في خطوة جديدة نحو التمركز علي خريطة أسواق المال العالمية، تتفاوض البورصة المصرية مع السوق المالية الإنجليزية، لتفعيل آلية »CROSS BOARD TRADING «، والذي يعد تطوراً لعمليات الربط بين البورصات، بهدف اتاحة تعامل المستثمر المحلي علي أسهم الشركات المقيدة بأسواق خارجية.
 |
| خالد سرى |
علمت »المال« أن إدارة البورصة المصرية قطعت شوطاً كبيراً في هذه المفاوضات مع بورصة لندن، التي بدأت منذ عدة أشهر بقيادة رئيس البورصة السابق، ماجد شوقي، وتتطرق المفاوضات حالياً، إلي بحث الأساليب الفنية المثلي لتفعيل الآلية الجديدة، التي تعد الأولي من نوعها علي مستوي أسواق المال العالمية.
قال مصدر وثيق الصلة بالمفاوضات، لـ»المال«، إن الآلية الجديدة تسمح بتداول جميع الأسهم المقيدة بالسوق الإنجليزية من خلال شاشات البورصة المصرية، عبر اتاحة صورة افتراضية للأسهم الأجنبية، ليتم التعامل عليها خلال فترات التداول المشتركة بين بورصتي مصر ولندن، من خلال السماسرة المحليين، علي أن تكون البورصة المصرية، هي الوسيط المباشر لهم بين السوقين.
وأوضح أن آلية »CROSS BOARD TRADING « تسمح بإجراء عمليات »اربيتراج« ـ المضاربة علي فروق الاسعار بين الأسهم الأجنبية المتداولة بالسوق الإنجليزية، وصورها الافتراضية بالسوق المحلية خلال فترات تداول إحدي السوقين أثناء توقف الأخري، وأشار إلي أن الاتفاقية المرتقبة لتفعيل هذه الآلية ستتيح تمتع الأسهم المصرية بجميع المزايا، التي ستتمتع بها الأسهم الأجنبية ببورصة لندن.
ويرجح تطرق الآلية إلي توفير عمليات »الاربيتراج« في حالات عمل سوق أثناء توقف الأخري، إمكانية السماح بتطبيق الأنشطة المتخصصة، مثل الشراء والبيع في ذات الجلسة، والاقتراض بغرض البيع، وغيرها من الأنشطة علي عمليات التداول المنفذة من خلال الآلية، سواء علي الأسهم الأجنبية بالسوق المحلية أو الأسهم المصرية التي سيتم تداولها بالسوق الإنجليزية.
وأضاف المصدر أن البورصة المصرية، تعد السوق الناشئة الوحيدة ضمن عدد من الأسواق العالمية، التي تتفاوض معها بورصة لندن لتفعيل الآلية الجديدة، التي لا تزال فكرة ابتكارية تحتاج إلي مزيد من الوقت لبلورتها، خاصة علي صعيد الجوانب الفنية.
في سياق متصل، كشفت الدكتورة هبة الصيرفي، مدير إدارة البحوث بالبورصة المصرية، في تصريحات خاصة لـ»المال«، عن عدم حسم إدارتي البورصة المصرية وبورصة لندن، الإطار الفني النهائي لعمل هذه الآلية.
وأوضحت أن هذا الأمر يتطلب توفير قدر مناسب من التنسيق، ودراسة وافية لخصائص البنية التحتية والتكنولوجية اللازمة لتفعيل آلية »CROSS BOARD TRADING «، بهدف الاستقرار علي مدي احتياج الآلية الجديدة لنظام تكنولوجي جديد، أو الاكتفاء بتطوير خط الربط الراهن بين السوقين.
وأوضحت »الصيرفي« أن المفاوضات الجارية لا تزال تناقش العديد من المحاور الفنية والرقابية الخاصة بتفعيل هذه الآلية، التي من المتوقع أن تستغرق فترة زمنية طويلة نسبياً، قبل توقيع الاتفاق النهائي بين السوقين الإنجليزية والمصرية، نظراً لحداثة هذه الآلية، التي تعد الأولي من نوعها علي مستوي أسواق المال العالمية.
وكان الدكتور خالد سري صيام، رئيس مجلس إدارة البورصة المصرية، قد كشف في حواره مع »المال«، خلال الشهر الماضي، عن اعتزام إدارة البورصة المصرية، إطلاق آلية جديدة لدعم السيولة المالية بالسوق المحلية، تسمح بوضع واجهات عرض للأسهم الأجنبية، ليتم التداول عليها بالسوق المحلية، ومثلها للأسهم المصرية بالأسواق الأجنبية، دون التطرق لآليات القيد المزدوج بين أسواق المال أو إصدار أوراق مالية جديدة علي غرار شهادات الإيداع الدولية والمصرية.