‮»‬الأسهم الشعبية‮« ‬تتحرك عكس الاتجاه السوق

‮»‬الأسهم الشعبية‮« ‬تتحرك عكس الاتجاه السوق
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأثنين, 28 يناير 08

نشوي حسين:
 
علي الرغم من الهبوط  الحاد الذي شهدته البورصة علي مدار عدة أيام فإن بعض الشركات ترأست القائمة كأعلي الشركات  التي شهدت أرتفاعاً ملحوظاً في أسهمها في حين  أخذت البورصة في استرداد عافيتها أخذت تلك الأسهم في الهبوط وهو ما يمكن أن  يشار اليه علي ان أسهم تلك الشركات تتحرك عكس اتجاه السوق.

 
ويعد هذا الانخفاض  اكبر انخفاضا سجلته البورصة المصرية منذ عام 2006″ حيث اختتم مؤشر »كاس 30« – الذي يقيس أداء أنشط 30 شركة مقيدة بالسوق المصرية – لدي إقفال تعاملات يوم الخميس محققا10010.8 نقطة بانخفاض قدره 720.2 نقطة مقارنة بيوم الاحد (بداية تعاملات الأسبوع الماضي) حيث افتتح علي 10731 نقطة لينخفض بنسبة %7.19 عن الاسبوع السابق له.
 
وبالنسبة لأعلي وأقل قيمة لمؤشر »كاس 30« خلال تعاملات الأسبوع المنقضي، فقد حقق المؤشر أعلي قيمة له يوم الاحد بلغت 10406.02 نقطة في حين شهد يوم الثلاثاء أقل قيمة للمؤشر و التي بلغت 9639.49 نقطة .
 
وأرجع الخبراء هذا الانخفاض الي المبيعات الكبيرة للمستثمرين العرب والاجانب نتيجة الانخفاض الحاد في الاسواق المالية الدولية بسبب التخوف من انكماش دولي. حيث جاءت  عمليات البيع علي الاسهم الكبري والقائدة خاصة أنها سجلت أعلي ارتفاعات في الفترة الماضية، مما دفع المستثمرين في هذه الاسهم خاصة من الصناديق وكبار المستثمرين والاجانب للبيع لتحويل أرباحهم السوقية إلي أرباح رأسمالية.
 
و في حين شهدت تعاملات البورصة انخفاضاً شديداً خلال ايام الاثنين والثلاثاء والاربعاء جاءت أسهم بعض الشركات لتشهد أرتفاعاً ملحوظاً وحينما سجلت المؤشرات ارتفاعاً  شهدت تلك الشركات انخفاضاً  ومن تلك الشركات  القناة للتوكيلات الملاحية (CSAG )  فقد اخذ اتجاهاً معاكساً للسوق حيث اغلق يوم الاحد علي 40.73 جنيه للسهم بينما اغلق يوم الخميس علي 38.85 جنيه للسهم وكان اعلي سعر للسهم يوم الثلاثاء  واغلق علي 46.27 جنيه للسهم بينما اغلق يوم الخميس علي 38.85 جنيه للسهم. وارتفع السهم الي 46.27 جنيه لدي اغلاق الثلاثاء بنسبة صعود%6.8
 
كما صعد سهم مصر للاسواق الحرة حيث شهد ارتفاعاً تدريجياً يوم  20 يناير لتبدأ أسهمها في الهبوط يوم 23 يناير حيث جاء أعلي  سعر لاسهمها خلال ال 5 أيام الماضية   155.5جنيه وأقل سعر137.6 جنيه  في حين جاء أعلي  سعر خلال 52 أسبوعاً 175جنيهاً وأقل سعر48.01  جنيه.
 
كذلك العامة لصناعة الورق راكتا حيث سجلت  المؤشرات ارتفاعاً ملحوظاً لأسهمها يوم الثلاثاء  الذي شهد انخفاض في المؤشرات بشكل عام حيث  جاء سعر الفتح 24.70  جنيه وسعر الإغلاق 27.62 جنيه بنسبة تغير11.82جنيه في حين أخذت في الأنخفاض من يوم الاربعاء لينتهي سعر الإغلاق يوم الخميس الماضي بواقع 24.54 جنيه.
 
قال عصام مصطفي المستشار المالي والمشرف علي  قطاع البحوث في شركة “نماء ”  أن هناك سببين رئيسيين وراء ظهور الشركات التي جاءت في اتجاه معاكس للسوق  أولهما سبب حصائي حيث يلجأ العديد من المستثمرين الي السير في اتجاه  عكس السوق وذلك لتخفيض خسارته فيدخل تداولات سريعة ليعوض بها محصلة بعض الخسائر المتراكمة من بعض الأوراق الأخري موضحا أن ذلك أصبحت عقيدة وسمة أساسية في سوق البورصة بعد أن نشأت في البداية بدون قصد  وأصبحت الآن ظاهرة متعارف عليها في السوق .
 
أضاف  عصام مصطفي: أما السبب الآخر  الاساسي  يعود الي شهرة تلك الأوراق تحت مسمي ” أوراق شعبية ”  والتي تتسم  بالعديد من الخصائص منها انتشارها لدي العامة بنسبة أكبر من المؤسسات  كذلك أنه يتصف بالغيوم من حيث البيانات المتداولة ومن ثم يعمل المتلاعبين علي نشر شائعة ومعلومات خاطئة مما يسهل المضاربة عليه ومن ثم يسمي “ورق المضاربات ”  موضحا  أنه لا يوجد ما يشير الي أن  هذه الاوراق تتسم  بالتميز المالي و الانتاجي القادر علي مواجهة هذا الهبوط الحاد في البورصة .
 
أوضح  المستشار المالي أن الفترة الحالية  تتجه الي الاستقرار والترقب علي المدي القصير واصفا تلك المرحلة  بأنها حرجة حيث يسود بها اعتقادان هما  أن السوق تحتمل العودة و الارتفاع أو السقوط و انخفاض ملموس مرجعا ذلك الي وجود سمة تاريخية تخص المجتمعات العربية والمصرية تحديدا خلال شهر فبراير ألا وهي حدوث انخفاضات قوية .
 
وتوقع عصام مصطفي فيما يخص أوراق تلك الشركات  أذا ظلت الانخفاضات في السوق ستحافظ علي تلك  السمة أما اذا حدث تراجع مرة أخري  فأسهم تلك الشركات ستأخذ في الهبوط بشكل سريع موضحا  أن بعض القطاعات التي تسمي »قطاعات دفاعية« مثل المطاحن  لا نستطيع أن نجزم أن تلك القطاعات بها هبوط وذلك لان تلك الأسهم تأخذ في الصعود  والهبوط التدريجي .
 
من جانبه أشار كمال محجوب _المدير العام لأدارة أسواق المال في بنك( مصر ايران) إلي أن السوق بصفة عامة تتأثر بحالات التشاؤم والتفاؤل  التي تعتلي المستثمرين موضحا أن في حالات التشاؤم يلجا العديد من المستثمرين الي اللجوء الي بيع الأسهم في الشركات الرائدة   و الاتجاه الي الشركات ذات حجم الرأسمال السوقي القليل   مضيفا أن يتعين علي المستثمرين اللجوء الي  التحليل المالي والأساسي الذي يوضح قدرة الورقة المالية  للشركة علي تحقيق أرباح ونسبة الارباح من رأس المال حتي يكون هناك انضباط لقدراته المالية  .
 
كما  أضاف كمال محجوب أن  المستثمرين  اتجهوا الي شركات بعينها  في الفترة الأخيرة ليس لقوتها الذاتية أو قدرتها علي تحقيق أرباح و إنما تأثرا بعوامل نفسية وهو ما قد يضر بالجو العام  للبورصة  مضيفا أن  قطاعي الغزل والنسيج و المطاحن اذا اعتمد المستثمرين علي التحليل الفني والمالي الدقيقة لهما  سيتجهوا اليهما مما قد ينشط تلك القطاعات الدفاعية ومن ثم يعمل علي ارتفاع ملحوظ للسوق .
 
وتوقع  المدير العام لإدارة أسواق المال أن يميل السوق خلال الفترة المقبلة الي الأرتفاع مطالبا المستثمرين وخاصة صغار المستثمرين بتوخي الحذر قبل اتخاذ أي قرارات  استثمارية سواء بالشراء أو البيع والأعتماد علي التحليل المالي والفني المناسب  تجنبا لمزيد من الخسائر .
 
وأكدت ياسمين الجندي مدير عام إدارة المبيعات في شركة برايم لتداول  الأوراق المالية  أن اتجاه  أسهم شركات معينة للصعود أثناء الركود في البورصة و هبوطها فجأة يعود الي  الدور المحوري الذي تلعبه الشائعات في هذا الإطار  والتي يقع فيها صغار المستثمرين مما يدفع سعر السهم الي الصعود بشكل مفاجئ ثم الهبوط مرة أخري  مضيفة أن مصدر هذه الشائعات يكون غالبا  أفراد وليست مؤسسات وهذا ما يحدث  غالبا في شركات عدد أسهمها محدود مما يؤثر بشكل عام علي السوق بأكملها وليس حسب  هذه الشركات.
 
 واستشهدت ياسمين الجندي  بما حدث  في شركة القناة للتوكيلات الملاحية  حيث أذيع خبر عن اعتزام  شركة مواني دبي للاستحواذ علي الشركة ثم أخذت تلك الأسهم في الهبوط بعد التأكد من خطأ هذا الخبر .
 
 كما استبعدت ياسمين الجندي إمكانية رسم صورة واضحة لشكل السوق خلال الفترة المقبلة موضحة أن السوق المصرية ترتبط ارتباطا وثيقا بالأسواق الخارجية الأوروبية والخليجية  متوقعة  أنه من الممكن أن تصعد السوق بنسبة لا تقل عن %4 خلال الأيام القليلة المقبلة .
 
كما أضافت أنه اذا حدث عكس ذلك وهو أيضا متوقع فهذا  يعتبر ايجابيا حيث  يعمل علي خلق سوق صحية خاصة ان المؤشر صعد من نقطة 7500 نقطة الي 11000 دون اي حركات  تصحيحية فخلال 5 أشهر ( من أغسطس الي ديسمبر الماضي ) ارتفعت السوق بنسبة تقرب من %50 لتتجاوز 3500 نقطة  لتواجه الهبوط في يناير ليمثل ذلك عملية تصحيح متوقعة وطبيعية ومطلوبة في ذات الوقت.
 
ومن جانبه أشار محمد غنيم محلل فني في شركة كونتيننتل أن من الشركات التي تحركت أسهمها عكس اتجاه السوق و ارتفعت أسهمها  في حين سجلت المؤشرات انخفاضا  شركة القناة للتوكيلات الملاحية  وكذلك العربية للشحن والتفريغ بالاضافة الي الشركة العامة لصناعة الورق (راكتا)  موضحا أن أسهم معظم تلك الشركات  في السوق قليل وهذا جذب العديد من المستثمرين .
 
مشيراً  إلي أن شركة القناة للتوكيلات التجارية شهدت ارتفاعاً في سعر أسهمها لترتفع من 9.52جنيه تقريبا الي 49.5 جنيه خلال 6 أشهر  أما بالنسبة لشركة (راكتا) أن من شهر سبتمبر الي شهر يناير جاء تحرك السهم تحركا عرضيا حيث لا يوجد عدد عمليات تنفيذية عالية .
 
كما أضاف أن من الأسهم التي يمكن وصفها بالقوة والتماسك حينما تعترض السوق أي مشاكل  أسهم الصناعات الغذائية وكذلك العامة للصوامع مضيفا أن قطاع المطاحن يعتبر قطاعاً مهماً جدا ولكن  المستثمرين لا يلجأون اليه  مما جعل هذا القطاع لا يحقق علي مدار 10سنوات كاملة أي تحركات كبيرة للمستثمرين متوقعا أن يحقق تلك القطاع مزيدا من النمو خلال العام الجاري مشترطا ذلك بقدرته علي تجاوز بعض المشاكل المتعلقة بالمستويات السعرية .
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأثنين, 28 يناير 08