ممدت شركة سانوفي افينتس العملاقة، التي تعد أكبر شركة للأدوية في فرنسا، من عرضها للاستحواذ علي شركة جينزيم الأمريكية العملاقة المتخصصة في التكنولوجيا الحيوية والذي وصل إلي 18.5 مليار دولار، حيث تسعي »سانوفي« إلي اكتساب المزيد من الوقت من أجل اقناع »جينزيم« بالموافقة علي الصفقة.
|
وقالت شركة سانوفي، إن الشركتين تتفاوضان علي حق مشروط لقيمة شركة »جينزيم«، إضافة محتملة للقيمة تدفعها »سانوفي افينتس« ترتبط بالأداء الذي ستحققه »جينزيم« فيما يتعلق بنتائج تجاربها لاختراع دواء »ليمترادا« لعلاج مرض »التصلب اللويحي« أو تصلب الأنسجة المتعدد وهو مرض مزمن يصيب الجهاز العصبي المركزي وقد يسبب مشاكل بصرية وضعف للعضلات وغيرها من الأعراض.
وأضافت: إنه علي الرغم من مواصلة المفاوضات بشأن الصفقة التي تقوم عليها فرق تجارية ومسئولون تنفيذيون من كلتا الشركتين، فإن هناك العديد من الخلافات الجوهرية بينهما ترتبط بقيمة العرض الذي قدمته »سانوفي أفينتس«، وأشارت الشركة إلي أنه ليست هناك أي ضمانات حتي الآن لنجاح الصفقة.
وقال هيرني تيرمير، الرئيس التنفيذي لشركة جينزيم، التي تعد أكبر الشركات العالمية المتخصصة في إنتاج عقاقير الأمراض النادرة، إن الخلافات بين الشركتين بشأن حقوق القيمة المشروطة والمتعلقة بعقار »ليمترادا«، وقفت حائلاً أمام استكمال المفاوضات بنجاح.
وتوقعت شركة جينزيم أن يحقق عقار »كامباث« الذي تنتجه ويستخدم لعلاج سرطان الدم، أعلي المبيعات خلال الفترة المقبلة، موضحة أن إيراداتها من هذا العقار قد تصل إلي 3.5 مليار دولار، في حين قالت شركة »سانوفي« إن إيرادات »جينزيم« من عقار ليمترادا لن تتجاوز حاجز الـ700 مليون دولار، وفقاً للمحللين.
يذكر أن عقار »ليمترادا« اقترب من مرحلة الإنتاج مع دخول المنتج آخر مراحل الاختبار.. وتتوقع شركة جينزيم أن تظهر نتائج تجارب هذا العقار خلال العام الحالي.
وخفضت شركة جينزيم في 11 يناير الماضي من توقعاتها للإيرادات خلال 2011، وقال ايريك بيرجواد المحلل لدي مؤسسة »ريموند جيمس«، التي تتخذ من باريس مقراً لها، إن التصريحات الأخيرة لـ»جينزيم« بشأن الإيرادات قد لا تساعد علي انجاح المفاوضات.
وأضاف: إن شركة »سانوفي« تعتقد أن »جينزيم« قد تمر بأزمات مالية خلال العام المقبل علي الرغم من تمسكنا باتمام الصفقة، في حين سيظل حاملو الأسهم بـ»جينزيم« حائرين بين خوفهم من أن ترفع »سانوفي« يدها عن الصفقة وبين رغبتهم في الوصول إلي أعلي سعر ممكن.
ووفقاً لجمعية المصابين بمرض تصلب الأنسجة المتعددة بنيويورك، فإن هناك أكثر من 2.1 مليون شخص مصابون بالمرض في العالم، وهو المرض الذي قد يؤدي إلي أن يهاجم الجسد نفسه من خلال جهازه المناعي، مشيرة إلي أن هناك حوالي 200 شخص يصابون بالمرض أسبوعياً في الولايات المتحدة وحدها، وأوضحت أن عقار »ليمترادا« الذي تقوم شركة جينزيم علي اختباره سينضم في حال نجاحه إلي عقار »تيريفلونومايد« الذي تنتجه »سانوفي أفينتس« لعلاج نفس المرض.
وانخفضت أسهم شركة »سانوفي« بمقدار 5 سنتات وبنسبة %0.1 لتصل إلي 50.84 يورو، بينما انخفضت أسهم شركة جينزيم بمقدار 27 سنتاً وبنسبة %0.4 لتصل إلي 71.58 دولار.
وكانت شركة سانوفي قد قدمت ذات العرض إلي حاملي الأسهم بشركة جينزيم مباشرة في 4 أكتوبر الماضي، وهو العرض الذي وصف بأنه »عرض عدائي« يسعي إلي تخطي التنفيذيين بشركة جينزيم، وذلك بعد رفض الرئيس التنفيذي لـ»جينزيم« العرض الذي قدمته »سانوفي افينتس« ووصفه بالمنخفض جداً.
وتعتبر منتجات شركة جينزيم غير قابلة للمنافسة أو التقليد، حيث إنها تستخدم الخلايا الحية لتصنيع عقاقيرها، وهو ما يصعب جداً من عملية إنتاج عقاقير مماثلة لها من خلال المواد الكيماوية، وقد وضعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية العقاقير التي تنتجها »جينزيم« علي قائمة الأدوية الفريدة والوحيدة في العالم، لأنها تعالج أمراضاً ليس لها علاجات أخري، وقد منحتها الإدارة مزيداً من الحماية لبراءات الاختراع.
واعتبر تريمير أن المحادثات بين شركته و»سانوفي« تتطور، وقال إن هناك قيمة للصفقة يمكن أن يتفق عليها الطرفان من خلال المفاوضات، وأن الحرب بالوكالة التي تشنها »سانوفي« علي »جينزيم« والتي تستهدف تغيير الهيئة التنفيذية والإدارية بالشركة لن تجدي نفعاً ولن تكون مقبولة للجميع.