صلاح رفعت:
استحدثت المؤسسات المالية في الولايات المتحدة وبريطانيا أدوات مالية جديدة عبارة عن محافظ أسهم وسندات تصبح أقل مخاطرة كلما زاد عمر المستثمر واقترب من سن التقاعد.
وتأتي هذه الأدوات المالية الجديدة في اطار حركة متنامية في أسواق المال العالمية الكبري، تقودها شركات الخدمات المالية لتقديم منتجات مالية جديدة لجذب قطاعات أكبر من المستثمرين. ويحدث ذلك بعد أن لاحظت هذه الشركات كم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها المستثمرون طوال سنوات تعاملهم في البورصة ورغبتهافي توفير منتجات بحجم أقل من المخاطر حتي تتناسب مع كبر سن المستثمر.
وتحمل هذه المنتجات الجديدة عدة أسماء منها «دورة الحياة» “Life cycleس و«الاستحقاق المستهدف» Target Maturity .
وهي مصممة للمستثمرين الذين لا يرغبون في الانشغال بتغيير مكونات محافظهم المالية كل فترة بانتظام.
ومفهوم «دورة الحياة» بسيط فالمساهمون يكونون محافظ مالية تعتمد علي تاريخ تقاعدهم المحتمل سواء كان عام 2020 أو 2030 وهكذا، وتبدأ هذه المحفظة بحوالي %90 أسهم، ثم تتغير تدريجيا، حيث يتم بيع الأسهم وشراء سندات بدلا منها لأنها أقل مخاطرة كلما اقترب موعد تاريخ تقاعد المستثمر.
وعلي سبيل المثال فقد طرحت مجموعة فانجرد “Vanguard groupس منتجا من هذا النوع يستهدف تاريخا للتقاعد في عام 2045، وهو يبدأ بـ%90 من الأسهم و10 من السندات. وعند الوصول إلي عام 2045 سوف يتغير تركيب المحفظة ليكون %20 أسهم، و%75 سندات، و%5 للأدوات المالية في سوق النقد “Money-market accountsس. وطرحت مجموعة Vanguard هذا المنتج خلال الشهر الماضي، كما طرحت مؤسستا “Charles Schwabس وسT.Rowepriceس منتجات مالية مماثلة قبل عدة أشهر، وتم بيع هذه المنتجات من خلال برامج «خطط تقاعد المستثمرين» وإن كانت متاحة أيضا أمام باقي المستثمرين الباحثين عن استثمار أكثر أمانا وأقل مخاطرة.
وتتشابه هذه المنتجات الجديدة مع منتجات أخري متداولة في أسواق المال العالمية الكبري مثل فتح «أسلوب الحياة» life style ، وهو منتج مالي يتماشي مع شخصية المستثمر، وما إذا كان شخصية معتدلة أو عدائية، وإن كانت المنتجات الأخيرة لا تتجه لتغير مكوناتها لتكون أكثر أمانا، وأقل خطورة بمرور الزمن.
وحققت هذه المنتجات المالية (دورة الحياة وأسلوب الحياة) قفزة في الأموال المستثمرة فيها، فقد قفز حجم الاستثمارات بها من 21,63 مليار دولار عام 1999 إلي 39,13 مليار هذا العام وفقا لما أعلنته مؤسسة “Finacial Researchس.
أصبحت هذه المنتجات الجديدة «بيزنس» كبيرا لشركات الخدمات المالية، فعلي سبيل المثال فإن محفظتي شركة Fidelity Investment الخاصة بعامي 2010 و2020 تعتبران اثنين من أفضل 5 منتجات مالية أكثر مبيعا للشركة.
كما بدأ عدد من الشركات الضخمة في عرض هذه المنتجات المالية الجديدة علي موظفيها المنتظر تقاعدهم قريبا حتي يستثمروا فيها أموالهم بعد التقاعد، وقد رحب هؤلاء الموظفون بتلك المنتجات مؤكدين أن معلوماتهم محدودة للغاية في كيفية إدارة المحافظ المالية، وأنهم لا يرغبون في خسارة أموالهم، لذا فستكون هذه المنتجات المالية مناسبة بدرجة أكبر بالنسبة لهم.
وعن امكانية قيام شركات خدمات مالية مصرية بطرح مثل هذه المنتجات المالية الجديدة في البورصة المصرية قال ماجد شوقي، رئيس وحدة أسواق المال بالمكتب الفني لوزير التجارة الخارجية وعضو مجلس إدارة بورصتي القاهرة والإسكندرية إن ذلك ممكن بل إنه رحب بهذه المنتجات الجديدة قائلا: «إنها قد تعمل علي تنشيط البورصة» وإن كان يري أن طرحها قد يتطلب تنشيط الاقتصاد المصري، وحدوث نشاط علي الأسهم المتداولة بالفعل في البورصة.
وتأتي أهمية طرح هذه المنتجات الجديدة من وجهة نظر ماجد شوقي في أنها ستمثل تشكيلة في محفظة مستثمري البورصة تضمن قدرتهم علي تلقي كافة المخاطر المحتملة.. كما ستحفز السوق للعمل بكفاءة أكبر ليس بصورة عملية فقط، ولكن بصورة معنوية أيضا.
ويؤكد «ماجد» أن هذه المنتجات في حالة طرحها فسوف تعمل علي جذب فئات جديدة من المستثمرين، وسوف تزيد السيولة في السوق بصورة طبيعية وأنه كلما زادت السيولة، قلت المخاطر بالنسبة للمتعاملين، خاصة مخاطر خروجهم من السوق، كما أن زيادة السيولة تؤدي إلي انخفاض المضاربة علي الأسهم، كما ستسمح بظهور شركات خدمات مالية جديدة.
ويري ماجد شوقي أن البورصة المصرية مؤهلة من الناحية التشريعية والتنظيمية والبنية الأساسية لاستيعاب هذه المنتجات.
أما عمرو القاضي رئيس مجلس إدارة شركة هيرمس للسمسرة وتداول الأوراق المالية فيخالفه الرأي ويري أن السوق المصري غير قادر علي التعامل في مثل هذه المنتجات، ويقول إن الأسواق العالمية التي تم طرح هذه المنتجات الجديدة فيها متقدمة للغاية، والمستثمرون هناك علي وعي كبير وخبرة طويلة في التعامل مع كافة المنتجات المالية التي تطرحها شركات الخدمات المالية.
وإن كان «القاضي» يرحب بكل اقتراح أو منتج قد يعمل علي تنشيط البورصة المصرية، وزيادة كفاءتها.. مؤكدا أنه مازال هناك مزيد من الوقت للتفكير في امكانية طرح هذه المنتجات.
استحدثت المؤسسات المالية في الولايات المتحدة وبريطانيا أدوات مالية جديدة عبارة عن محافظ أسهم وسندات تصبح أقل مخاطرة كلما زاد عمر المستثمر واقترب من سن التقاعد.
وتأتي هذه الأدوات المالية الجديدة في اطار حركة متنامية في أسواق المال العالمية الكبري، تقودها شركات الخدمات المالية لتقديم منتجات مالية جديدة لجذب قطاعات أكبر من المستثمرين. ويحدث ذلك بعد أن لاحظت هذه الشركات كم الضغوط الهائلة التي يتعرض لها المستثمرون طوال سنوات تعاملهم في البورصة ورغبتهافي توفير منتجات بحجم أقل من المخاطر حتي تتناسب مع كبر سن المستثمر.
وتحمل هذه المنتجات الجديدة عدة أسماء منها «دورة الحياة» “Life cycleس و«الاستحقاق المستهدف» Target Maturity .
وهي مصممة للمستثمرين الذين لا يرغبون في الانشغال بتغيير مكونات محافظهم المالية كل فترة بانتظام.
ومفهوم «دورة الحياة» بسيط فالمساهمون يكونون محافظ مالية تعتمد علي تاريخ تقاعدهم المحتمل سواء كان عام 2020 أو 2030 وهكذا، وتبدأ هذه المحفظة بحوالي %90 أسهم، ثم تتغير تدريجيا، حيث يتم بيع الأسهم وشراء سندات بدلا منها لأنها أقل مخاطرة كلما اقترب موعد تاريخ تقاعد المستثمر.
وعلي سبيل المثال فقد طرحت مجموعة فانجرد “Vanguard groupس منتجا من هذا النوع يستهدف تاريخا للتقاعد في عام 2045، وهو يبدأ بـ%90 من الأسهم و10 من السندات. وعند الوصول إلي عام 2045 سوف يتغير تركيب المحفظة ليكون %20 أسهم، و%75 سندات، و%5 للأدوات المالية في سوق النقد “Money-market accountsس. وطرحت مجموعة Vanguard هذا المنتج خلال الشهر الماضي، كما طرحت مؤسستا “Charles Schwabس وسT.Rowepriceس منتجات مالية مماثلة قبل عدة أشهر، وتم بيع هذه المنتجات من خلال برامج «خطط تقاعد المستثمرين» وإن كانت متاحة أيضا أمام باقي المستثمرين الباحثين عن استثمار أكثر أمانا وأقل مخاطرة.
وتتشابه هذه المنتجات الجديدة مع منتجات أخري متداولة في أسواق المال العالمية الكبري مثل فتح «أسلوب الحياة» life style ، وهو منتج مالي يتماشي مع شخصية المستثمر، وما إذا كان شخصية معتدلة أو عدائية، وإن كانت المنتجات الأخيرة لا تتجه لتغير مكوناتها لتكون أكثر أمانا، وأقل خطورة بمرور الزمن.
وحققت هذه المنتجات المالية (دورة الحياة وأسلوب الحياة) قفزة في الأموال المستثمرة فيها، فقد قفز حجم الاستثمارات بها من 21,63 مليار دولار عام 1999 إلي 39,13 مليار هذا العام وفقا لما أعلنته مؤسسة “Finacial Researchس.
أصبحت هذه المنتجات الجديدة «بيزنس» كبيرا لشركات الخدمات المالية، فعلي سبيل المثال فإن محفظتي شركة Fidelity Investment الخاصة بعامي 2010 و2020 تعتبران اثنين من أفضل 5 منتجات مالية أكثر مبيعا للشركة.
كما بدأ عدد من الشركات الضخمة في عرض هذه المنتجات المالية الجديدة علي موظفيها المنتظر تقاعدهم قريبا حتي يستثمروا فيها أموالهم بعد التقاعد، وقد رحب هؤلاء الموظفون بتلك المنتجات مؤكدين أن معلوماتهم محدودة للغاية في كيفية إدارة المحافظ المالية، وأنهم لا يرغبون في خسارة أموالهم، لذا فستكون هذه المنتجات المالية مناسبة بدرجة أكبر بالنسبة لهم.
وعن امكانية قيام شركات خدمات مالية مصرية بطرح مثل هذه المنتجات المالية الجديدة في البورصة المصرية قال ماجد شوقي، رئيس وحدة أسواق المال بالمكتب الفني لوزير التجارة الخارجية وعضو مجلس إدارة بورصتي القاهرة والإسكندرية إن ذلك ممكن بل إنه رحب بهذه المنتجات الجديدة قائلا: «إنها قد تعمل علي تنشيط البورصة» وإن كان يري أن طرحها قد يتطلب تنشيط الاقتصاد المصري، وحدوث نشاط علي الأسهم المتداولة بالفعل في البورصة.
وتأتي أهمية طرح هذه المنتجات الجديدة من وجهة نظر ماجد شوقي في أنها ستمثل تشكيلة في محفظة مستثمري البورصة تضمن قدرتهم علي تلقي كافة المخاطر المحتملة.. كما ستحفز السوق للعمل بكفاءة أكبر ليس بصورة عملية فقط، ولكن بصورة معنوية أيضا.
ويؤكد «ماجد» أن هذه المنتجات في حالة طرحها فسوف تعمل علي جذب فئات جديدة من المستثمرين، وسوف تزيد السيولة في السوق بصورة طبيعية وأنه كلما زادت السيولة، قلت المخاطر بالنسبة للمتعاملين، خاصة مخاطر خروجهم من السوق، كما أن زيادة السيولة تؤدي إلي انخفاض المضاربة علي الأسهم، كما ستسمح بظهور شركات خدمات مالية جديدة.
ويري ماجد شوقي أن البورصة المصرية مؤهلة من الناحية التشريعية والتنظيمية والبنية الأساسية لاستيعاب هذه المنتجات.
أما عمرو القاضي رئيس مجلس إدارة شركة هيرمس للسمسرة وتداول الأوراق المالية فيخالفه الرأي ويري أن السوق المصري غير قادر علي التعامل في مثل هذه المنتجات، ويقول إن الأسواق العالمية التي تم طرح هذه المنتجات الجديدة فيها متقدمة للغاية، والمستثمرون هناك علي وعي كبير وخبرة طويلة في التعامل مع كافة المنتجات المالية التي تطرحها شركات الخدمات المالية.
وإن كان «القاضي» يرحب بكل اقتراح أو منتج قد يعمل علي تنشيط البورصة المصرية، وزيادة كفاءتها.. مؤكدا أنه مازال هناك مزيد من الوقت للتفكير في امكانية طرح هذه المنتجات.