المال ـ خاص
أعلنت شركة «يونيليفر» ضم 13 من ذوى الاحتياجات البصرية الخاصة فى طريق عملها ليصل إجمالى عددهم إلى 32 فردا وذلك لتدريبهم وتشغيلهم فى قطاع المبيعات لخدمة قطاع الصيدليات من منتجات هذه الشركة العالمية – والتى تتبنى إستراتيجية للمعيشة المستدامة للوصول إلى مليار إنسان فى العالم بحلول عام 2020 لتحسين مستوى معيشتهم وصحتهم وجودة الحياة.
وقال أحمد فوزى، مدير مشروع إرادة بمؤسسة «يونيليفر العالمية :» أعمل فى مؤسستى منذ أكثر من 10 سنوات و أصبت بمرض خطير أدى إلى فقدان بصري مع مرور الوقت و لكنى وجدت كل الدعم من المديرين وقيادات المؤسسة للاستمرار فى عملي».
وأضاف :»فكرت فى مشروع ( إرادة ) و هو أساس الموضوع الذي يهدف إلى إيجاد وإتاحة فرصة عمل حقيقية فى مجال سوق العمل المصرى للمكفوفين – فى ظل وجود صعوبة ونسبة عالية بين البطالة بين الشباب فى مصر- و هو التحدى الحقيقى لمشروع «إرادة» لإثبات أنه لا يوجد أمر مستحيل فى التدريب والعمل فى ظل هذه الظروف، بجانب تغيير وجهة نظر المجتمع عن المعاقين أو ضعاف البصر».
وأشار إلى أن المشروع بدأ منذ عام 2013 بكفيف واحد وهو على مسلمى، من القاهرة لبيع منتجات المؤسسة العالمية عن طريق البيع المباشر عن طريق الهاتف أو التيلفون بدون إبلاغ العميل أو الصيدلية، أن هذا الشخص الذى يحادثه كفيف.
وأوضح أنه بعد وصول قيمة المبيعات إلى أرقام كبيرة فى سنوات قليلة تم إعطاء الضوء الأخضر من الإدارة للقيام بالتوسع فى هذا المشروع فى جميع محافظات الجمهورية- و بالفعل تم اختيار 5 مكفوفين للعمل بالقاهرة والجيزة واختيار لأول مرة فتاة للعمل كمديرة لهذا المشروع لإدارة عمليات المبيعات فى محافظات الجيزة والصعيد، حتى وصل عددنا الآن فى مصر كلها إلى 32 شابا.
وفى سياق متصل، قال على مسلمى، أحد المشاركين فى « إرادة» :» شرفت أن أكون أول من شارك فى هذا المشروع الكبير عام 2013 الذى فتح مجالا للرزق لقطاع كبير من ذوى القدرات الخاصة – خاصة المكفوفين – و قد عملت فى هذا المشروع فى القاهرة والجيزة والصعيد لتسويق وبيع منتجات الشركة عن طريق البيع الآلي باستخدام التليفون داخل قطاع الصيدليات بمصر ونتعامل الآن بأحدث الوسائل العالمية من الإنترنت، والفلاشات ونتواصل مع الشركة والعملاء بهذه الأدوات التى سهلت علينا العمل إلى حد كبير، مضيفا أنه من خلال المشروع ارتبط بزوجته والتى تعمل أيضا فى «إرادة».
وأوضحت سها عبد العزيز 28 عاما وأول مديرة فى المشروع، وهى خريجة كلية الالسن قسم إسبانى :»عملت منذ تخرجى بـ 11 شركة، إلى أن وجدت هذا المشروع الذى التحقت به عام 2015 ووجدت فيه نفسى وأصبح يمثل حلم حياتى، لأنه يتضمن تدريب الشباب المكفوفين وتشغيلهم وفتح باب رزق حقيقى لهم.
وأشارت سها حقيقة، دعم الشركة وأحمد فوزى لهذا المشروع فاق كل توقعاتى ونحن نجد سندا ودعما حقيقيا من الجميع، وقد تدرجت فى العمل حتى وصلت إلى درجة مدير للمشروع فى العديد من المحافظات.
وفى سياق متصل، قال أحمد حليمة، مهندس «ميكاتروينكس» من إحدى الجامعات الخاصة، و الذى أصيب بمرض خطير فى العين، وهو طالب بالفرقة الثالثة بكلية الهندسة حتى فقد بصره تماما- إن «إرادة» يمثل الحلم والحياة لى لـنه وفر لى فرصة عمل حقيقية.
وأضاف : « انضممت للمشروع عام 2015 أثناء تدريبى فى إحدى مراكز القوات المسلحة- عرض على أحد الأصدقاء العمل «إرادة « وأشعر أننى أحقق ذاتى فى هذا المشروع، وابنى علاقات قوية مع العملاء من خلال البيع الإلكترونى والبيع بالهاتف لدرجة أن بعض العملاء أصروا على لقائى ولم يكن يعرفوا أننى كفيف».
و يختتم الحديث رومانى نبيل، خريج كلية الأداب قسم فلسفة وقائد فريق «إرادة» بالقاهرة ودرست الكومبيوتر أيضا عن طريق بعثة إلى إيطاليا، و عندما عدت من إيطاليا لم أجد عملا.
وأضاف :» تقدمت للوظيفة ونجحت فى اختبارات القبول والحمد لله حققت وفريق عمل القاهرة أعلى أرقام مبيعات حتى تمت ترقيتى إلى مدير مبيعات القاهرة بـ « إرادة» الذى قدم لى فرصة عمل حقيقية، وعرفنى على مجتمع من 32 بطلا حقيقيا تحدوا إعاقة البصر، مشاركين فى مبيعات واحدة من أكبر الشركات فى مجال التصنيع الغذائى، ومنتجات العناية الشخصية والمنزلية فى العالم.