إسلام احمد
أطلق الاتحاد الدولي للاتصالات حملة لمحو الأمية الرقمية لمليون امرأة من المجتمعات النامية حول العالم بالشراكة مع المنظمة غير الحكوميةTelecentres.org التي يقع مقرها الرئيسي في الفلبين، حيث تقدم مجموعة من الدورات التدريبية لمحو الأمية الرقمية، علي أن يتم تفعيلها من الآن وحتي نهاية عام 2012 وسيتم تقديم تلك الحملات من خلال 20 ألف مركز من مراكز الاتصالات، وذلك بمعدل 50 سيدة في كل مركز، وفقاً لنموذج »تدريب المدربَين«.
ورأي الخبراء ومسئولو مراكز الاتصالات في مصر أن تلك الحملة ستساهم في تمكين المرأة من أدوات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بهدف الارتقاء بمستوي المرأة وتحسين ظروفها المعيشية، خاصة بعد التطور الكبير ودخول التكنولوجيا جميع القطاعات في المجتمع.
وأشار عدد من الخبراء إلي أن الحملة الجديدة جاءت بشأن محو الأمية الرقمية للنساء وذلك بتعزيز الإمكانات المشتركة للشبكة العالمية لمؤسسة Telecentres.org والتي تضم 100 ألف مركز من مراكز الاتصالات في العالم والدول الأعضاء في الاتحاد البالغ عددها 192 دولة وأعضاء القطاعات البالغ عددهم 700 عضو لتقديم دورات تدريبية في مجال استعمال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، خاصة أن المرأة لاتزال مقيدة بالاعمال المنزلية وتعيش بمعزل عن جميع الطفرات التكنولوجية خاصة في الدول النامية.
وأوضح الخبراء أن هناك عدداً من المؤشرات البارزة وبقوة في المجتمع المصري حاليا تؤكد نجاح تلك الحملة ليس علي مستوي المرأة فقط بل الرجال بما يشمل جميع اطياف المجتمع ولعل أهمها السعي نحو الانتخابات الإلكترونية، والتصويت الإلكتروني، وما تشهده مصر مؤخرا من نقلة نوعية في تعاملها مع تكنولوجيا المعلومات سواء في تعامل الحكومة مع الشعب وكذلك مانراه من تواصل بين الشعب وجميع المؤسسات في الدولة عبر الإنترنت »الشبكة العنكبوتية«.
علي الجانب الآخر قال محمد عيد، مدير مكتب زين في مصر، إن اشتراك مصر في تلك الحملة يتطلب توافر الكوادر التي تقدم تلك التدريبات، وأن تقوم الجهة المقدمة للدعم بإرسال متخصصين في ذلك.
وأكد أن الاشتراك في هذه الحملة مطلب ضروري في مصر خاصة في تلك الفترة والفترات التالية حيث ستدخل التكنولوجيا في جميع القطاعات وتنتشر ايضا المصطلحات التكنولوجية لذا لابد من محو الأمية الرقمية ليس للمراة فقط بل لجميع اطياف المجتمع خاصة بعد الزيادة الكبيرة في اعداد المشتركين والمتعاملين علي الإنترنت خلال الشهرين الماضيين.
وشدد هشام نبيه، الأستاذ بكلية الحاسبات والمعلومات جامعة القاهرة، علي ضرورة الاشتراك بهذه الحملة وإدارتها بصورة جيدة حيث إن مردودها ايجابي بصورة كبيرة علي الواقعين الاجتماعي والاقتصادي المصريين خاصة عقب ثورة25 يناير، الامر الذي ترك شغفاً لدي جميع أفراد المجتمع للاشتراك والتواصل عبر شبكة الإنترنت.
وشرح »نبيه« كيفية إدارة حملة محو الأمية الرقمية للسيدات في مصر في حالة الاشتراك بها وذلك بتوجيه خريجي كلية الحاسبات والمعلومات للمشاركة في تلك الحملة حيث لديهم الخبرة التكنولوجية والاكاديمية التي تمكنهم من اتمام مهمتهم بنجاح، منوهاً بأهمية انتشار وتوجيه تلك الحملة علي مستوي المحافظات خاصة في تلك الآونة وعقب ثورة 25 يناير والتي أبرزت الدور المهم لتكنولوجيا المعلومات، وفي ظل الحديث والمطالبة بانتخابات إلكترونية وتصويت إلكتروني.
وأشار عبدالعزيز البسيوني، المدير التنفيذي لشركة تلي تك، الخبير بقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، إلي أن تلك الحملة مردودها ايجابي وفعال جدا علي المجتمع المصري الذي شهد ثورة كانت التكنولوجيا هي المحرك الرئيسي لها، وستكون في صالح مراكز الاتصالات في حالة تقديمها تلك الدورات التدريبية خاصة بعد تأثرها عقب الثورة.
وأوضح »بسيوني« أنه يمكن تطبيق تلك الحملة في مصر من خلال كوادر متميزة في التكنولوجيا وارسالهم لجميع القري والمحليات لانها اكثر المناطق المليئة بالأمية الرقمية ليس للمرأة فقط بل وللرجال أيضا، لكن تلك الحملة بمثابة سبيل لتنمية المجتمع وتلبية متطلبات الحياة الحديثة خاصة بعد الانتشار الكبير لتكنولوجيا المعلومات الفترة الأخيرة.
وأكد المدير التنفيذي لشركة تلي تك أهمية تلك الحملة بالنسبة للمرأة والتي لابد أن تكون علي علم ودراية بما يفعله أبناؤها حتي تستطيع التواصل معهم وليس هذا فحسب بل تعاملها داخل جميع القطاعات بالمجتمع فانتشار التكنولوجيا بات أمراً واقعاً وضرورياً لمواكبة العصر، خاصة أن الأمية الرقمية الان في مصر تتعدي نسبة الأمية الكتابية ويمكن تقديرها بأكثر من %60 ولابد من محاولة التغلب عليها.
ويأتي هذا في إطار قيام الاتحاد الدولي للاتصالات ومنظمة Telecentres.org الآن ببحث مختلف القطاعات الحكومية والخاصة والمنظمات الدولية لاعداد مناهج محو الأمية الرقمية باللغات المحلية وتوفير المدربين والموارد اللازمة من أجل مساعدة مراكز الاتصالات الوطنية علي نشر المهارات المرتبطة بمجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات خاصة في المجتمعات المحرومة والفقيرة، واعداد عدد من المناهج خلال مكتب تنمية الاتصالات التابع للاتحاد لا سيما من خلال مبادرته المعروفة باسم »توصيل مدرسة، توصيل مجتمع«.
وأكد الاتحاد الدولي أهمية التوعية التكنولوجية حتي للمرأة ذات الإعاقة بتقديم مجموعة من المواد التدريبية لها بشأن محو الأمية الرقمية لكي تستعملها النساء والمجتمعات المحلية والأشخاص ذوو الإعاقة في المراكز المجتمعية ومراكز الاتصالات متعددة الأغراض، لدعم طائفة من الأنشطة الاقتصادية مثل الحرف اليدوية والزراعة.
وكشف نص الاتفاق عن إقامة التدريبات من خلال شبكات مراكز الاتصالات الوطنية التي تعد من شركاء مؤسسة Telecentresorg ، وكذلك عن طريق المؤسسات الأكاديمية والجامعات وغيرها من مؤسسات التدريب التابعة لمراكز الاتصالات الوطنية، ويكلف الاتفاق أيضاً مؤسسة Telecentresorg بمتابعة التدريبات عبر الموقع الإلكتروني المشترك بين الاتحاد ومؤسسة Telecentresorg بصفة دورية وتقديم تقريرعنها لضمان الوفاء بالالتزامات والتأكد من سريان التدريبات بالانضباط المنشود.