حققت السيارات الصينية طفرة في مبيعاتها خلال عام 2007، بعد استحواذها علي نسبة وصلت إلي %12 من السوق المحلية.
ويري خبراء صناعة السيارات أن ارتفاع مبيعات السيارات الصينية هو انعكاس طبيعي لزيادة مبيعات سوق السيارات خلال العامل الماضي الذي ارتفع بنسبة وصلت إلي %25 مقارنة بعام 2006، بالإضافة إلي طرح التوكيلات لسيارات بإمكانيات وأسعار تتلاءم مع المستهلك المصري.
ويؤكد الخبراء أن هذه النسبة التي تحققت خطوة إيجابية للسيارات الصينية التي كانت تشير الدراسات إلي أنها بحاجة إلي 10 سنوات علي الأقل حتي تبدأ في الاستحواذ علي نسبة معقولة من المبيعات، وهو ما تحقق في 3 سنوات فقط.
ويشير الخبراء إلي أن قيام عدد من التوكيلات بتصنيع السيارة الصينية محليا أسهم في اكتساب الثقة من جانب المستهلك، حيث جاءت بأسعار منافسة للمستورد مع تقديمها لخدمات ما بعد البيع بشكل شجع المستهلك علي اقتنائها.
وقال المهندس رأفت مسروجة الرئيس الفخري لمجلس معلومات سوق السيارات »الامك« إن استحواذ مببيعات السيارات الصينية علي نسبة تصل إلي %12 من إجمالي مبيعات السوق خلال العام الماضي وضعت هذا النوع من السيارات علي بداية الطريق للمنافسة.
وأوضح مسروجة أن هذه المبيعات نسفت جميع التوقعات التي كانت تشير إلي أن السيارة الصينية ستبدأ في احتلال نسبة من المبيعات بعد عشر سنوات من بداية طرحها، إلا أنهاقامت بذلك بعد 3 سنوات فقط.
وأشار مسروجة إلي أن استقرار سعر الجنيه أمام العملات الأجنبية أسهم بشكل كبير في استقرار عمليات الاستيراد من الصين ودول آسيا بشكل عام.
وأكد مسروجة أن ارتفاع إجمالي مبيعات السيارات بنسبة وصلت إلي %25 العام الماضي أدي إلي زيادة حصة السيارات الصينية التي كانت مبيعاتها متذبذبة خلال العامين السابقين.
أوضح أن دخول توكيلات صينية جديدة للسوق المصرية سيؤدي بالضرورة إلي منافسة شرسة إلا أن تلك المنافسة ترتبط بشكل كبير بمدي عناصر الجودة في المنتج وخدمات ما بعد البيع التي يقدمها الوكيل.
وحذر مسروجة من أن قيام توكيلات السيارات الصينية برفع أسعار منتجاتها بصورة مبالغ فيها في حالة زيادة الطلب عليها خلال الفترة القادمة سيؤدي إلي انخفاض المبيعات، مؤكدا أن هذه الشركات يجب عليها أن تلتزم بسياسة سعرية واضحة وعلمية، بعيدا عن الطمع في زيادة الربح.
من جانبه.. قال عفت عبدالعاطي رئيس المركز الدولي للتسويق وكيل شركة »هافي لوبو« الصينية: إن مبيعات السيارات الصينية حققت طفرة كبيرة في المبيعات خلال العام الماضي، مع ارتفاع مبيعات السوق بشكل عام.
وأوضح أن عدد توكيلات السيارات الصينية في مصر حاليا تخطي 10 توكيلات، ومن المتوقع دخول توكيلات صينية جديدة خلال الفترة القادمة، مضيفا أن العام الماضي شهد دخول عدد من التوكيلات الجديدة.
وأرجع عبدالعاطي استحواذ مبيعات السيارات الصينية علي هذه النسبة من المبيعات إلي قيام معظم التوكيلات بتوفير سيارات ذات إمكانيات تتلاءم مع المستهلك المصري، والذي يبحث عن سيارة صغيرة وبسعر مناسب علي مستوي سيارات الركوب والسيارات التجارية.
وأضاف عبدالعاطي أن السيارة الصينية حققت بذلك خطوة جيدة نحو احتلالها موقعا ثابتا خلال 3 سنوات منذ طرحها في السوق المصرية، وهو ما يعني زيادة الثقة في المنتج الصيني بعيدا عن حملات التشكيك التي يتعرض لهامن جانب بعض التوكيلات المنافسة. وأكد عبدالعاطي أن الصين لديها خطط وطموحات أن تكون في المركز الثاني عالميا بالنسبة لتصدير السيارات بحلول 2010 مشيرا إلي أن السيارات الصينية تعتمد علي تكنولوجيا منقولة تعمل علي تقديم منتج يبدأ من حيث انتهي عنده الآخرون، مؤكدا أن التشكيك في جودة السيارات الصينية غير منطقي.
وأشار عبدالمعاطي إلي أن السوق المصرية أصبحت متشبعة ولا تحتاج إلي دخول توكيلات صينية جديدة، مؤكدا أن الفترة القادمة ستشهد منافسة شرسة بين التوكيلات الصينية للاستحواذ علي أكبر حصة من إجمالي مبيعات السيارات الصينية المتوقع لها أن تشهد ارتفاعا في المبيعات خلال العام الجديد.
وأكد عبدالعاطي أن التوكيلات الصينية الجديدة ستحتاج إلي فترة من الوقت لإقامة جسور من الثقة بينها وبين المستهلك، حتي تستطيع أن تحصل علي حصة مناسبة تجعلها في وضع أفضل للمنافسة.
وفي السياق.. قال صلاح الحضري أمين رابطة مصنعي السيارات إن خطوة التجميع المحلي كانت أحد الأسباب لدعم الثقة في السيارات الصينية خلال عام 2007.
وأضاف الحضري أن هذه الخطوة اختصرت الفترة الزمنية التي تحتاجها هذه السيارات التي مر علي دخولها السوق المصرية ما يقرب من 3 سنوات، وذلك علي عكس السيارة الكورية التي احتاجت ما يقرب من 10 سنوات للحصول علي نفس الثقة مع طرحها في بداية التسعيينيات.
وأوضح الحضري أن وجود مصانع محلية ذات كيانات مالية وتابع لها مراكز صيانة تتمتع بإمكانيات تكنولوجية قادرة علي التعامل مع هذه السيارات سيسهم في زيادة ثقة المستهلك بهذه السيارات.
وأشار الحضري إلي أن الوكلاء ذوي السمعة الجيدة بالسوق المصرية، خصوصا الذين دعموا المنتجات الألمانية واليابانية الكورية مع بداية دخولها مصر ستكون لديهم القدرة علي إعادة نفس التجربة والنجاح فيها مع المنتج الصيني.
وأوضح الحضري أن تسعير السيارة الصينية المصنعة محليا جاء في صورة جيدة، من حيث وجود فرق سعر بينها وبين السيارات الكورية، وهو ما يعتبر مؤشرا جيدا لتدارك الخطأ الذي وقع فيه البعض من المغالاة في سعر بعض الموديلات الأخري.
وتوقع الحضري أن تزداد مبيعات السيارات الصينية بشكل واضح خلال العامين القادمين وخصوصا السيارات التي يتم تجميعها حاليا، مشيرا إلي أن هذه المبيعات ستقتصر علي 3 علامات تجارية علي الأكثر سيتم انتقاؤها من العلامات الكثيرة الموجودة حاليا.
يذكر أن إجمالي مبيعات السيارات في الفترة من يناير إلي أكتوبر من عام 2007 وصل إلي 182 ألفا، 486 سيارة مقابل 139 ألفا، و302 سيارة خلال نفس الفترة من عام 2006 بنسبة زيادة قدرها %25.