وجاء أول تغيير لوزير الثقافة بعد اندلاع الثورة في حكومة الفريق أحمد شفيق الأولي في أواخر عهد الرئيس المخلوع.
ووقع الاختيار علي الدكتور جابر عصفور، الناقد والمفكر المعروف، وهو القرار الذي أغضب العديد من المثقفين الذين رأوا أن قبول عصفور لذلك المنصب في تلك الفترة الحرجة أمر يقلل من شأنه، مما دعا عصفور إلي تقديم استقالته قبل أن تتجاوز مدة مكوثه بالوزارة 10 أيام، وكان السبب الرسمي المعلن للاستقالة هو سوء حالته الصحية، بينما أعلن عصفور عبر وسائل الإعلام المختلفة أنه ترك الوزارة لأنه استشعر في أول اجتماع لمجلس الوزراء أن النظام القديم باق كما هو.
وبعد استقالته، قام شفيق باختيار محمد عبدالمنعم الصاوي لحقيبة الثقافة وسط رفض كبير من المثقفين له، وبالفعل لم يستمر صاحب مشروع اساقية عبدالمنعم الصاويب علي كرسي الوزارة أكثر من 9 أيام.
وبعد اقالة حكومة الفريق أحمد شفيق جاءت حكومة الدكتور عصام شرف، والتي عين فيها الدكتور عماد أبوغازي وزيراً للثقافة في الفترة من 5 مارس 2011 حتي 20 نوفمبر من العام نفسه، وتعد فترة بأبوغازيا هي أطول فترة لوزير ثقافة بعد الثورة، حيث اتخذ خلالها مجموعة من الإجراءات الخاصة بتغيير القيادات الثقافية، فقام بتعيين الدكتور سعد عبدالرحمن، رئيساً للهيئة العامة لقصور الثقافة، والدكتور أحمد مجاهد، رئيساً للهيئة المصرية العامة للكتاب، كما عين عز الدين شكري، أميناً عاما للمجلس الأعلي للثقافة والذي قدم استقالته بعد 4 أشهر ليعين الدكتور شاكر عبدالحميد خلفا له.
وفي عهد أبوغازي تفجرت مجموعة من الأحداث الثقافية كان أبرزها مشروع القوافل الثقافية التي انتقلت في أكثر من محافظة لنشر الثقافة، والتي بدأت من مدينة السويس لتكون عاصمة الثقافة المصرية في 2011 .
وفي عهده بدأت الهيئة المصرية العامة للكتاب وهيئة قصور الثقافة طبع سلاسل لإبداعات الثورة، كما بدأت دار الكتب والوثائق القومية في توثيق الثورة، وبعد إلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب عقب ثورة يناير أقيم بمعرض فيصل للكتابا في رمضان الماضي، وأقر أبوغازي يوم 5 سبتمبر 2011 يوما للمسرح المصري احتفاء بضحايا حريق بني سويف من الفنانين وأساتذة الجامعة وطلبة المعهد العالي للفنون المسرحية.
وبعد استقرار وزارة أبوغازي إلي حد ما جاءت أحداث مجلس الوزراء في 20 نوفمبر 2 011 ليقدم أبوغازي استقالته، اعتراضا علي أسلوب تعامل الحكومة والمجلس العسكري مع الثوار.
وبعد استقالة أبوغازي قدمت حكومة الدكتور عصام شرف استقالتها لتبدأ حكومة الانقاذ الوطني بقيادة الدكتور كمال الجنزوري، والتي تولي خلالها الدكتور شاكر عبدالحميد حقيبة الثقافة، وفي تلك الفترة واجه عبدالحميد العديد من مشاكل العاملين في الوزارة، وتعددت في عهده اعتصامات الموظفين، وأبرزها اعتصام أساتذة أكاديمية الفنون، مطالبين بإقالة الدكتور سامح مهران، رئيس الأكاديمية والتي ما زالت في اضطرابات مستمرة حتي الآن، وفي الوقت نفسه أعلن العاملون بقطاع الفنون التشكيلية عن اعتصام مفتوح ومطالبتهم بإقالة ألفت الجندي القائم بأعمال رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية بالقطاع، ولم يحسم أمرهم حتي الآن.
وفي عهد عبدالحميد تم تعيين الدكتورة كاميليا صبحي، أميناً عاماً للمجلس الأعلي للثقافة في ديسمبر 2011، ثم الدكتور سعيد توفيق في فبراير 2012، واستطاع توفيق أن يعيد هيكلة المجلس من جديد، ومن أبرز الفعاليات في عهد شاكر اقامة بمعرض القاهرة للكتابا بعد إلغائه في عام الثورة، كما تم في عهده افتتاح مسرح بيرم التونسي ومسرح الهناجر، وأيضاً عقد مؤتمر بالثقافة والثورةا بالمجلس الأعلي للثقافة ليضم أبرز المثقفين والسياسيين في مصر.
وجاء التعديل الوزاري الأخير ليأتي بمحمد صابر عرب، لكن في ظل أجواء جعلت الجميع لا ينتظرون منه شيئاً ذا بال، لأن الفترة التي سيتولاها لن تتجاوز أسابيع لحين تسليم السلطة للرئيس المنتخب.