‮»‬أولاد حارتنا‮« ‬نقد موجه لثورة يوليو

‮»‬أولاد حارتنا‮« ‬نقد موجه لثورة يوليو
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأربعاء, 14 أكتوبر 09

كتبت – ناني محمد:
 
»أولاد حارتنا« إحدي أشهر روايات الأديب العالمي نجيب محفوظ وأحد المؤلفات التي تمت الإشارة إليها عند منحه جائزة نوبل، أثارت الرواية جدلاً واسعاً منذ نشرها مسلسلة في صفحات جريدة الأهرام ، وصدرت لأول مرة في كتاب عن دار الآداب ببيروت عام 1962 ولم يتم نشرها في مصر حتي أواخر عام 2006 حيث صدرت عبر دار الشروق. والرواية واقعية رمزية، تدور في أحد أحياء القاهرة، وتبدأ بحكاية عزبة »الجبلاوي« الخاصة التي يسكنها أولاد الأخير والذي يقوم بتفضيل أحد أبنائه »أدهم« علي الآخرين الذين تمردوا علي والدهم وعلي رأسهم ابنه »إدريس« فيقوم أبوه بطرده من العزبة لتبدأ رحلة معاناته. وينجح إدريس في التسبب بطرد أخيه المفضل لأبيه من العزبة، وتبدأ رحلة الإنسان والشيطان في الخلق كما روتها الكتب السماوية، فيقتل ابن أدهم ابنه الآخر، ويتيه أبناؤه في الحارة، فتنشأ فيها أحياء ثلاثة، ويظهر منها أبطال ثلاثة يرمزون إلي أنبياء الديانات الثلاث، كما يظهر في عصور الحارة المحدثة شخص رابع وهو رمز العلم الذي يقضي علي الجبلاوي.

 

 

وأخذ الكثيرون من الشيوخ ومن غيرهم علي الرواية تجرؤها علي تمثيل الخالق بالجبلاوي، والزعم بأن العلم قادر علي أن ينزع من الناس فكرة »الله«. وتعد »أولاد حارتنا« أول رواية كتبها نجيب محفوظ بعد ثورة 23 يوليو إذ انتهي من كتابة الثلاثية عام 1952 وبعد حدوث الثورة رأي أن التغيير الذي كان يسعي إليه من خلال كتاباته قد تحقق فقرر أن يتوقف عن الكتابة الأدبية، واتجه الي كتابة السيناريو فكتب عدة نصوص للسينما، لكن بعد انقطاع دام 5 سنوات قرر العودة للكتابة الروائية بعد أن رأي أن ثورة يوليو انحرفت عن مسارها فكتب »أولاد حارتنا« والتي قدمها محفوظ بعيداً عن الواقعية كما تعوّد، حيث اعتمدت وبشكل أساسي علي الرمزية فهي لم تناقش مشكلة اجتماعية واضحة بل هي أقرب إلي النظرة الانسانية العامة وهي مستوحاة من قصص الأنبياء إلا أن هدفها ليس سرد حياة الأنبياء في قالب روائي بل الإستفادة من قصصهم لتصوير رغبة الإنسان الشديدة في التمسك بالقيم التي سعي الأنبياء لتحقيقها كالعدل والحق والسعادة.
 
وقال عنها النقاد إنها وسيلة من »محفوظ« لتذكير قادة يوليو بضرورة تنفيذ ما قامت الحركة من أجله، حيث أكد محفوظ في أحد حواراته عن أولاد حارتنا »أن قصة الأنبياء هي الإطار الفني ولكن القصد هو نقد الثورة والنظام الاجتماعي الذي كان قائما«.

جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأربعاء, 14 أكتوبر 09