في استفتاء »المال« حول توقعات خبراء الدعاية والاعلان لملامح الميزانيات التسويقية لعام 2011 اكد الخبراء ان قطاعات العقارات والصناعات الغذائية والاتصالات هم ابطال العام الجديد سواء علي مستوي الزيادة او التراجع، فالبعض يري ان ميزانيات القطاع العقاري سوف يشهد زيادة بعد الخروج من ازمة عدم الثقة في الدولة التي عاشتها الشركات جراء ازمات كبار الشركات في عام 2010، ولكن ذلك مرهون بأسعار العقارات والعرض والطلب.
|
طارق نور |
وتوقع البعض ان يههد هذا العام ميزانيات مرتفعة لشركات الاتصالات بنسب متساوية في عام 2010 في حالة تقديم خدمات جديدة لعملائها، فيما توقع البعض الآخر تراجعها بسبب انخفاض الاسعار التي نتجت عن اشتداد المنافسة بين شركات الاتصالات الثلاث.
واكد الخبراء زيادة ميزانيات شركات الصناعات الغذائية نتيجة ارتفاع الاسعار الذي سيؤدي الي زيادة الربح ومن ثم ضخ مزيد من الاموال في ميزانيات التسويق.
اما علي مستوي الوسائل الاعلانية فقد اكدوا ان الانترنت سيكون له السطوة في سوق الاعلانات في العام الجديد علي حساب بعض الوسائل التقليدية مثل الصحف الورقية واعلانات الطرق.
ويري طارق نور، رئيس مجلس ادارة شركة »تي ان هولدنجز« للاستثمار، رئيس مجلس ادارة وكالة طارق نور للدعاية والاعلان، ان القطاع العقاري احد القطاعات التي سوف تشهد نشاطا تسويقيا خلال العام الجديد لان الطلب عليه مازال كبيرا والعرض قليل، حيث ان السوق المصرية في حاجة الي 700 الف وحدة كل عام، منها علي الاقل حوالي 300 وحدة لمتوسطي الدخل ومرتفعي الدخل او الاعلي من المتوسط قليل، الي جانب الانخفاض في الاسعار.
ويوضح »نور« ان قطاع العقارات في 2010 كان تسوده حالة من التخبط نتيجة مخاوف الشركات مما حدث مع طلعت مصطفي عندما اعطته الدولة الارض وارادت سحبها منه مرة ثانية، والذي تسبب في خلق ازمة ثقة قوية جدا في الاستثمار في العقار، اما مع بداية 2011 فالمتوقع ان تنتهي هذه الازمة وتبدأ الشركات في تنشيط حملاتها التسويقية بالقطاع لان مصلحتها تضطرها لاستئناف التسويق.
ويشير الي ان الميزانيات التسويقية للصناعات الغذائية سوف تزيد خلال العام الجديد حيث ان التضخم وصل حاليا بهذا القطاع الي حوالي %20 مما يعني ارتفاع اسعار الاغذية بما يساعد علي تحقيق ارباح عالية تضطره لتنشيط حملاته التسويقية والاعلانية، وذلك بعد ان كانت الحملات الاعلانية لشركات الاغذية اقل من المعتاد في عام 2010 لان مبيعاتها كانت جيدة وليست في حاجة لتكثيف التسويق، لافتا الي ان رد فعل الحملات الاعلانية يأتي بعدها بحوالي عام.
وعلي جانب آخر يتوقع »نور« ان يشهد عام 2011 تراجعا كبيرا من القطاعات تسويقيا وفي مقدمتها قطاع الاتصالات حيث ستقل حملاته ولن تصل الي ذروة الموسم مثل الاعوام السابقة نتيجة انخفاض مكاسب شركات المحمول مع مرور الوقت، وذلك بسبب انخفاض الاسعار التي نتجت عن اشتداد المنافسة بين الشركات الثلاث.
ويقول حازم حسين، مدير عام وكالة Advantage للاعلانات، إنه علي مدار العام الذي اسدل ستائره كان قطاع الاتصالات هو الاقوي تسويقيا، متوقعا ان يستمر القطاع في سطوته التسويقية بنفس معدلات عام 2010 وذلك لان المنافسة بين الثلاث شركات للمحمول »موبينيل واتصالات وفودافون« تزداد شراسة يوما بعد الآخر لتقديم الخدمات الجديدة التي ترتكز علي خدمات نقل البيانات والعروض الترويجية المدمجة مثل باقات اجهزة المحمول وخدمات الانترنت، وذلك نتيجة اقتراب خدمات الصوت الي مرحلة التشبع.
ويشير »حسين« الي انه من المتوقع ان تؤدي عملية تفعيل خدمات انتقال العملاء من شبكة لأخري الي خلق منافسة قوية بين شركات المحمول خاصة مع السهولة التي تتيحها هذه الخدمة للعملاء في الانتقال من شبكة الي أخري منافسة لها مما سيتسبب في فتح باب جديد للتسويق امام شركات المحمول خلال العام الجديد بالشكل الذي يبقيها علي نفس معدلات نشاطها في الاعوام الماضية.
وتوقع مدير عام وكالة Advantage للاعلانات ان يشهد قطاع العقارات تراجعا في الميزانيات التسويقية خلال عام 2011، مرجعا ذلك الي تشبع السوق من المشروعات والوحدات السكنية حيث اصبح العرض اكثر من الطلب.
وقال إن قطاع العقارات يختلف في طبيعته الترويجية عن السلع الاستهلاكية التي تعتمد %70 من عمليات البيع لها علي الاعلان، في حين ان قطاع العقارات أرقامه كبيرة ـ فيلات ـ وشقق ـ وبالتالي اعتماده الاول في الترويج لا يكون عبر الاعلان وحده فهناك عوامل اهم من الاعلان تخصص لها الشركات نسبة من الميزانية علي حساب الاعلان لتضمن لنفسها عدم المخاطرة مثل التسهيل من شروط الدفع علي المشترين.
ويشير د. جمال مختار، رئيس مجلس ادارة وكالة Aspect « للدعاية والاعلان، الي ان قطاع الاتصالات حدث له تشبع، لذا لابد ان تضع الشركات في اولوياتها خلال عام 2011 ضرورة البحث عن خدمات جديدة تطرحها لمستخدمي الخدمة قبل التسويق، مما سيؤدي الي اشتداد المنافسة بين الشركات الثلاث وبالتالي ستلجأ الي خفض اسعار الحصول علي خدمات هذه الشركات.
ورهن »مختار« تراجع او تقدم قطاع العقارات تسويقيا باسعار العقارات، مؤكدا ان شركات العقارات اذا استمرت في طرح اسعار مرتفعة ومبالغ فيها الي جانب انها مازالت تعتمد علي اعلانات الصحف التقليدية التي لا تؤثي ثمارها مما سيؤدي في النهاية الي تعثر هذه الشركات لذا لابد ان تعيد صياغة اسعارها المرتفعة قبل التسويق حتي لا يحدث ركود في عمليات البيع خاصة مع تشبع السوق.
ويشير »مختار« الي ان العام الحالي هو عصر »الديجيتال« فبالرغم من أنه بدأ مع عام 2000 فإنه نضج وتأقلم وتطور في 2010 وبالتالي سيكون عام 2011 جميعها معتمدة علي التسويق عبر الوسائل الرقمية ـ ديجيتال ـ حيث ستزيد الصحف الالكترونية علي حساب الصحافة الورقية خاصة بعد نجاح صحف »المصري اليوم« و»الشروق« و»اليوم السابع« ومن ثم ستزيد الاعلانات عبر مواقع الصحف الالكترونية.
كما ستتغير ـ في رأيه ـ ثقافة البيع والشراء حيث سيزيد من انتشارها عبر الانترنت علي نطاق اوسع باتباع سياسة الدفع عند التسلم مما سيساعد علي فتح سوق جديدة لكل من شركات الدليفري وشركات الشحن، وفي نفس الوقت حل مشكلة عدم قدرة البنوك المصرية علي تأمين البيانات عند استخدام كارت الائتمان اثناء اجراء البيع والشراء علي الانترنت، لافتا الي حتمية تضافر البنوك خلال الفترة ةالمقبلة لتطبيق نظام »Secure Shopping « الذي تعمل به المواقع العالمية، وايضا لابد ان تطلق حملات اعلانية قوية جدا تدفع الجمهور للاتجاه للتسوق الالكتروني باستخدام البطاقات الائتمانية حتي لا تكون البنوك هي الخاسر الوحيد من عدم استخدام كارت الائتمان.
ويقول محمد فؤاد، رئيس مجلس ادارة مجموعة »كاريزما كريشن« للتسويق والاعلان، ان توقعات بحثية متخصصة توافقها توقعات حكومية تري ان عام 2011 سيشهد اداء جيدا للاقتصاد المصري في مجال السياحة والتصدير، بما ينعكس علي الطلب المحلي علي جميع القطاعات وبالتبعية ينعكس علي حجم المخصصات التسويقية التي تضعها الشركات في مختلف القطاعات مثل العقارات والصناعات الغذائية والاجهزة المنزلية حيث ستزداد هذه المخصصات وتنمو بنسب اكبر منها في عام 2010 لان القطاعات ستتعافي من الازمة وايضا ستتخلص من حالة الترقب التي مرت بها في العام الماضي.
ويشير الي مشكلة الضغوط التضخمية نتيجة زيادة التضخم في الاسعار، حيث ان عام 2010 اغلق ابوابه وترك للسوق بعض الازمات لتلاحقها في 2011 مثل ارتفاع اسعار بعض السلع الغذائية الاساسية مثل القمح والارز والسكر وبعض انواع الزيوت مما سيكون له اثر كبير علي شرائح السوق ويتسبب في زيادة حجم الحملات الاعلانية بهذه السوق.
ويقول إن الحكومة بصدد توسيع قاعدة قروض موظفيها البالغ عددها حوالي 6 ملايين و200 الف موظف لتصل شرائح القروض الي حوالي 20 مليارا وبالتالي هذه الزيادة سوف تنعكس علي قوانين العرض والطلب مما يزيد الربح، كما ان انفاق القطاع الخاص سوف يزيد، ولا يتوقع »فؤاد« ان تتراجع المخصصات التسويقية لاي قطاع في 2011، وانما سيحدث نمو في جميع القطاعات، حيث سيكون لدي جميع القطاعات الجرأة علي رصد ميزانيات تسويقية اعلي مما تم رصده خلال الاعوام الثلاثة او الاربعة الماضية.
ويشير عمرو محسن، المدير التنفيذي لوكالة »ايجي ديزاينر« للدعاية والاعلان، الي ان اهم القطاعات التي سيزيد التسويق بها قطاع السينما، وذلك بعد ان قرر العديد من شركات الانتاج ان تسلك الطريق السليم للتعامل مع ظاهرة انتهاكات النشر والتوزيع التي كانت تمارس من قبل قراصنة الميديا عبر الانترنت والتي جعلت الوصول الي الافلام السينمائية ومشاهدتها سهلا وغير مكلف، وذلك كان احد اسباب وضع هذه الصناعة في ازمتها الحالية، حيث بادرت شركات الانتاج بطرح انتاجها من ملفات »اغاني ـ افلام« علي مواقعها الالكترونية، وذلك بمقابل مادي اقل من ثمن شراء تذكرة السينما لمشاهدة الفيلم، وهذا ما سوف يعمل علي حل هذه الازمة بشكل يتعدي نسبة %75 علي الاقل من مشكلة هذه الصناعة.
ويتوقع »محسن« ان يكون قطاع العقارات هو الاكثر تراجعا تسويقيا خلال عام 2011، مرجعا ذلك الي حالة عدم الاستقرار التي يعيشها القطاع حاليا من صعوبة في الاجراءات والتراخيص وقلة المساحات والاراضي وغياب غالبية الممولين بسبب عدم استقرار القانون العقاري بمصر حتي الآن.
اما علي مستوي وسائل الاعلان فتوقع »محسن« ان تكون السطوة والانتشار في العام الجديد للاعلان الالكتروني عبر شبكة الانترنت وذلك لانه اصبح هناك تثقيف جماهيري بأهمية التعامل مع شبكة الانترنت في مختلف القطاعات الي جانب تعدد الشركات القائمة علي التسويق والاعلان الالكتروني، وايضا انخفاض تكلفة الاعلانات الالكترونية تدريجيا من عام لآخر.
اما من حيث التراجع فيري »محسن« ان وسيلة اعلانات الطرق والميادين هي الابرز، وذلك يرجع الي تعدد وسائل الاعلان، والتي تعد اكثر ايجابية واقل تكلفة عن غيرها، اضافة الي اقتصارها علي مناطق محددة وبالتالي شرائح جماهيرية محددة مما جعل وسائل الاعلان الاخري تبدو اكثر تأثيرا وايجابية خاصة مع تكاثرها مثل القنوات التليفزيونية والجرائد والمجالات والشبكات الالكترونية والاذاعات.