‮»‬الفانتازيا‮« ‬و»الغموض‮« ‬في تصميم الإعلانات‮.. ‬سلاح ذو حدين

‮»‬الفانتازيا‮« ‬و»الغموض‮« ‬في تصميم الإعلانات‮.. ‬سلاح ذو حدين
جريدة المال

المال - خاص

12:01 ص, الخميس, 22 أبريل 10

حمادة حماد
 
»كيكة لا بتحل ولا بتربط.. بس لو في موقف.. هتظبط« ذلك هو »TODO سلوجان«، منتج كيكة »تودو« التي كانت لحملته التي اطلقت مؤخرا ردود افعال مختلفة من الجمهور حيث واجه العديد صعوبة في الربط بين شكل الاعلان والمنتج نفسه.. الي جانب الغموض في المقولة المميزة للمنتج في نهاية الاعلان.

 

 
محمد شومان

وتدور الفكرة العامة لحملة »تودو« حول مارد ـ محمد شومان ـ يأتي في فتح المستهلك لعبوة »تودو« لتسلية المستهلك وكسر حالة الملل التي يقضيها في انتظار شيء معين بشكل ترفيهي كوميدي.. ومع انتهاء كيكة »تودو« يختفي المارد. وينهي الاعلان بعبارة ـ السلوجان ـ المبهمة بعض الشيء.
 
وحول هذا الاعلان اكد الخبراء ان هذا الشكل يسمي بالفانتازيا في الاعلان التي تساعد علي جذب انتباه المشاهد للسلعة وخلق ارتباط ذهني بينه وبينها، مشيرين الي ان عملية ارتباط شكل الاعلان بالسلع في الوقت الحالي اصبحت غير اساسية لان اغلب الاعلانات حاليا بدأت في الاتجاه الي ما يسمي اعلانات »اللا علاقة« حيث انها تساعد علي ترك المشاهد يفكر بما يريد ان يوصله الاعلان له، وبالتالي يسهل عليه تذكر السلعة بعد جذب انتباهه ثم اثارة تفكيره.

 
يقول المهندس عمرو محسن، المدير التنفيذي لوكالة »ايجي ديزاينر« للدعاية والاعلان، إن فكرة اعلان »تودو« جاءت بعيدة عن تقليدية التعريف الدعائي والصورة الذهنية للاعلان عند المتلقي ـ التي تتعمد اظهار المحاسن فقط وتغطي علي كل السلبيات او المساوئ او علي اقل تقدير لا تعرض الشيء بموضوعية، مما يجعلها تحمل في طياتها بذور الشك في صدقها ـ حيث اقتربت الفكرة اكثر الي خصائص الاعلان الترفيهي وتحقيق اهم اهداف الاعلان وهي اشهار اسم المنتج.

 
ويضيف محسن انه رغم التكاليف المالية المرتفعة للاعلان، فإننا نجد ان الجهة التي دفعت تكاليف الاعلان تريد ان توصل رسالة للمشاهد تساوي او تزيد علي ما تدفعه من مال مقابل هذا الاعلان، سيرا علي نهج مقولة: اذا كان معك 100 دينار فأجعل 90 دينارا في الاعلان و10 سيولة.

 
ويري محمد العشري، الخبير التسويقي، ان ما جاء في اعلان TODO وفكرة ظهور المارد العصري ـ محمد شومان ـ الذي يقضي علي اوقات الملل التي يعاني منها الناس هو اتجاه جديد في الاعلان، حيث انه شخصية جذابة جعلت الاعلان يترك علامة مع الجمهور، لان المساحة الزمنية التي استخدم فيها المهرج خفيفة ومناسبة ومختصرة في توصيل الرسالة، لافتا الي ان اهم ما ميز حملة هذا المنتج انه لم يضع اي صورة لمحمد شومان في اعلانات الطرق، وبالتالي ذلك سيساعد علي عمل نوع من التكامل في ربط الجمهور بالمنتج.

 
ويوضح العشري ان الشكل الذي ظهر فيه الاعلان والذي يري البعض عدم اتساقه مع المنتج جاء كشكل من اشكال كسر حاجز الجمود الاعلاني الناتج عن التزاحم الاعلاني علي القنوات الفضائية والذي جعل اغلب الاعلانات تبدأ في الاتجاه الي ما اطلق عليه »اعلانات اللا علاقة«، ضاربا مثالا باعلان »اكس« عندما قامت فتاة بكتابة رقم هاتفها علي السندويتش، وهي تعطيه للمستهلك حيث انه ايضا يري عدم ارتباط الفكرة في الاعلان بالمنتج نفسه، ومع ذلك حقق الاعلان النجاح.

 
كما اشار الي ان اعلان »تودو« نجح في جذب انتباه الجمهور بالحركات غير التقليدية التي يقوم بها المارد، بطل الاعلان، والتي ادت بدورها الي اثارة التفكير لدي الجمهور خاصة عندما قام في نهاية الاعلان بحذف كلمة من »السلوجان« الخاص بالمنتج. وطالما استطاع الاعلان جعل الجمهور يفكر فيعتبر ناجحا.

 
وتوضح داليا عبدالله، استاذ الاعلان والعلاقات العامة بكلية الاعلام جامعة القاهرة، ان الاسلوب الذي اعتمد عليه منتج »تودو« في حملته الاعلانية يسمي »الفانتازيا« في الاعلان حيث يكون الاعلان مضمونه غريبا، وفي نفس الوقت يجعل الجمهور يفكر في معناه.. وبالتالي يجعله يتذكر كلا من شكل المنتج واسمه.. وكلما زاد حب الجمهور لاسلوب الاعلان كان من السهل عليهم تمييز المنتج.

 
وتشير داليا الي ان هذه الطريقة في الاعلان سلاح ذو حدين حيث تحتوي علي نسبة كبيرة من المخاطرة لانها يمكن ان تضر بالمنتج نفسه بالابتعاد عنه او ان تدفع الجمهور الي تجربته لارضاء فضولهم.. وبالتالي فإن رد الفعل تجاه المنتج يختلف باختلاف الجمهور.. لذا الحكم علي اي التأثيرين أحدثه الاعلان يمكن معرفته بعد فترة من الوقت من خلال المبيعات.
 

جريدة المال

المال - خاص

12:01 ص, الخميس, 22 أبريل 10