من تراب الطريق‮ !‬ من همس المناجاة وحديث الخاطر (222)

من تراب الطريق‮ !‬  من همس المناجاة  وحديث الخاطر  (222)
جريدة المال

المال - خاص

11:33 ص, الأربعاء, 29 أغسطس 12

العالم الجديد الذى وضع الإسلام مفتاحه أمام الناس، عالم مفتاحه الإصرار على الوفاء والإصرار على الأمان من جانب المسلم .. الوفاء بالوعد الذى يعده المسلم لغير المسلم والإصرار على الأمان الذى يجير به المسلم غير المسلم ويبقى وفيا به ملتزما بمقتضياته إلى أن يبلغ غير المسلم مأمنه .. ظل المسلمون على ذلك وصاحبهم الوفاء والأمان فى مراحل تكوين إمبراطوريتهم وازدهار حضارتهم إلى أن دخلوا مع الناس فيما اصطلح عليه الناس وما زالوا فيه بآلامهم وآمالهم إلى اليوم .

 

قليلون من بقوا يتمسكون بحبل الوفاء والإيلاف .

 

قال شاعر من الزمن الأول :

 

أودك ودًّا ليس فيه غضاضةٌ : وبعض مودات الرجال سرابُ .

 

إذا ظهر الحق لم يبق معه غيره .

 

لا شىء يبرر فى أحكام الإسلام نقض العهود والمواثيق، حتى خيانة من اتفق وعاهد وخان .. لا يزين الإسلام للمسلمين بل يأبى عليهم أن يتخذوا من خيانة المعاهد ذريعة للتردى فى مثلها، وإنما لهم فقط أن يواجهوا خيانته بما يردها عليه ودون أن يتعدوا ذلك إلى الجور والتنكيل .. فــى القرآن الحكيم : «وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُواْ بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُم بِهِ وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ » (النحل 126).. وفى حديث رسـول القرآن : «من كان بينه وبين قوم عهد، فلا يحلنّ عهـداً، ولا يشدنه، حتى يمضى أمده أو ينبذ إليهم علـى سواء »..

 

أولى بالحصيف مع قصر أعمارنا ألا يصرف همه إلآّ فيما يرجو به رحَب المنقلب، وحُسْن المآب غداً .

 

الدين الخالص : هو ما خلا من الشرك الظاهر والشرك الخفى، وما خلا من شرك السرائر .

 

سُئِل الصوفى سهل بن عبدالله : أى شىء أشد على النفس؟ قال : الإخلاص، لأنه ليس لها للنفس فيه نصيب .

 

أمان الجوار للمسلم، لا يخرج منه أحد .. يعطى ويبذل للمسلم والكتابى ولغير الكتابى ، وللعربى ولغير العربى، الطريق الفسيح لأولئك أو غيرهم لاعتناق الإسلام والحرص عليه هو الثقة التامة فى كلمة المسلم ووعده وعهده، وفى جيرة وجوار يمنحه المسلم لإنسان يخاف حتى يبلغ مأمنه .. «وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّـهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ ». (التوبة /6).

 

قيل فى الزمن الأول : أريحو النفوس فإنها تصدأ كما يصدأ الحديد .

 

قال بعض الصوفية : لا يصلح لبساط الحق من أهمل فى الأحوال .

 

الزهد هو خلق القلب عما خلت منه اليد .

 

العارف سائر إلى الله تعالى بين جناحين : مشاهدة المنة من الله تعالى، ومطالعة عيوب نفسه .. فلا يسير إلاَّ بهما، كالطائر لا يطير إلاَّ بجناحين .

 

رجائى عطية

 

Email:[email protected]

 

www.ragaiattia.com

جريدة المال

المال - خاص

11:33 ص, الأربعاء, 29 أغسطس 12