صرح وزير المالية البولندي أندريه دومانسكي لشبكة “سي إن بي سي” اليوم الثلاثاء بأن الولايات المتحدة لا تزال الحليف الأهم لأوروبا، مؤكدًا على أهمية إيجاد الاتحاد الأوروبي مجالات لتعزيز التجارة والتعاون.
وأشار إلى أن الدفاع وشراء المزيد من المعدات العسكرية الأمريكية من المجالات التي يمكن أن تشهد المزيد من التعاون.
وقال “دومانسكي” لشبكة “سي إن بي سي” على هامش اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن: “الولايات المتحدة هي الحليف الأقوى والأهم للاتحاد الأوروبي وبولندا، ولهذا السبب نشتري الكثير من المعدات العسكرية هنا في الولايات المتحدة، ولهذا السبب نقدر بشدة وجود القوات الأمريكية في بولندا”.
وأضاف: “أعتقد أنه من الواضح للجميع أن الوقت قد حان لتعزيز جناحنا الشرقي في حلف شمال الأطلسي (الناتو) [في أوروبا]، وأن وجود الولايات المتحدة أمر بالغ الأهمية”.
والدفاع هو أحد المجالات التي يمكن للاتحاد الأوروبي أن يلبي فيها الاحتياجات المزدوجة المتمثلة في إعادة التوازن التجاري مع الولايات المتحدة وزيادة الإنفاق بما يتماشى مع متطلبات الناتو الحالية.
التفاوض على صفقات تجارية ثنائية
ويُشكل كلا الأمرين مصدر قلق دائم للرئيس الأمريكى ترامب عندما يتعلق الأمر بالحلفاء الأوروبيين، الذين توترت العلاقات معهم بعد إعلانه في أوائل أبريل عن فرض تعريفات تجارية بنسبة 20٪ على واردات الاتحاد الأوروبي.
ودفع انهيار السوق العالمية منذ ذلك الحين الرئيس الأمريكي إلى الإعلان عن تعليق لمدة 90 يومًا للتعريفات “المتبادلة” التي تزيد عن 10٪ – باستثناء تلك المفروضة على الصين – على الرغم من أن الوقف الاختياري ينتهي في أوائل يوليو.
في غضون ذلك، تحاول دول متعددة، إلى جانب الاتحاد الأوروبي ككل، التفاوض على صفقات تجارية ثنائية مع إدارة ترامب.
وصرح دومانسكي لكارولين روث من “سي إن بي سي” في واشنطن: “نحن بحاجة إلى التوصل إلى اتفاق، هذا واضح تمامًا”. الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي شريكان تجاريان قويان للغاية، والولايات المتحدة هي حليفنا الأهم، وهذه حقيقة، ولهذا السبب نحتاج إلى إيجاد حل جيد.
وأضاف: “علينا استغلال هذه الأيام الثمانين المتبقية بحكمة بالغة، ولهذا السبب تعمل المفوضية الأوروبية على إيجاد حل جيد”.
وقال دومانسكي إن هناك عددًا من المجالات التي يمكن أن تزيد فيها التجارة، مشيرًا إلى احتمال شراء الاتحاد الأوروبي المزيد من المعدات العسكرية الأمريكية والغاز الطبيعي الأمريكي.
ونجت بولندا من غضب ترامب الشديد بشأن الإنفاق الدفاعي الأوروبي، نظرًا لأن وارسو تتطلع إلى استثمار ما يقرب من 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الأمن هذا العام، ودعت حلفائها مرارًا وتكرارًا إلى زيادة مساهماتهم في هذا المجال.
وتشير تقديرات حلف شمال الأطلسي إلى أن بولندا أنفقت 4.12% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع في عام 2024، بينما أنفقت الولايات المتحدة 3.38% من ناتجها الاقتصادي خلال هذه الفترة.
وقال دومانسكي لشبكة سي إن بي سي: “نطلب من أصدقائنا الأوروبيين أن يحذوا حذونا، بزيادة إنفاقهم الدفاعي. الأمر ليس سهلاً، فنحن نعلم أن الميزانيات محدودة وأن بعض الدول تواجه تحديات مالية، ولكن اتخاذ بعض الإجراءات ضروري للغاية”.