توقعت منظمة مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية »الأونكتاد« تراجعاً أكبر في تدفقات الاستثمارات الأجنبية المباشرة علي مستوي العالم حتي نهاية العام الحالي، بعد أن أعلنت المنظمة عن تراجع الاستثمارات الاجنبية في الدول النامية خلال الربع الأول من العام بسبب عزوف الشركات في الدول الصناعية الكبري عن القيام بتوسعات في دول ما وراء البحار بسبب تعطشها للائتمان في ظل صعوبة الظروف الائتمانية.
وأوضحت المنظمة أن البيانات المبدئية للربع الأول من العام ترجح تراجع تدفقات الاستثمارات الاجنبية المباشرة في الدول الغنية والفقيرة، مشيرة إلي أن الانخفاض الملحوظ بشكل كبير في هذه الاستثمارات سيكون للمتجهة الي الصين وكوريا الجنوبية.
وعدلت »الأونكتاد« عن تقديراتها حول معدل تراجع الاستثمارات الأجنبية المباشرة التي أدلت بها في يناير الماضي والتي استهدفت انخفاضها بنسبة %21 في العام الماضي وأوضحت مؤخراً أنها من المحتمل أن تكون قد هبطت بنحو %15 في 2008 أي بلغت 1615 مليار دولار عن أعلي مستوي وصلت إليه عند 1900 مليار دولار في عام 2007.
وقد تبدأ تدفقات الاستثمارات الاجنبية المباشرة علي مستوي العالم في استرداد عافيتها مرة أخري ولكن بشكل بطيء يبدأ من أواخر العام المقبل أو في عام 2011.
ورغم أن المنظمة لم تعط أي توقعات مفصلة أو محددة فإن الأمين العام للأونكتاد »سوباتشاي بانيئتشيا كدي« قال بداية الشهر الحالي إن التراجع في الاستثمارات الاجنبية المباشرة قد يكون »أكثر عمقا« في العام الحالي مقارنة بالعام السابق.
وقد شهدت أنشطة الاندماجات والاستحواذات التي تعد قاطرة الدفع لزيادة الاستثمارات الاجنبية المباشرة هبوطا كبيرا في الربع الأول من عام 2009 في ظل موجة من التشاؤم تخيم علي هذه الانشطة خلال الفترة المقبلة.
وأوضح المحللون أن التراجع في الاستثمارات الاجنبية المباشرة، يعكس عدم قدرة الشركات علي تمويل الاستثمارات والمشروعات في دول ما وراء البحار وعلي ابداء توقعات وتقديرات عن مدي التقدم الاقتصادي الذي قد تشهده الاسواق الخارجية.
وذكرت صحيفة الفاينانشيال تايمز البريطانية، أن الشركات في الدول النامية ظلت تخفض كل من استثماراتها المستهدفة الاسواق التصديرية في الدول الغنية الواقعة الآن في هوة الركود، والأخري التي تخدم الاسواق المحلية التي تعاني أيضا من هبوط معدلات النمو الاقتصادي.
وأوضحت »الاونكتاد« أن توقيت اعادة انعاش الاستثمارات الاجنبية المباشرة سوف يعتمد علي سرعة تعافي الاقتصادات والاسواق المالية اضافة إلي قوة ثقة المستثمرين وتجنب الحمائية، مشيرة إلي أنه حتي الوقت الراهن لم تطلق الأزمة أي نزعة حمائية ضد الاستثمارات الاجنبية.
يذكر أن العوامل التي قد تشجع علي انعاش الاستثمارات الاجنبية المباشرة »عاجلا« أو »آجلا« تتضمن انخفاض أسعار الاصول ووجود خطوط تمويل وفيرة في بعض الاسواق الناشئة الي جانب زيادة الأنشطة المتعلقة بالطاقة والبيئة.