
أحمد نبيل
أكد عدد من الوكلاء والموزعين أن سوق السيارات تمر بأسوأ حالاتها البيعية خلال منذ مطلع الشهر الماضي وحتي الآن، بسبب الأحداث السياسية التي شهدتها البلاد وحرق سفارة إسرائيل والمظاهرات المتتالية.
وأوضحوا أن الأسابيع التي سبقت العيد، تعد الأكثر تحركاً، مقارنة بالأسابيع الأولي من رمضان، إلا أن تفاقم الأحداث السياسية وزيادة حالة عدم الاستقرار أثرا بصورة سلبية علي مبيعات السيارات، وبالرغم من الرؤي السلبية المتوقعة للفترة المقبلة، فإن الوكلاء يتوقعون تحسناً نسبياً ودفعة للمبيعات خلال انطلاق الدورة المقبلة لـ»أوتوماك« من 24 إلي 28 سبتمبر الحالي.
أكد علاء السبع، عضو مجلس إدارة شعبة السيارات، رئيس مجلس إدارة »السبع أوتوموتيف«، أن مبيعات السوق مرت بحالة من الركود والانخفاض في الطلب، بدءًا من رمضان الماضي، لتمر بأسوأ حالاتها منذ بدء العام، موضحاً أنه من المعتاد للمبيعات أن تتحسن خلال النصف الثاني من رمضان علي معدلات بيع كل عام خلال السنوات السابقة، إلا أن حالة الكساد استمرت لتجتاح رمضان بالكامل هذا العام.
وأضاف أن حالة عدم الاستقرار الأمني بعد اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير، سواء الناتج عن غضب الشارع السياسي المصري أو حالات السرقات واتلاف السيارات أثرت بصورة سلبية، مما أحدث حالة من التجمد في الطلب خلال رمضان تحديداً، مشيراً إلي أن أغلب القوي الشرائية، أجلت قرارات شرائها لحين استقرار الأوضاع سواء سياسياً أو أمنياً.
وقال السبع إن الأسابيع الأولي من سبتمبر الحالي، شهدت أيضاً حالة من التوقف، خاصة بعد تفاقم غضب الشارع المصري وأحداث حرق سفارة إسرائيل وغيرها من التباطؤ في المحاكمات والأحداث التي شهدت حدود مصر.

وتابع: إن مبيعات السيارات خلال الفترة الحالية تستمد حركتها من نبض الشارع المصري يوماً بيوم، علي حد تعبيره.
وتوقع أن يؤجل المستهلكون قراراتهم الشرائية إلي معرض أوتوماك أخبار اليوم، للاطلاع علي أحدث الموديلات لدي الوكلاء، مؤكداً أن المستهلكين المضطرين للشراء فقط هم من يقدمون لشراء سيارات جديدة، وغالباً ما تكون في الشريحة المتوسطة، نافياً وجود قوي شرائية للسيارات الفاخرة خلال الفترة الراهنة.
ورداً علي سؤال »المال« المتعلق بإمكانية دفع عجلة المبيعات، عن طريق عروض الشركات بـ»أوتوماك«، قال السبع إن العروض هذا العام ستتمكن من تسهيلات تمويلية أو تأمينات مجانية، نافياً وجود تغيرات سعرية كعروض، مضيفاً أنه في ظل ارتفاع العملات الأجنبية كالدولار ليقترب من الستة جنيهات والين الياباني، من المستحيل أن تقدم الشركات عروضاً سعرية، إلا في حالة وجود مخزون ضخم لديها، فضلاً عن أن الفترة الحالية تشهد إطلاق أغلب الشركات طرز عام 2012، وهو الأمر الذي يفرض زيادات سعرية، نتيجة غلاء الإنتاج عالمياً ومكونات الصناعة، موضحاً أن هذه الزيادات تتراوح بين 2 و%5، مقارنة بأسعار عام 2011، بجانبب أنه في حال وجود زيادات في الإمكانيات أو تغيرات شلكية، فإن سعر المنتجات يرتفع أكثر من ذلك.
وتوقع السبع أن ينخفض حجم الشركات المشاركة في الدورة المقبلة لـ»أوتوماك«، في ظل الظروف الراهنة التي تشهدها البلاد، وتمني أن تكون الطرز الجديدة التي ستطرح حافزاً للمستهلك لتدفع بحركة المبيعات للأمام، في ظل الانخفاض الرهيبة في الطلب.

وفي اتجاه آخر، أكد شريف العالم، نائب المدير العام للشركة المصرية العالمية »EIM «، الوكيل الوحيد للعلامة التجارية »رينو« الفرنسية، أن فترة رمضان تحسنت المبيعات فيها، والموافق شهر أغسطس بالكامل، مقارنة بشهر يوليو، موضحاً أن بعض الطرز لدي الشركة لديها قوائم انتظار، مشيراً إلي أن التحسن الفعلي والحركة للمبيعات ظهرا خلال الأسبوع الأخير من الشهر الكريم.
وأضاف أن العلامة رينو الأقل تأثراً بالأحداث التي تشهدها البلاد منذ اندلاع ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وقال إن المستهدف لدي الشركة تم تعديله هذا العام طبقاً لمعطيات السوق لتحقق مبيعات قدرها 7 آلاف سيارة رينو بدلاً من كونها 10 آلاف.
وبحسب تقديرات نائب المدير العام بـ»EIM «، فإن أغلب المبيعات في السوق منخفضة بنحو ما يتراوح بين 40 و%50، في حين أن مبيعات »رينو« لا تتعدي %30 انخفاضاً.
وتوقع العالم أن يحقق هذا العام لإجمالي المركبات سواء نقل أو أتوبيسات أو ملاكي، فيما يتراوح بين 170 و180 ألف سيارة.
أما عن مبيعات سبتمبر الحالي، فأكد العالم أن الأسابيع الأولي من الشهر، شهدت حالة من التجمد بسبب الأحداث السياسية المتفاقمة، بالإضافة إلي أن أغلب القوي الشرائية أجلت قراراتها الشرائية لمتابعة ما سيحدث خلال الدورة القادمة لـ»أوتوماك« المنعقدة خلال الفترة ما بين 24 و28 من سبتمبر الحالي.
كانت المصرية العالمية »EIM « قد أعلنت عدم اشتراكها خلال الدورة القادمة لـ»أوتوماك«، وبرر العالم أن الشركة ليس لديها طرز جديدة تقدمها خلال فعاليات المعرض، مضيفاً أن أغلب الطرازات الجديدة ستطرح أوائل العام المقبل.
ورداً علي تساؤل »المال« الخاص باستمرار الحجوزات والبيع بالزيادات السعرية للسيارات »لوجان« المغربية، وبعض الطرز الأخري القادمة من المغرب، أوضح نائب المدير العام أن بعض القطع المستخدمة في صناعة سيارات »رينو« وغيرها، تأتي من اليابان، وبالتالي فإن الضغط الذي تتعرض له المصانع اليابانية بعد توقف فترة خلال الزلزال، جعل الإنتاج محدوداً، وهو الأمر الذي أدي إلي مردود سلبي بعد توافر كميات كبيرة لدي المصنع الأم.
وقال إن الشركة لا تفرض زيادات سعرية، بينما يتجه بعض المستهلكين لشراء السيارات من خارج الشركة ودفع مبالغ إضافية لسرعة تسلم السيارة، مؤكداً أن ذلك يضفي عوامل نفسية لدي المستهلك المصري تحديداً.
الجدير بالذكر أن بعض مكونات »رينو لوجان« و»داستر سانديروا« تأتي من اليابان، وذلك لوجود اندماج عالمي بين »رينو« و»نيسان« اليابانية.
وقال خالد حسني، المتحدث الإعلامي لمجلس معلومات سوق السيارات »أميك«، إن معرض »أوتوماك« سيكون دفعة لمبيعات السيارات، خاصة بعد اشتراك شركات عملاقة تدفع بسياراتها الجديدة، وتوقع أن تتحسن حركة البيع، علي الرغم من أن المعرض هذا العام ستكون مساحته أصغر من سابق، إلا أن الطرز الجديدة ستكون بمثابة حافز للمستهلكين للشراء خلال الفترة الحالية.
أما عن المبيعات خلال أوائل سبتمبر الحالي، فقال خالد حسني إن المبيعات لا تزال تتأثر بالركود التقليدي خلال رمضان والعيد، مؤكداً أن أحداث حرق السفارة الإسرائيلية والمظاهرات المتتالية، شلت حركة البيع خلال الأسبوع الماضي.
كانت آخر تقارير مجلس معلومات سوق السيارات »أميك«، قد أكدت تحسن السوق مقارنة بأوائل العام خلال شهر يوليو، وبالرغم من الانخفاضات للمبيعات خلال هذا الشهر، فإنها تعد الأقل منذ ثورة الخامس والعشرين من يناير.
وشهدت المبيعات الإجمالية هبوطاً بنسبة %21 خلال يوليو الماضي، لتسجل بيع 17.688 وحدة، مقابل بيع 22424 وحدة خلال الشهر نفسه من العام الماضي، وسجلت مبيعات الملاكي تراجعاً بنسبة %23 لتشهد بيع 14264، مقابل بيع 18411 سيارة.
أما عن الأتوبيسات، فشهدت انخفاضاً كبيراً يصل إلي %50، بسبب تراجع القطاع السياحي ليسجل بيع 711 أتوبيساً، مقابل بيع 1417 أتوبيساً خلال يوليو 2010.
وجاءت مبيعات النقل متراجعة بنسبة %5 فقط، لتسجل بيع 2713، مقارنة ببيع 2596 مركبة خلال فترة يوليو نفسها من العام الماضي.
وطبقاً لتقدير المجلس، فإن المبيعات الإجمالية خلال الأشهر السبعة الماضية الخاصة بالسيارات المجمعة محلياً، شهدت هبوطاً بنسبة %31 لتسجل بيع 45476 وحدة، مقابل بيع 65841 وحدة خلال الفترة نفسها من عام 2010.
أما عن الوحدات المستوردة بالكامل من الخارج، فقد شهدت تراجعاً بنسبة %37 لتقدر مبيعاتها بنحو 49236 مركبة، مقابل بيع 78177 مركبة خلال فترة الأشهر السبعة نفسها من العام الماضي.