نظرة على الثقافة السعودية

تأسيس هيئة عامة للثقافة لتعزيز العمل الأدبى والابداعى والفنى بالمملكة إنشاء الأكاديمية الملكية للفنون وإطلاق مدينة للإنتاج الثقافى والإعلامى المال- خاص تدرك المملكة العربية السعودية مكانتها الثقافية، كونها مهبط الوحى، ومنبع الحضارات الإسلامية، وفي هذا السياق يقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان

نظرة على الثقافة السعودية
جريدة المال

المال - خاص

11:25 ص, الخميس, 29 سبتمبر 16

تأسيس هيئة عامة للثقافة لتعزيز العمل الأدبى والابداعى والفنى بالمملكة
إنشاء الأكاديمية الملكية للفنون وإطلاق مدينة للإنتاج الثقافى والإعلامى

المال- خاص

تدرك المملكة العربية السعودية مكانتها الثقافية، كونها مهبط الوحى، ومنبع الحضارات الإسلامية، وفي هذا السياق يقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، مساراً للعناية بالتراث الحضارى والتاريخى السعودى، حيث تشرف الدولة على برنامج وطنى شامل لإعادة استكشاف التراث الوطنى وترميمه وتطويره وجعله جزءاً من حياة المواطن والاقتصاد الوطنى المحلى، وما يؤكد ذلك أن الدولة استثمرت مبالغ طائلة فى تطوير المواقع الأثرية والتراثية وهى مستمرة فى ذلك بشكل أكبر فى المستقبل، خصوصاً مع تأكيد الدولة المحافظة على الموارد التراثية وتنميتها باعتبارها جزءاً أساسياً مكوناً للتنمية المستدامة.

وفى عهد الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود، بلغت الثقافة السعودية مرحلة النضج والازدهار والتأثير، وتسلحت بالتعددية وحرية التعبير لتقدم نتاجها الخاص الفاعل، ذلك النتاج الذى امتد شعاعه الإيجابى ليتعدى الحدود المحلية والعربية، محلقاً فى فضاءات العالمية، ومما لا شك فيه أن النهضة الثقافية فى المملكة هى ترجمة حقيقية للطفرة الحضارية التى تعيشها السعودية فى السنوات الأخيرة، والتقدم الذى تمشى فى ركابه على كافة الأصعدة والمستويات.

وقد ارتبط اسم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود بالقراءة منذ وقت طويل، فهو القارئ النهم فى شتى المجالات، الذى عرف عنه الحرص على دعم الأدباء والمفكرين والكتاب، والتواصل معهم من وقت إلى آخر، لمناقشتهم فيما يطرحون، فقد استطاع الملك سلمان منذ أن كان أميرا لمنطقة الرياض المواءمة بين عمله السياسى والإدارى من جهة واهتماماته الثقافية ومتابعته الدائمة للأدباء والأنشطة الأدبية والثقافية من جهة أخرى.

وشهدت سيرة الملك سلمان بن عبد العزيز منذ أكثر من أربعة عقود، مواقف عدة تؤكد حرصه واهتمامه على توطيد أواصر العلاقة بالموروث الحضارى، والتاريخ الثقافى للملكة العربية السعودية، وهو ما دعا إليه فى أول ملتقى للمثقفين السعوديين، الذى عقد فى الرياض فى 25 مارس 2004.

وأكد عدد من الأدباء والمفكرين أن خادم الحرمين الشريفين استطاع أن يرسم ملامح المشهد الثقافى السعودى وأن يجعل من المملكة منبرا ثقافيا تخرج منه المئات من الأدباء والمثقفين الذين ساهموا فى رسم خريطة الثقافة العربية.

كما يبدى خادم الحرمين الشريفين، اهتماما كبيرا منذ أن كان أميراً، اهتماما خاصاً بالثقافة والمحافظة على التـراث من خلال رئاسته للعديد من المؤسسات والهيئات الثقافية والتراثية وأيضا تبنيه للعديد من الجوائز والكراسى الثقافية والتراثية التى تحمل اسمه فى هذا المجال، فضلًا عن اهتمامه برعاية الفعاليات الثقافية، وبتطوير علاقات المملكة الثقافية مع العالم.

ومن أبرز ملامح التطور الثقافى فى السعودية، هو ما أعلنه مؤخرا وزير الثقافة والإعلام السعودى الدكتور عادل الطريفى، بصدور الموافقة الملكية بإنشاء الأكاديمية الملكية للفنون والتى تضم المسرح الوطنى، وذلك كجزء من الاستراتيجية السعودية للتحول الوطنى 2030، كما أعلن أيضا أن الوزارة ستطلق مدينة للإنتاج الثقافى والإعلامى، وإطلاق مبادرات لدعم المثقفين من بينها انشاء صندوق خاص لدعم الفن والفنانين.

كما كانت الثقافة حاضرة بقوة فى رؤية المملكة 2030 فبعد أيام قليلة فقط من اطلاقها أصدر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حُزمة من الأوامر الملكية، منها انشاء هيئة عامة للثقافة يرأسها وزير الإعلام والثقافة الدكتور عادل الطريفى، كخطوة جديدة نحو آفاق أشمل لحراك ثقافى يواكب الرؤية الوطنية، وهو ما يؤكد ان العمل الثقافى، يحظى باهتمام كبير من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولى عهده، وسمو ولى ولى العهد، بما من شأنه أن يساهم فى تطوير الشأن الثقافى وتعزيز العمل الأدبى والابداعى والفنى بالمملكة.

فإذا كان الكثيرون قد اعتبروا وجود الثقافة فى رؤية 2030، تحولاً جوهرياً هاما فى ادراك الدور الكبير الذى تلعبه الثقافة فى حياة المجتمعات، فإن الكثير من المعطيات تشير بما لا يدع مجالاً للشك، بأن انشاء «هيئة الثقافة»، يأتى فى ضوء الرؤية الحكيمة للقيادة السعودية فى أهمية استقلالية الثقافة كقطاع منفرد. كما يأتى تلبية لاهتمامات وتطلعات وطموحات وأحلام المثقفين فى المملكة. وكذا تعزيز حضور الثقافة السعودية عربيا وعالمياً، واطلاق العنان للثقافة والابداع فى اطار مؤسسى.

ومن أبرز ملامح الحياة الثقافية فى المملكة:

المتاحف:
أدركت المملكة العربية السعودية مكانة وأهمية المتاحف، كونها من أهم المؤسسات الثقافية التى من خلالها يتعرف الناس على الموروث الثقافى للشعوب والعادات والتقاليد، فضلاً عن رسالتها التربوية والتعليمية والتثقيفية، إلى جانب دورها فى تنمية روح الانتماء للوطن. ولذا فأنها اولت اهمية كبيرة للمتاحف كونها تشتمل على معلومات تاريخية وحضارية، كما تلعب المتاحف دورا هاما فى التعريف بالبعد التاريخى والحضارى للمملكة العربية السعودية وما تمتلكه من مخزون تراثى وما تقوم عليه من حضارات متعاقبة، وتعكس المشاركة الفاعلة لإنسان هذه الأرض عبر العصور فى صنع التاريخ الإنسانى، ودوره فى الاقتصاد العالمى عبر العصور والتأثير فى الحضارات انطلاقا من الموقع الجغرافى المميز للجزيرة العربية التى كانت محورا رئيسا ومجال للعلاقات السلمية والثقافية والاقتصادية بين الشرق والغرب، وجسر للتواصل الحضارى بينها.

المهرجانات التراثية والثقافية:
اليوم الوطنى: فى 23 من سبتمبر من كل عام تنطلق فى كافة مناطق المملكة العربية السعودية احتفاءً بهذا اليوم المميز عدد من الفعاليات المميزة والتى تناسب كافة أفراد الأسرة فى عدد من البرامج التى يتم تنظيمها من قبل الهيئات الحكومية والخاصة، وباقات منوعة من العروض الفلكلورية التى تضم لوحات من الفلكلور الشعبى، بالإضافة الى بعض الأنشطة الترفيهية والرياضية والأمسيات الشعرية، بالإضافة الى العرضات الشعبية وفقرات خاصة بالأطفال، وأجمل عروض الألعاب النارية التى تزين سماء المملكة فى هذا اليوم المميز.

سوق عكاظ:
يشكل سوق عكاظ اليوم معلماً سياحياً فريداً فى المملكة العربية السعودية، ورافداً مهماً من روافد السياحة، إذ يقوم السوق اليوم فى ذات المكان الذى يقع فيه سوق عكاظ التاريخى، ويقصده اليوم الكثير من السائحين لمشاهدة السوق كمعلم تاريخى ضارب فى جذور الماضى، ما زال يحتفظ بعبق التاريخ، وبريق الحاضر، ويجد زائر السوق مفارقة تجمع بين التقنيات الحديثة التى تم توفيرها فى مكان المهرجان، مع جغرافية المكان وقيمته التاريخية الأصيلة التى تم تحديدها بعد دراسة الآثار المتاحة وتحديد الأودية والجبال وفق الوثائق المدروسة بعناية لتحديد موقع السوق بدقة وبكفاءة علمية.

وتأتى أهمية سوق عكاظ اليوم فى كونه ملتقى شعرياً وفنياً وتاريخياً فريداً من نوعه، يقصده المثقفون والمهتمون بشؤون الأدب والثقافة، مستمتعين بالقيمة المعرفية والثقافية التى يقدمها السوق من خلال ندوات السوق ومحاضراته وفعالياته، كما يعيد سوق عكاظ إلى الأذهان أمجاد العرب وتراثهم الأصيل، ويستعرض ما حفظه ديوان العرب من عيون الشعر ومعلقاته، ويقدم فى كل مهرجان احتفالاً واحتفاءً بأحد شعراء المعلقات لتؤكد اتصال التراث بالحاضر.

مهرجان الجنادرية:
وهو المهرجان الوطنى للتراث والثقافة يقام فى المملكة العربية السعودية منذ عام 1405 هـ /1985 وكانت الدورة الأولى للمهرجان فى 24 مارس 1985 غالباً ما يكون موعده فى فصل الربيع بشهرى فبراير ومارس، ويجذب العديد من الزوار داخل وخارج المملكة. ويقام تحت اشراف وزارة الحرس الوطنى السعودى.

ومن أهم أهدافه هو التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التى تمتد جذورها فى أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التى حث عليها الدين الإسلامى الحنيف، وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبى بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التى تعيشها المملكة العربية السعودية، والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبى والفنى وبين الموروث الشعبى.

مهرجان جدة التاريخية:
مهرجان تراثى سياحى ثقافى يعكس حياة جدة عن طريق المعروضات الأثرية والمتاحف التراثية والاستكشاف فى الشارع وعروض حية على الهواء للشخصيات القديمة والمهن التاريخية والحرف اليدوية والفن الشعبى مثل المزمار والصهبة والدانة واللون البحرى.

جريدة المال

المال - خاص

11:25 ص, الخميس, 29 سبتمبر 16