد خلال شهر مارس المقبل مع رئيس الوزراء لكون المشروع من المشروعات المهمة المطروحة بنظام حق الانتفاع »BOT « لمدة تصل إلي نحو 25 عاما، وباستثمارات تصل إلي 125 مليون دولار.
وحسب مصادر وزارة النقل فإنه تم وضع خطة استثمارية للمشروع بحيث يمكن أن يدر إيرادات علي هيئة موانئ البحر الأحمر سنويا تصل إلي نحو68 مليون جنيه من خلال مقابل حق الانتفاع الذي ستدفعه الشركة للهيئة سنويا وإيرادات الجمارك والضرائب المرتبطة بالمشروع، إلا أنه من المتوقع ان يتم إجراء مفاوضات خلال أيام حول المساحة الخلفية للمشروع والتي تصل إلي نحو 100 ألف متر مربع، وحسب مصادر قريبة الصلة من المشروع فإن المساحة السابقة لا تكفي لإنشاء المشروع والذي من المفترض ألا تقل مساحته حسب دراسات أجريت علي المشروع من قبل شركات سحبت كراسات الشروط، عن 650 ألف متر مربع وهو ما سيكون محل تفاوض بين الشركة ووزارة النقل خلال الفترة المقبلة.
ومن ناحية أخري تستعد شركة »شيناهاربر« بعد التعاقد مع الحكومة المصرية علي مشروع الصب الجاف بالأدبية للتعاقد مع تحالفات متخصصة في تداول الحبوب ومنها الشركة القابضة للحبوب الصينية، بالإضافة إلي دخول بنك التنمية الصيني في تمويل المشروع وكلها جهات تتبع الحكومة الصينية.
جدير بالذكر أن مشروع »الصب الجاف« في ميناء الأدبية هو أول المشروعات التي تتولاها الشركة الصينية بشكل عام داخل السوق المصرية من حيث ملكية الرخصة والإدارة بنظام حق الانتفاع، في الوقت الذي تقوم فيه الشركة بتنفيذ أعمال مقاولات لكل من شركة قناة السويس للحاويات بشرق بورسعيد، ومن المقرر أن تشارك الشركة في أعمال محطة شركة دمياط لمحطات الحاويات الدولية »ديبكو« بميناء دمياط.
وعلي صعيد متصل قال أحد خبراء النقل البحري بمركز البحوث والاستشارات إن طرح مشروع القناة الجانبية تأخر للغاية دون إبداء أسباب حتي الآن، متخوفا من فرض عقوبات علي هيئة ميناء بورسعيد من قبل شركة قناة السويس للحاويات التي تلزم الهيئة في عقدها ضرورة الإنتهاء من قبل أول يناير 2012 في الوقت الذي يستغرق فيه المشروع أكثر من عام علي أقل تقدير.
وحسب التعاقد الذي تم التوقيع عليه بين كل من وزارة النقل وشركة قناة السويس للحاويات، فإن هيئة موانئ بورسعيد تتحمل إنشاءات في التعاقد الجديد بينها وبين شركة قناة السويس للحاويات تقدر بنحو700 مليون جنيه، ومنها القيام بتعميق مراسي للمرحلتين الأولي والثانية وقنوات الدخول لمستوي يصل إلي 17 مترا، بجانب أن تكون الهيئة مسئولة عن دخول نحو 2500 سفينة سنويا إلي المحطة قبل عمل القناة الملاحية وتقوم بتوفير خدمات القطر والإرشاد لهذه السفن، وبعد تنفيذ القناة الملاحية تكون الهيئة مسئولة عن إتاحة الخروج والدخول من المحطة إلي البحر المتوسط وغير المقيد بحركة ميناء شرق بورسعيد وتقديم الخدمات الملاحية لها من القطر والإرشاد أيضا، مع التقيد بضرورة الانتهاء من القناة الجانبية قبل أول يناير 2012.
وأشار الخبير إلي أن المشروع أصبح من الالتزامات التي تقع علي هيئة ميناء بورسعيد خلال تعديل التعاقد مع شركة قناة السويس للحاويات خلال عام 2007 والذي بموجبه حصلت الشركة علي امتياز 49 عاما بعد أن كان الامتياز 25 عاما فقط مقابل أن تتنازل عن حق الاحتكار في نشاط الحاويات بمنطقة شرق بورسعيد في الوقت الذي مازال هناك نحو 14 محطة أخري سيتم طرحها بميناء شرق بورسعيد، لافتا إلي انه من المفترض حسب المخطط العام أن يتم تداول نحو 17 مليون حاوية خلال عام.
وأشار إلي أن أهمية إنشاء القناة الجانبية تتركز في إمكانية دخول السفن من الشمال لميناء شرق بورسعيد لفك الاشتباك مع التفريعة الشمالية لقناة السويس، بما يساهم في دخول السفن لميناء شرق بورسعيد دون الانتظار في نظام القوافل والمتبع في مرور السفن لقناة السويس.