أشاد الخبراء بالطريقة التي تعاملت بها إدارة البورصة مع الأحداث خلال الأزمة الأخيرة التي شهدتها تونس والمنطقة والتي أدت إلي حالة من الذعر لدي المستثمرين بسوق المال المصرية، خاصة تواصلها مع مختلف وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية باختلاف البلدان التي تغطيها، وهو ما يضمن الوصول إلي أغلب المستثمرين سواء الأجانب أو العرب أو المصريين، وهو ما ساهم بشكل فعال في إعادة جزء من الاستقرار للسوق.
 |
| هشام توفيق |
ووصفوا تعامل وسائل الإعلام مع أحداث الاضطرابات السياسية بالمنطقة بأنها »موضوعية« دون تحيز منها لإحدي وجهات النظر، لافتين إلي أن بعض وسائل الإعلام اتسمت تغطيتها للأحداث بالمبالغة.
وتباينت آراء الخبراء حول مدي تأثير تناول وسائل الإعلام للأحداث علي سلوك المستثمرين عند اتخاذ قراراتهم الاستثمارية، منقسمين إلي فريقين، حيث يري الفريق الأول أن وسائل الإعلام لا تؤثر علي قرارات المستثمرين الأجانب والعرب والمصريين نظراً لاعتمادهم بشكل أساسي علي الدراسات وآراء المحللين الماليين والفنيين بينما يري الفريق الآخر، أن هناك تأثيراً واضحاً وفعالاً لوسائل الإعلام علي قرارات المستثمرين في ظل تتابع الأحداث بشكل سريع، وعدم اعتمادهم علي توقعات المحللين نظراً لكونها تستغرق الكثير من الوقت.
من جانبه أشاد هشام توفيق، رئيس مجلس إدارة شركة عربية أون لاين لتداول الأوراق المالية بالطريقة التي تعاملت بها إدارة البورصة متمثلة في رئيسها مع جميع أنواع وسائل الإعلام من منطلق الإحساس بالمسئولية خلال الأزمة الأخيرة المتمثلة في الاضطرابات السياسية بالمنطقة والتي خلقت حالة من الذعر لدي المستثمرين خاصة الأجانب منهم، لافتاً إلي أن مخاطبة إدارة البورصة للمستثمرين من خلال وسائل الإعلام العالمية مثل بلومبرج ورويترز للوصول للمستثمرين الأجانب ووسائل الإعلام العربية مثل قناة »CNBC « عربية للتمكن من مخاطبة المستثمرين العرب، وأخيراً مخاطبة المستثمرين المصريين عن طريق التليفزيون المصري.
ولفت توفيق إلي أن تعامل وسائل الإعلام مع الأحداث الأخيرة بالمنطقة وكيفية تأثيرها علي السوق كان موضوعياً، ولم يتحيز لوجهة نظر معينة، غير أن هناك بعضاً منها تعاملت مع انخفاض مؤشر السوق بنوع من المبالغة والتهويل ولا يتفق مع ما حدث من انخفاض للمؤشر خلال 3 جلسات فقط مع تجاهل الاتجاه الصعودي للمؤشر خلال شهر كامل.
واستبعد رئيس مجلس إدارة شركة عربية أو لاين لتداول الأوراق المالية، أن يؤثر تناول وسائل الإعلام للأزمة الأخيرة علي القرارات الاستثمارية للمستثمرين كافة، نظراً لاعتماد قراراتهم الاستثمارية بشكل أساسي علي الدراسات وتوقعات المحللين الماليين والفنيين، خاصة في ظل غلبة الطابع المؤسسي علي الاستثمارات الأجنبية.
وفي الإطار نفسه قال علي الطاهري، رئيس مجلس إدارة، العضو المنتدب بشركة دلتا القابضة للاستثمارات المالية، إن إدارة البورصة تعاملت بشكل جيد مع وسائل الإعلام خلال الاضطرابات السياسية بالمنطقة، وقال إن هذا يأتي من منطلق التعامل الجيد مع الأحداث المفاجئة وهو ما يتطلب رد فعل سريع، وهو ما أحسنت إدارة البورصة في القيام به من منطلق تعاملها كالرجل الحريص علي أموال المستثمرين.
وعن كيفية تناول وسائل الإعلام المختلفة للأحداث خلال الأزمة الأخيرة أشار الطاهري إلي أن هناك عدداً من العوامل التي تحكم وسائل الإعلام عند تناولها للقضايا المهمة تأتي في مقدمتها المصداقية والموضوعية والتي يجب أن تلتزم بها حتي لا تفقد ثقة جمهورها.
واعتبر رئيس مجلس الإدارة، العضو المنتدب بشركة الدلتا المالية القابضة للاستثمارات المالية أن هناك دوراً فعالاً لوسائل الإعلام المختلفة في التأثير علي القرارات الاستثمارية للمستثمرين خاصة في ظل تتابع الأحداث علي نحو سريع، وهو ما يتطلب من المستثمرين عدم انتظار التقارير والتحليلات التي يقوم بها المحللون الفنيون والماليون حيث تستغرق بعض الوقت.
وقال هاني حلمي، رئيس مجلس إدارة شركة الشروق للسمسرة، إن إدارة البورصة نجحت في التعامل مع وسائل الإعلام المختلفة في ظل الأزمة الأخيرة، وأشاد بالدور الإيجابي الذي قام به رئيس البورصة، خالد سري صيام، في تواصله مع العديد من الأدوات والقنوات الإعلامية المختلفة، والتي تستهدف جميع المتعاملين بالسوق المصرية، بما أضفي حالة من الطمأنينة لدي المستثمرين المختلفين خاصة الأجانب والعرب المتعاملين بالبورصة.
ووصف طريقة تعامل إدارة البورصة مع الإعلام بالمقنعة والجيدة والهادئة، وهو ما أدي -في اعتقاده- إلي عودة السوق إلي الارتفاع مرة أخري في غضون فترة قصيرة.
ورأي حلمي أن جميع وسائل الإعلام لم تبالغ في تغطية الأحداث اليومية إبان الأزمة.. مشيراً إلي أن التغطية الإعلامية اتسمت بالهدوء الشديد والحكمة في التناول، في محاولة منها لمنع المزيد من التذبذبات في البورصة.
وأكد رئيس مجلس إدارة شركة الشروق للسمسرة، أن الإعلام عامة يلعب دوراً واضحاً في التأثير علي توجهات المستثمرين في السوق، خاصة الذين لا يمتلكون الخبرة الكافية لإدارة محافظهم واستثماراتهم المختلفة في السوق، مما قد يدفع بعضاً من المستثمرين إلي اتخاذ قراراتهم بناء علي التوقعات الإعلامية المختلفة.
وأوضح أن البورصة من أكثر الحقول تأثراً بالأحداث المحيطة بها، نافياً أن يكون الإعلام هو السبب الوحيد في حدوث حالة الاضطرابات الأخيرة في البورصة، فالمستثمر يعتمد في اتخاذ قراراته علي آراء وتقارير المحللين الماليين والفنيين المهتمين بالبورصة، بما يؤكد أن الإعلام لم يكن السبب الأوحد في حالة التذبذب الأخيرة بالسوق.
