وهذا لا يعني أن احد هذين القطاعين افضل من الآخر، وانما هي معادلة يتم فيها مقايضة التكلفة في بداية المشروع بالارباح المستقبلية ولكن عندما ينظر المستثمرون الي هامش الارباح، وهو المعيار الاساسي لربحية الشركة، يكون من الافضل المقارنة بين الشركات في نفس القطاع بدلاً من المقارنة بين قطاع وآخر.
ولكن مسألة هامش الربحية تنطوي علي اكثر من ذلك، حيث ينبغي النظر الي كل من هامش صافي الربح (بقسمة صافي الربح علي الايرادات) وهامش ارباح التشغيل (بقسمة ارباح التشغيل علي الايرادات) وذلك عند قياس مستويات الربحية.
وسبب ذلك ان كل واحد مأخوذ علي حدة يمكن ان يقود الي نتائج مضللة حيث تستطيع أي شركة ان تحقق هامشا كبيراً لصافي الارباح نتيجة لبيع بعض الاصول او نتيجة لمزايا ضريبية مؤقتة، مما يزيد من حجم أرباحها الحالية ولكن لا يعبر عن توقعات الربحية علي المدي الطويل.
وكذلك يمكن أن يكون هامش ارباح التشغيل وحده مضللا، حيث ان الشركة قد تحقق ارباح تشغيل مرتفعة ولكنها تضخ هذه الارباح في استثمارات غير محسوبة قبل تحقيق ارباح صافية.
ولذلك يلجأ المحللون الي استخدام كلا النوعين من هامش الارباح، حيث لجأ محللو Smart money الي اتباع اسلوب يقوم علي حساب هامش صافي الربح ومقارنته بالشركات الاخري في نفس القطاع بالاضافة الي حساب هامش ارباح التشغيل واجراء نفس المقارنة وكشفت دراستها التي اجريت علي 300 شركة في قاعدة بياناتها أن الشركات التي حققت اعلي نتائج في كل من هامش الارباح الصافية وهامش ارباح التشغيل حصلت علي توصيات من المحللين تراوحت بين شراء وشراء بقوة، وكان اداء السهم متزنا في البورصة حيث استطاعت ان تحقق نمواً أعلي من الشركات المنافسة دون ضغوط علي مستوي الربحية، ومع ذلك فإن القياس علي اساس الربحية بشقيه (هامش الارباح الصافية وهامش ارباح التشغيل) لايخلو من المخاطر واهمها تلك التي تتعلق بجدارة الارقام التي تدرج في القوائم المالية لدي الشركات، حيث تستطيع اي شركة المبالغة في ارباحها المعلنة من خلال العديد من الطرق.
وقد اكتشف تحليل Smart Money لاهداء احد الاسهم علي مدي خمسة اعوام عن تضاعف قيمة السهم ست مرات في الفترة بين اعوام 1998،2000 ولكنه بدأ بعد ذلك في التباطؤ رغم ارتفاع ارباح الشركة بصورة منتظمة من 57 مليون دولار في عام 2000 الي 72 مليونا في 2001 ثم الي 115 مليون دولار في 2002، واوضح التحليل الذي اجرته المؤسسة ان هناك اكثر من 24 شركة أخري علي قاعدة بياناتها تشبه في وضعها تماماً اداء شركة «ابريا» التي تناولها التحليل ومعني ذلك أن المستثمرين قد لا يلتفتون الي العديد من الاسهم التي تقدم فرص نمو جيدة وارباحا مرتفعة اعتماداً علي الانطباعات والاحداث العارضة، وأن الفرصة ربما تفوتهم في اقتناص اسهم جيدة إذا لم يلقوا بالا إلي مؤشرات مثل هامش صافي الربح وهامش ارباح التشغيل.