هل تنجح محاولات توطين زراعة محصولى الشاى والبن فى مصر؟

5 مليارات جنيه فاتورة استيرادهما سنوياً

هل تنجح محاولات توطين زراعة محصولى الشاى والبن فى مصر؟
الصاوي أحمد

الصاوي أحمد

7:08 ص, الأثنين, 10 أكتوبر 22

طالب عدد من المستثمرين الزراعيين بتوطين زراعة المحاصيل الاستوائية، مثل البن والشاى فى مصر، لتقليل فاتورة استيرادهما وتخفيض الطلب على الدولار، لاسيما بعد ظهور موجه من الأرتفاعات القياسية فى أسعار المنتجين .

ووفقًا لإحصائيات اللجنة الدولية للشاي، سجلت مصر المرتبة الثالثة بين أكبر الدول العربية استهلاكًا للشاى والقهوة ومن أهم الدول المصدرة للشاى لمصر الهند وكينيا وسريلانكا، إذ يصل متوسط استهلاك الفرد 0.9 كيلو جرام سنويا من الشاى والقهوة.

واستهلك المصريون خلال العام الماضى نحو 273 مليار لتر من الشاى والقهوة، بقيمة إجمالية تجاوزت 5 مليارات جنيه وفقا لإحصائيات اللجنة الدولية للشاى.

وأكدت الدكتورة شكرية المراكشي، رئيس شركة مصر تونس للتنمية الزراعية، إن التوسع فى زراعة البن والشاى فى مصر حل جذرى لمشكلة الفجوة الاستيرادية الهائلة، خاصة أنها محاصيل مربحة وعالية العائد.

يذكر أن وزارة الزراعة لديها مساحات إكثار للبن ونجحت فى إنتاجه فى المحطة البحثية بالقناطر الخيرية؛ إذ تستمر التجارب بواسطة كوادر من وزارة الزراعة.

وأضافت المراكشى أنه يتم التفكير حاليًا بزراعة المحصولين على هيئة تجارب فى المزراع التابعة للشركة، مؤكدة انه يجب التوسع وتوطين زراعة المحاصيل غير التقليدية مثل الشاى والبن فى مصر بعد الاعتماد منذ سنوات طويلة على الاستيراد.

وقالت إننا نقوم مع أغلب دول الوطن العربى باستيراد البن من أسيا وأفريقيا وأمريكا الجنوبية.

ولفتت إلى أن هناك كثيرا من الباحثين والعلماء فى الوطن العربي، خاصة فى مصر نجحوا فى زراعة البن فى مزارعهم أو مشاتلهم الخاصة.

وأوضحت أن علماء بمركز البحوث الزراعية بمصر أجروا تجارب بحثية متقدمة لزراعة البن فى مصر ونجحوا بالفعل فى تحقيق إنتاجية وجودة مقبولة، وهو ما يعطى الأمل فى إمكانية زراعة البن وتوفير فاتورة الاستيراد الكبيرة التى تدفعها مصر ودول عربية آخرى فى سبيل الحصول على فنجان من القهوة.

وأضافت أن اليمن المميزة بإنتاج البن العربى تعانى حاليًا من تراجع المساحات المنزرعة بالبن وانخفاض الانتاجية وحجم التصدير بسبب التوترات الداخلية بها.

وكشفت أنه فى ظل التغيرات المناخية الحالية حان الوقت لاستكشاف تأثيرات تلك التغيرات ومميزاتها التى ستمنح مصر فرصا عديدة فى إنتاج محاصيل لم تكن معروفة لديها.

يذكر أن الدكتورة نهاد مصطفى الباحثة بمعهد بحوث البساتين هى صاحبة تجارب زراعة البن فى محطة بحوث القناطر والتى اجتهدت لعدة سنوات للوصول إلى معاملات زراعية تمكن مصر من زراعة البن مع التأكيد على ضرورة مراعاة عوامل مناخية مختلفة للحصول على جودة مرتفعة.

أبو جبل: يمكن نقل تجربة السعودية الناجحة فى الاستزراع أسفل الأشجار

ومن جانبه، أكد ماهر أبو جبل عضو نقابة الزراعيين والمدير الإقليمى لشمال افريقيا والشرق الأوسط فى مجموعة ذا جيت، إن مصر يمكنها أن تستنسخ تجربة السعودية فى زراعة المحاصيل الاستوائية أسفل المحاصيل البستانية مثل أشجار الفاكهة .

وأضاف «أبو جبل» أن البن والشاى من المحاصيل التى تحتاج لمناخ استوائى أى حار ورطب، وبالتالى يمكن زراعته أسفل أشجار الفاكهة.

وكشف أن العوامل الجوية ربما لا تتوافر بشكل كبير فى كل المناطق بمصر إلا أنه يجب الاهتمام بها خلال الفترة المقبلة.

وأظهرت بيانات صادرة عن جهاز التعبئة والإحصاء أن إجمالى واردات مصر من الشاى خلال 9 أشهر بلغت 231 مليون دولار، وسجلت فاتورة استيراد الشاى فى يناير العام الماضى نحو 15 مليونا، وارتفعت إلى 34 مليونا فى فبراير ثم 48 مليونا فى مارس، بينما وصلت فى أبريل إلى 62 مليون دولار.

من جانبه، أكد الدكتور عادل الغندور، عضو جمعية منتجى ومصدرى الحاصلات البستانية، أن أكبر عقبة تواجه توطين زراعة البن والشاى فى مصر هى تكلفة الزراعة؛ حيث تحتاج هذه المحاصيل إلى توفير ظروف تتشابه مع بيئتها الأصلية أيضًا يجب توطين المعرفة بها السوق المصرية .

وأوضح «الغندور» أن دولة مثل هولندا تزرع جميع الحاصلات الاستوائية داخل صوبات زراعية من بينها الموز والخضراوات والفواكهة المختلفة.

وأضاف الغندور أن سعر طن البن البرازيلى 40 ألف دولار بينما اليمنى 350 ألف دولار حاليا نظرا لندرته فى السوق، مطالبًا بمزيد من البحوث الزراعية حول ذلك الموضوع واستنباط سلاسلات تناسب البيئة المصرية .

وقال نادر نور، أستاذ الزراعة بجامعة القاهرة إن زراعة الشاى والبن تتطلب مناخا استوائيا، ودرجات معينة للحرارة والرطوبة تتراوح بين 20 إلى 30 درجة مئوية بشكل ثابت.

وأكد أن الأزمة الحالية للشاى والبن عالميًا نتجت بسبب تغير الظروف المناخية فى البلاد التى يتم فيها زراعة الشاى والبن، خاصة البرازيل والهند والصين، وانخفاض درجات الحرارة وتراجع سقوط الأمطار والجفاف .

وتصل انتاجية فدان الشاى إلى 2 طن من الأوراق الجافة وبينما فدان البن ينتج 950 كجم فى العام الثالث.