موجة حارة تجتاح مصر والعالم وجهود فاشلة لخفض الحرارة

موجة حارة تجتاح مصر والعالم وجهود فاشلة لخفض الحرارة

موجة حارة تجتاح مصر والعالم وجهود فاشلة لخفض الحرارة
جريدة المال

المال - خاص

11:43 ص, الثلاثاء, 4 أغسطس 15

أ ش أ
 
مع انتهاء شهر رمضان واحتفالات عيد الفطر، فوجئ المصريون بارتفاع شديد في درجة حرارة ورطوبة الجو، ارتفاع عكس الصدام العنيف بين النظام البيئي لكوكب الأرض والحضارة الصناعية التي أحدثت تغيرات مناخية غير مسبوقة اجتاح أثرها معظم دول العالم.

ارتفاع في درجة الحرارة وصل إلى حافة 40 درجة مئوية، لم يجد معه المصريون حلا سوى الانتظار حتى تنتهي تلك الموجة، خلت شوارع القاهرة من المارة خاصة في ساعات النهار تجنبا لحرارة الشمس، فيما اكتظت المحافظات الساحلية بزوارها الباحثين عن إطفاء شعورهم بحرارة الجو بالغوص في ماء البحر، أملا في اغتنام الفرصة للتجديد والتغيير، قبل انتهاء شهر أغسطس الحالي وحلول شهر سبتمبر الذي يستعد فيه التلاميذ والطلبة للعودة للمدارس والجامعات.

النظام البيئي لكوكب الأرض يتعرض منذ فترة طويلة لصدام عنيف مع الحضارة الصناعية الحديثة بوضعها الراهن، ويترتب على الشراسة التي يتم بها هذا العدوان نتائج رهيبة تحدث بسرعة مذهلة، مما يحتم على العالم أجمع أن يتضافر ليخوض معركة ملحمية لإصلاح التوازن المختل على كوكب الأرض، وذلك من منطلق الإحساس المشترك بالخطر الذي يحيق بالبيئة العالمية.

اجتياح موجة أحر للعديد من دول العالم يحتم على الجميع أن يتوقف بجدية إزاء مخاطر حقيقية محدقة قد تصل به إلى نتائج كارثية تهدد مستقبل الأرض ما لم تتولى الحكومات والمنظمات والشركات الكبرى المسئولية وتعمل وفق رؤية استراتيجية منسقة وتضع حلولا ومعالجات لمشكلة التغير المناخي ضمن أطر زمنية تستهدف التقليل من تأثير السحابة الكونية السامة التي تحيط بكوكب الأرض وتهدد مصيره.

قمة المناخ المرتقبة في العاصمة الفرنسية باريس، والمزمع عقدها برعاية الأمم المتحدة ديسمبر القادم، بحضور زعماء العالم ومندوبي 195 دولة، ستبحث كيفية إبقاء ارتفاع حرارة الكرة الأرضية الناجم عن تركز الغازات الدفيئة في الجو، دون درجتين مئويتين عن مستويات ما قبل الثورة الصناعية، مستهدفة التوصل إلى خطة للحد من الاحتباس الحراري أو ما يعرف علميا باسم “ظاهرة البيوت الزجاجية”.

وعلى الجميع في هذا المحفل الدولي أن يتوقفوا أمام العديد من الحقائق من أبرزها استمرار ارتفاع درجة الحرارة على سطح الأرض خلال القرن الحالي، وأن الصين والولايات المتحدة تنفثان 35% من إجمالي الانبعاثات الغازية على مستوى العالم في الوقت الحالي، وأن التغير المناخي المعبر عنه بظاهرة الاحتباس الحراري، هو حصيلة الانبعاثات المتراكمة على مدى العقود الماضية وأن الدول الغربية مسئولة عن الجزء الأكبر، كما يجب عدم التغاضي عن الأسباب الأخرى المتعلقة بالظواهر الطبيعية، وأن هناك حاجة ملحة لتقليل نسبة الانبعاثات الكربونية بنسبة 50% حتى عام 2050، وذلك ضمن جدول زمني يتواكب مع إجراءات مساندة مثل دعم الطاقة المتجددة والنظيفة وتوسيع مساحات الغطاء النباتي.

جريدة المال

المال - خاص

11:43 ص, الثلاثاء, 4 أغسطس 15