ولابد من »فائض إحساس« غير عادي بالحقيقة لمن كان عالماً ـ قديماً أو حديثاً ـ بعلم أو أكثر من العلوم الطبيعية أو الكيمائية أو الطبية أو الهندسية أو الاجتماعية.
ولابد من »فائض إحساس« غير عادي بالجمال للفنان رساماً كان أو نحاتاً أو مصوراً أو بَنَّاءً أو ملحناً أو ممثلاً أو مخرجاً.. شاعراً كان أو ناثراً أو قصاصاً.. موسيقياً مؤلفاً كان أو عازفاً.. إيقاعياً كان أو راقصاً أو تعبيريا بأي نحو من الأنحاء..
> دخل الصوفي أبو علي الدقاق علي الإمام أبي بكر بن فورك يعوده في مرضه، فلما رآه أبو بكر دمعت عيناه. فقال له أبوعلي الدقاق: إن الله سبحانه وتعالي يعافيك ويشفيك
فقال له أبوبكر: »تراني أخاف من الموت ؟ إنما أخاف مما وراء الموت« !!
> قال ابن المبارك: »الذي يهيج الخوف حتي يسكن في القلب ـ دوام المراقبة في السر
والعلانية«.
> روي أبو بكر والرازي: أنه سمع ابراهيم بن شيبان يقول: »اذا سكن الخوف القلب أحرق مواضع الشهوات منه، وطرد رغبة الدنيا عنه«
>>>
> في زماننا نري الآلاف في المدارس والمعاهد يطلبون العلم والعلوم والآداب والفنون، ومنهم من ينال الشهادات الرفيعة والألقاب العلمية والدينية والفنية، ولكنهم لا ينالون »الموهبة« لأنها سجية مطبوعة قد تنمي بالدربة والممارسة، ولكنها لا تخلق ولا تكتسب مهما أنفق الدارس في قاعات العلم والفن والدراسة.
> تكاتب صديقان عز عليهما اللقاء وطالت وحشة الفراق، فقال أولهما: »قد قَسَّمك الله بين طرفي وقلبي، ففي مشهدك أنسي قلبي وفي عينيك لهو طرفي«.
فأجابه صديقه: »وقفت علي الفضل الذي به أخبرت، فسيان عليك رأيتني أم لم ترني، إذا كان بعضك يؤنس بعضاً فتسلو عني. ولكني أراك فيخشع قلبي وأغيب عنك فتدمع عيني، فسيان بين من سلا طول دهره، ومن حزن غاية ومنتهي عمره«!
> من اشتهت نفسه المعاصي فتركها لله عز وجل ـ قد امُتَحِنَ قلبه في تقواه واستحق وعد الرحمن أن يكون له مغفرة وأجر عظيم.
> قال بعض السلف: من خلقت فيه قوة واستعداد لشئ، كانت لذته في استعمال تلك القوة.
ومن خلقت فيه قوة العلم والمعرفة، كانت لذته في استعمال قوته وصرفها إلي العلم.
>>>
> إذا توارت المواهب أو أزيحت، جفت حياة الناس وتزايدت مشاقهم في مجتمع يستغرقهم بعاديات الأمور ويشغلهم بطعامهم وسكنهم وصحتهم وعملهم وأمنهم.. مهددين في ذلك بمغامرات ومجازفات المستغلين حملة المراتب أو »المواهب الرسمية« الزائفة !.. الذين بيدهم مرافق الدولة يديرونها بما شاءوا بلا فائض إحساس بل بلا إحسـاس وبلا شعور بالمسئولية وبلا محاسبة..
لا يردهم عما اعتادوا إلاّ الخوف إن كان له سبيل !!
> من الحكم العطائية: »وجدان ثمرات الطاعات عاجلا ـ بشائر العاملين بوجود الجزاء
عليها آجلا«
> من تراوده خواطر الشهوات والمعاصي فيشيح ويرغب عنها ـ إزداد محبة لأضدادها ورغبة وطلباً وحرصاً علي الإقبال علي الطاعات.
> قال بعض الصوفية: يا أيها الأعزل، احذر فراسة المتقي، فإنه يري عورة عملك من وراء ستر وفي الحديث: »اتقوا فراسة المؤمن، فإنه ينطق من وراء حجاب«.
>>>
> الأخلاق مصحوبة بالطاعة والتسليم ـ أيسر وأسهل من الأخلاق مع الفهم، ولكنها أقل خصوبة وحيوية وتفاعلا مع الروح والعقل، لأن الطاعة والتسليم بالأخلاق كمصدقات، لا بد منها تصديقاً واتباعا ينطويان علي موقف إيماني يتعرض مع الزمن للتجمد والتكلس.. وهذان يخمدان الروح والعاطفة والعقل !
> لله سبحانه علي عبده أمر أمره به، وقضاء يقضيه عليه، ونعمة ينعم عليه بها..
والقضاء إما مصائب وإما معائب.. وعبودية القضاء في المصائب هي في الصبرعليها ثم الرضا بها وهو أعلي، ثم الشكر عليها وهو أعلي المراتب.
أما في قضاء المعائب فعبوديته في الإقلاع عنها والتوبة منها.
أما عبودية النعم، فمعرفتها والاعتراف بها ثم العياذ بالله أن يقع في قلبه نسبتها إلي غير ربه أو إضافتها إلي سواه.. ومن لطائف التعبد بالنعم استكثار قليلها وإكثار الشكر عليها.
> قال بعض الصوفية: الرياضة والمجاهدة تذهبان الخبائث، ومن استرسل مع طبعه فهو من جنود الله، وفي القرآن المجيد »إِنَّ اللّهَ اشْتَرَي مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ «.
> من لاح له حال الآخرة، هان عليه فراق الدنيا.
> الصادق إذا هم، ألقي بين عينيه عزمه.