«هونج كونج» تبقي علي حلم الاتفاق الشامل عام 2006

«هونج كونج» تبقي علي حلم الاتفاق الشامل عام 2006
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 1 يناير 06

نيفين كامل:
 
توصلت الدول الأعضاء في منظمة التجارة العالمية في نهاية مؤتمر هونج كونج إلي اتفاق يبقي علي آمال المنظمة بالتوصل إلي اتفاقية شاملة لتحرير التجارة في عام 2006 وان كان هذا الاتفاق لم يحقق سوي الأهداف الدنيا من طموحات دول الجنوب الفقيرة إلا انه في النهاية يعد انتصاراً وان كان رمزياً لدول الجنوب التي نجحت بقيادة الهند والبرازيل في تحديد عام 2013 موعداً نهائياً لالغاء دعم الصادرات الزراعية في الدول الغنية والاتحاد الاوروبي وان كانت أغلب الدول الفقيرة تؤكد ان هذا الاتفاق لا يعني بالفعل الغاء الدعم الزراعي حيث انه سمح للدول الغنية باعطاء هذا الدعم تحت مسميات أخري.

 
ويؤكد د. أحمد غنيم أستاذ الاقتصاد في جامعة القاهرة انه علي الرغم من ان تفاصيل الاتفاق الخاصة بالغاء الدعم الزراعي لم تحدد بعد إلا ان هذا الاتفاق يعد إنجازاً في تاريخ المنظمة حيث انه لأول مرة تنجح الدول الفقيرة في الضغط علي الدول الغنية وإلزامها بتحديد موعد لالغاء الدعم الخاص وهو ما كانت الدول الغنية ترفضه في الدوحة وكانكون وسياتل وكان رفضها سبباً رئيسياً في فشل جولة الدوحة إلا ان غنيم أبدي شكوكه في ان تحمل تفاصيل الاتفاق مواد قد تسمح للدول الغنية بالتلاعب في إلغاء الدعم الزراعي.
 
ويقول غنيم: إن قمة هونج كونج نجحت في الاتفاق علي مجموعة من التطورات تحول دون انهيار جولة محادثات الدوحة لتحرير التجارة العالمية عام 2004. ففي مجال الزراعة، تم الاتفاق علي الالغاء التدريجي بحلول عام 2013 للدعم الذي تقدمه الدول الغنية لصادراتها بما في ذلك المنضمة إلي برامج المساعدة الامريكية واية مساعدات متضمنة في انشطة الشركات التجارية الاحتكارية في استراليا وكندا ونيوزيلندا وأيضاً الخاصة بالاتحاد الاوروبي بينما يتم الغاء دعم صادرات القطن من الدول المتقدمة خلال العام، وفيما يتعلق بقطاع التنمية تم الاتفاق علي ان تحصل الدول الأقل نمواً علي حق دخول بدون جمارك وبدون حصص محددة لنسبة  %97 من صادراتها لأسواق الدول المتقدمة مع بداية 2008 أو عند تطبيق أي اتفاقية نهائية لتحرير التجارة يتم إقرارها.
 
ويؤكد د. أحمد غنيم ان هونج كونج كانت مختلفة عن الدوحة وكانكون حيث كان الملف الزراعي العقدة الاساسية التي ادت إلي فشل المفاوضات في كل منهما فلأول مرة مارست كل الدول (الولايات المتحدة ـ استراليا ـ ومجموعة الدول النامية G20 تحت قيادة الهند والبرازيل كل الضغوط الممكنة علي الاتحاد الاوروبي لالغاء الدعم الزراعي. ويضيف استاذ الاقتصاد ان قمة هونج كونج جاءت لتنقذ منظمة التجارة العالمية بعد ان تعرضت لاصابات بالغة في «سياتل وكانكون» والدوحة فكما يؤكد أحد الخبراء التجاريين ان منظمة التجارة تعد أداة لفرض ارادة القوي العظمي التجارية علي الآخرين.
 
 وبعد ثلاثة أيام من انعقاد المؤتمر الوزاري تحالفت دول الجنوب بقيادة الهند والبرازيل مكونة حلفا جديدا لتضغط علي الدول الكبري للاصغاء إلي مطالبها وكانت المنظمات غير الحكومية قد أبدت اعتراضها علي ما تحقق في هونج كونج حيث أعلنت منظمة Fows On Hobal south ان المؤتمر لم يحقق أي إنجاز تاريخي كما يردد البعض لان التاريخ الذي حدده الاتحاد الاوروبي لالغاء الدعم الزراعي كان محدداً سلفاً في إطار السياسة الزراعية المشتركة. كما اضافت المنظمة ان صياغة نص الاتفاق يسمح للدول الغنية باعطاء الدعم للصادرات الزراعية تحت مسميات أخري لم يكن تحديد ميعاد لالغاء الدعم علي الصادرات الزراعية بدون مقابل فقد اضطرت دول الجنوب لإجراء مزيد من التحرير في مجال الخدمات المطلب الاساسي للولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وبذلك نجحت الدول الغنية في الحصول علي مطالبها الاساسية مقابل تنازل هزيل وبعيد الأجل مما اثار غضب كثير من المعارضين واعتراض المفكر السياسي والدن بلو Fows On Global South علي خصخصة قطاعات استراتيجية مثل الماء والكهرباء والصحة مضيفاً ان تحرير الخدمات يجب ان يسير بنفس خطوات تحرير القطاع الزراعي ويتفق «ريموند أوفبهير» رئيس فرع أوكسفام بالولايات المتحدة مع ذلك مؤكداً ان جولة هونج كونج لم تقم بما كان المفترض منها ان تقوم به وهو مساعدة الدول النامية بل ما حدث يمكن ان يضر الدول النامية ولذلك لم يكن ينبغي علي الدول الفقيرة ان تشارك في هذه الصفقة.
جريدة المال

المال - خاص

12:00 ص, الأحد, 1 يناير 06