خالد بدر الدين
يحذر جورج سوروس رجل الأعمال البريطانى الذى من أصل هنغارى أمريكى الاتحاد الأوروبى بأنه يقترب من التفكك وربما ينهار بسبب تزايد نفوذ الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وقد يسير فى نفس الطريق الذى أدى إلى تفكك الاتحاد السوفيتى فى بداية التسعينيات.
ويحذر أيضا الملياردير سوروس ( 86 سنة ) من أن الديموقراطية تواجه أزمة مع ابتعاد الناخبين فى الدول المتقدمة عن الأحزاب السياسية وإن معظم المواطنين يشعرون بأن النخب سرقت الديموقراطية منهم فى تحذير واضح للاتحاد الأوروبى هذا العام بعد أن فشل الزعماء المنتخبين فى تلبية توقعات وطموحات الناخبين المشروعة مما أدى إلى انخسار ثقتهم فى النسخ السائدة للديموقراطية و الرأسمالية حول العالم.
وذكرت صحيفة إيكسبريس البريطانية أن جورج سوروس الذى استطاع بمضارباته فى أسواق العملات العالمية أن يحقق ثروة تقدر حاليا بأكثر من 24.9 مليار دولار ينتقد الآن انعدام القواعد التنظيمية فى الأسواق العالمية وعدم قدرة الحكومات على إعادة توزيع الثروات ويرى إن المجتمعات المفتوحة تواجه أزمة بينما هناك صعود واضح للمجتمعات المنغلقة بأشكالها المتعددة من الديكتاتورية الفاشية إلى حكومات المافيا.
ورغم أن جورج سورس كان من أشد المؤيدين للاتحاد الأوروبى لكنه يدير ظهره الآن لهذا الاتحاد بزعم أنه بعد الأزمة المالية العالمية عام 2008 تحولت العلاقة بين الأنداد إلى علاقة بين مقرضين ومقترضين أو دائنين ومدينين وهى علاقة غير عادلة ولا ندية لدرجة أن خصوم الديموقراطية استغلوها لنشر السخط على الرأسمالية وعدم قدرة الحكومات على إعادة توزيع الثروات بمساواة وعدالة.
وانتقد سوروس ألمانيا لأنها لا تفكر إلا فى مصلحتها فقط ولا يهمها مصالح دول اليورو ولا أعضاء الاتحاد الأوروبى لدرجة أنه اتهم أنجيلا ميركيل بالفشل فى اتخاذ المنظور الأوروبى الواسع بعد الانهيار المالى فى 2009 حيث أكدت المستشارة أنجيلا على أن كل دولة عليها أن ترعى مصالحها بنفسها ودون مساعدة من أحد مما جعل مؤسسات الاتحاد الأروبى بلا جدوى.
ويؤكد أيضا سوروس أنه لا يوجد أمل فى الرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب الذى يراه ديكتاتور قادما يحكم أمريكا ويخشى من أنه قد يساعد بوتين لجعل أوروبا تخضع لنفوذ روسيا وأن سيادة بوتين على أوروبا ستصبح أمرا واقعا.