بدأت ألمانيا توجيه رسائل قوية حول عزمها تخفيف اعتراضاتها على بعض الأفكار المطروحة لحل أزمة «اليورو » مثل إصدار سندات اوروبية مشتركة أو تقديم دعم مشترك للبنوك الأوروبية بشرط أن توافق الحكومات الأوروبية على منح سلطات أوسع للمؤسسات الأوروبية .
وفى حالة التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن، ستحدث هذه الخطوة تغييرات جذرية فى الشئون السياسية والمالية لدى الاتحاد الأوروبى وستمثل أجرأ خطوة يتم اتخاذها فى تكتل منطقة اليورو منذ إنشائها .
ولم يسبق أن أبدت ألمانيا استعداداً لمناقشة الشروط التى تراها ضرورية للتحرك نحو تحمل مخاطر مشتركة مع منطقة اليورو من خلال إصدار سندات أوروبية مشتركة، لكن الأمر اختلف حالياً رغم أن الوصول إلى حل جذرى للمشكلة قد يستغرق وقتاً طويلاً .
من جانبه قال مسئول ألمانى مطلع على هذه المناقشات بين ألمانيا والدول الأوروبية إنه من المهم أن تبدى الأطراف الأخرى فى منطقة اليورو استعدادا لمنح صلاحيات أوسع للمؤسسات الأوروبية وكلما أبدى الطرف الآخر مرونة واستعداداً ستكثف ألمانيا جهودها للعب دور أكبر فى البحث عن حلول مطورة مثل الاتحاد البنكى، مشدداً على أن ألمانيا لا يمكن أن تتحرك من جانب واحد، وفقاً لما ذكرته صحيفة وول ستريت .
ورغم الأزمة القاسية التى تعانى منها أوروبا بسبب مشكلة الديون السيادية، فقد عجزت أوروبا عن تقديم حلول جريئة لعلاج الأزمة وتهدئة الأسواق المالية بسبب فشل القادة الأوربيين فى الوصول إلى حل مشترك فى ظل تبنيهم منهجين مختلفين .
ويتجلى ذلك بالنظر إلى مواقف الدول الأعضاء فى منطقة اليورو والوسائل التى يقترحها كل فريق لعلاج الأزمة حيث ترى بعض الدول مثل فرنسا ضرورة إصدار سندات أوروبية مشتركة حتى تتحمل الأطراف المختلفة عبء الأزمة .
وفى المقابل، ترى ألمانيا أن تحقيق قدر أكبر من التكامل الاقتصادى بين دول اليورو يتطلب تبنى سياسة مالية موحدة والتنازل عن بعض السلطات السيادية للمؤسسات الأوروبية .
وترى برلين ضرورة مناقشة هذه القضايا على نطاق واسع للحديث عن مستقبل أوروبا وهيكل منطقة اليورو، مع إيمانها بأن مكونات أى خطة لابد أن تطبق مع بعضها وليس كلاً على حدة .
وقال مسئول فى الاتحاد الأوروبى إن القادة الأوربيين يسعون جاهدين للخروج بخطة موسعة مشتركة وفقاً للمقترحات التى قدمت فى قمة الاتحاد الأوروبى الشهر الماضى .
وأضاف المسئول الأوروبى أن ألمانيا مستعدة للعب دور فى حل مشكلة اليورو لكن فى المقابل لابد أن تستعد باقى دول اليورو لتقديم سلطات وصلاحيات واسعة للمؤسسات المالية الأوروبية .
وأشار المسئول الأوروبى أيضاً إلى احتمال وجود بعض التغييرات فى المعاهدات الأوروبية وزيادة الالتزامات على الدول الأعضاء .
ولا تبدو الأفكار والاقتراحات الأخيرة حديثة، لكن طول فترة الأزمة وحدتها جعلا القادة الأوربيين يدركون أن طريقتهم السابقة فى علاج الأزمة لم تجد نفعاً فى الخروج من المأزق الراهن .
من جهة أخرى، لا توجد ضمانة واضحة أن الزعماء الأوربيين سيتغلبون على خلافاتهم التى أخفقوا من قبل فى تجاوزها . ويحاول القادة الأوربيون حل هذه المشاكل فى قمتهم المقبلة فى بروكسل المقرر لها يوما 28 و 29 يونيو الحالى .