نماذج لبعض الأحلاف العسكرية العالمية

نماذج لبعض الأحلاف العسكرية العالمية

نماذج لبعض الأحلاف العسكرية العالمية
جريدة المال

المال - خاص

12:28 م, الثلاثاء, 17 مارس 15

 

المال -خاص

حلف شمال الأطلسى «الناتو»

تأسس حلف شمال الأطلسى أو حلف الناتو عام 1949 بناء على معاهدة شمال الأطلسى التى تم التوقيع عليها فى واشنطن فى العام نفسه، واتخذ من بروكسل عاصمة بلجيكا مقرًا لقيادته، وكان دور الحلف فى فترة التأسيس تولى مهمة الدفاع عن أوروبا الغربية ضد الاتحاد السوفيتى والدول المشكلة لحلف وارسو آنذاك فى سياق الحرب الباردة، على أن تسهم كل الدول الأعضاء فى الحلف بنصيب من القوى والمعدات العسكرية.

 

يتشكل حلف الناتو من 28 دولة بينها دول كانت مؤسسة للحلف، ودول انضمت إليه فيما بعد، وقد ضم فى فترة تأسيسه عام 1949 الولايات المتحدة- التى تمتلك القوة العسكرية الأكبر داخل الحلف بالمقارنة مع باقى الدول الأخرى- وفرنسا وبلجيكا وكندا والدنمارك وآيسلندا وإيطاليا ولوكسمبورغ وهولندا والنرويج والبرتغال وإنجلترا وتركيا واليونان وألمانيا وإسبانيا والتشيك والمجر وبولندا وبلغاريا وإستونيا ولاتفيا ولتوانيا ورومانيا وسلوفاكيا وسلوفينيا وكرواتيا وألبانيا.

 

وكان من أبرز نشاطات الحلف التدخل فى البوسنة والهرسك عام 1995 ونشر قوات حفظ السلام فيها، والقيام بضربات جوية على يوغسلافيا بسبب الصراع فى كوسوفو عام 1999، ودخول قوات الناتو كوسوفو، وإرسال قوات الحلف إلى مقدونيا لمهمة حفظ السلام عام 2001، إلى جانب تكليف حلف الناتو بمهمة قوات المساعدة الأمنية الدولية «إيساف» فى أفغانستان عام 2003.

 

وبالإضافة إلى المهام العسكرية قام الحلف بدور آخر مثل أعمال الإغاثة الإنسانية، كما فى حالتى تدخل قوات الناتو للتخفيف من آثار الزلزال الذى ضرب باكستان عام 2006، وإغاثة المتضررين من الإعصار كاترينا الذى ضرب الولايات المتحدة عام 2006.

  حلف وارسو 

يعرف «وارسو» رسميًا بـ»معاهدة الصداقة والتعاون والمساعدة المتبادلة» والذى وقُع عليه فى مؤتمر الدول الأوروبية لتأمين الأمن والسلام بأوروبا عام 1955 والحلف هو عبارة عن منظمة عسكرية تقابل حلف شمال الأطلسى فى الكتلة الغربية.

 

ويظهر حلف وارسو كما لو أنه ردة الفعل الاشتراكية المباشرة لانبعاث ألمانيا كدولة عسكرية قوية فى قلب أوروبا، وإدماجها فى الترتيبات العسكرية للكتلة الغربية، ولقد كان التفسير السوفييتى لهذا الإجراء هو أنه يتضمن تهديدًا حادًا لأمنه القومى، وهو الأمر الذى تطلب منه إعادة تقويم استراتيجيته الدفاعية، وإبدال سلسلة مواثيق دفاعه الثنائية مع دول أوروبا الشرقية بمنظمة عسكرية جماعية.

 

ويضم التحالف الاتحاد السوفييتى، وألبانيا، وبلغاريا، وتشيكوسلوفاكيا، وجمهورية ألمانيا الديمقراطية، وهنغاريا، وبولونيا، ورومانيا، واتحاد الجمهوريات السوفييتية الاشتراكية، وهنغاريا، على أن ألبانيا قاطعت أعمال الحلف إثر الانشقاق الذى أصاب المعسكر الشيوعى العالمى بنتيجة أزمة كوبا عام 1962 وانسحبت رسميًا من الحلف عام 1968. وفيما بعد انسحبت ألمانيا الشرقية من الحلف عام 1990 عشية انحلاله الرسمى فى 1991.

 

واشتملت معاهدة وارسو على عدة مواد بعضها ذات صفة تقليدية فى حين أن لبعضها الآخر أهمية خاصة تنصرف إلى الأوضاع الذاتية الخاصة بالحلف، وعن المواد التقليدية فهى تعلن اتفاق الأطراف المتعاقدة على نبذ استخدام القوة العسكرية فى تسوية منازعاتها الدولية، ومبدأ التشاور المتبادل فى حالة وقوع تهديد خارجى ضد أى دولة من دول الحلف، وتعهد الدول الأعضاء بعدم الدخول فى أى التزامات تتعارض مع التزاماتها بموجب هذه المعاهدة، ورغبة الأطراف فى توسيع نطاق تعاونها فى المجالات الاقتصادية والثقافية.

 

وحددت معاهدة الحلف النطاق الأوروبى البحت بأن نصت على أنه: «إذا وقع عدوان مسلح فى أوروبا ضد أى دولة عضو فى هذا الحلف من جانب دولة أو مجموعة من دول فإن على دول الحلف أن تقدم المساعدات الضرورية إلى الدولة التى استهدفها العدوان».

 

وحددت المعاهدة المنشئة لحلف وارسو تحديدًا جغرافيًا للمنطقة المشمولة بدفاعاته، والتى تشمل منطقة أقاليم الدول الأعضاء الأطراف فيها الواقعة فى أوروبا، ولعل ذلك عائد إلى أنه عند توقيع اتفاقية وارسو كانت العلاقات السياسية بين الاتحاد السوفييتى والصين الشعبية علاقة حليفين.

 

وبانهيار التحاد السوفيتى وتفكك الكتلة الشرقية الاشتراكية تفكك هذا الحلف تلقائيا، بل وانضمت بعض دوله إلى حلف شمال الأطلسى.

  حلف الريو:

يعد حلف الريو والذى وقعت معاهدته فى مدينة ريو دى جانيرو عام 1947 (حمل الحلف اسمها) أقدم حلف عسكرى فى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.

 

فالخلفية التاريخية لهذا الحلف تكمن فى لمس المساعى الرامية إلى إيجاد تعاون وثيق بين دول القارة الأمريكية، وقد اختلفت الدوافع وراء هذه المساعى، فالولايات المتحدة الأمريكية قصدت بسط نفوذها على دول القارة فى محاولاتها الدائبة لتصبح قوة عظمى بعد تحررها من الاستعمار البريطانى. ويضم حلف الريو كلًا من: الأرجنتين، وباربادوس، وبوليفيا، والبرازيل، والتشيلى، وكولومبيا، وكوستاريكا، وكوبا، وجمهورية الدومينيكان، والإكوادور، والسلفادور، وغواتيمالا، وهايتى، وهندوراس، والمكسيك، ونيكارغوا، وبناما، وبارغواى، والبيرو، وترينيداد وتوباغو، والولايات المتحدة الأمريكية، وأورغواى، وفنزويلا.

 

ويهف الحلف إلى اعتبار أى هجوم مسلح ترتكبه دولة ضد أى دولة أمريكية هجومًا على الدول الأمريكية كلها، وبالتالى تعاهدت تلك الدول على أن تتساعد فى مواجهة هذا الهجوم ممارسة منها لحق الدفاع المشروع الفردى والجماعى، كما أنه فى حالة تعرض إقليم أو سيادة أو استقلال أى من الدول الأمريكية للخطر بسبب عدوان لا يصل إلى حد الهجوم المسلح، أو بسبب نزاع من خارج القارة أو داخلها، أو بسبب واقعة أو حالة يمكن أن تهدد السلام فى أمريكا، فتنص على أنه فى مثل هذه الحالة تجتمع هيئة التشاور فورًا للاتفاق على التدابير الواجبة الاتباع لمساعدة الدول المعتدى عليها أو التدابير اللازمة للدفاع عن الأمن والسلام فى القارة برمتها.

 

وتشمل هذه التدابير ما يأتى بحسب الحال: استدعاء رؤساء البعثات الدبلوماسية، قطع العلاقات الدبلوماسية، قطع العلاقات القنصلية، القطع الكلى أو الجزئى للصلات الاقتصادية والمواصلات البرية والبحرية والجوية واللاسلكية والهاتفية، وأخيرًا وليس آخرًا استخدام القوة المسلحة.

  حلف جنوب شرق آسيا «مانيلا»:

نشأ حلف جنوب شرقى آسيا مع ظهور الصين كقوة متعاظمة فى القارة الآسيوية وفى السياسة الدولية عمومًا بعد عام 1949، وكانت الدول التى تبنت الدعوة إلى إنشائه فى البداية بإيحاء من الولايات المتحدة، هى: الفيليبين، وتايلند، وكوريا الجنوبية، وذلك بدافع التخوف من أن تقع تحت سيطرة الشيوعية.

 

وقد عزز من محاولة هذا التلاحم انتصار الشيوعية التى أسفرت عنه الحرب الفيتنامية، فعقدت فى بالى (إندونيسيا) سنة 1976 قمة لرؤساء هذه الدول أصدرت بيانًا يعلن عن «وفاق» لآسيان ومعاهدة للصداقة والتعاون فيما بين دولها، ومن هذا المنطلق تحركت الولايات المتحدة لإقامة تنظيم دفاعى عن منطقة جنوب شرقى آسيا، وقد تم ذلك بتوقيع حلف ما نيلا أو معاهدة حلف جنوب شرق آسيا وذلك فى 1954.

 

وسمى حلف جنوب شرقى آسيا بعد أن كان يُعرف عام 1961 برابطة جنوب شرقى آسيا وأطلق عليه فى عام 1967 برابطة شعوب جنوب شرقى آسيا.

 

ويضم الحلف كلًا من: أستراليا، فرنسا، نيوزيلندا، جمهورية الفيليبين، تايلند، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية وسلطنة بروناى دار السلام وفيتنام.

 

ويهدف التحالف إلى صد أى اعتداء مسلح على إحدى الدول الأعضاء فى المعاهدة وفى حدود المنطقة التى يغطيها دفاع الحلف واعتبار الاعتداء موجهًا إلى كل دول الحلف، ومن ثم يتعين عليها اتخاذ التدابير والترتيبات ما يمكنها من التصدى للعدوان.

 

وتجدر الإشارة إلى أنه فى عام 1977 حُل الحلف بالاتفاق بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها فى الحلف كتعاون عسكرى منظم وحُول إلى منظمة متواضعة للتعاون فى الشئون غير السياسية بين أعضائه.

 حلف المعاهدة المركزية «حلف بغداد سابقًا»:

تشكل حلف بغداد أو ما يعرف باسم المعاهدة المركزية فى فبراير 1955 عندما عقدت تركيا والعراق ميثاقًا ينص على تعاون الدولتين فى مجالات الأمن والدفاع، وتُرك باب العضوية مفتوحًا أمام الدول التى يعنيها الدفاع عن السلم والأمن فى منطقة الشرق الأوسط من الخطر الشيوعى.

 

وضم التحالف كلًا من: إيران، الباكستان، تركيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، أما العراق الذى كان عضوًا مؤسسًا الحلف فقد انسحب رسميًا فى عام 1958، كما انسحبت باكستان بعدما أخفق أعضاء التحالف فى نجدتها فى أثناء حربها مع الهند عام 1971.

 

ويهدف حلف بغداد إلى الدفاع عن أمن وسلامة الأطراف المتعاقدة، على أن تمتنع الدول الأعضاء عن التدخل فى الشئون الداخلية لبعضها، وكذلك بتسوية منازعاتها بالطرق السلمية تمشيًا مع ميثاق الأمم المتحدة.

 

وتجدر الإشارة إلى أن حلف المعاهدة المركزية فقد فاعليته بإخفاقه فى استقطاب الدول العربية الأخرى ممثلة فى مصر وسوريا إليه لتشكيل منطقة عميقة استراتيجيًا فى وجه الاتحاد السوفييتى، كما أنه أضحى غير ذى موضوع إزاء ازدياد الوجود السوفييتى داخل المنطقة العربية ذاتها من غير حاجة لهجوم مسلح عليها كما اعتقد أرباب الحلف.

 

فالاتحاد السوفييتى بدأ فى منتصف الخمسينيات داخل المنطقة التى أُريد له عدم دخولها سلميًا، وذلك عن طريق الدعم العسكرى والمادى والمعنوى الذى منحه للدول العربية المواجهة لإسرائيل، وسوريا والعراق ومصر فى حين اتخذت دول المعسكر الغربى موقف العداء لهذه الدول والتأييد لعدوها الصهيونى، لذا جاء انسحاب إيران منه بمثابة طلقة الرحمة لحلف أصبح طى النسيان التام.

جريدة المال

المال - خاص

12:28 م, الثلاثاء, 17 مارس 15