![]() |
أطلقت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان مبادرة ثقافية جديدة لإنشاء خمس مكتبات عامة، فى الأحياء الشعبية بالقاهرة والأقاليم، بتمويل من قيمة الجائزة الدولية التى حصل عليها مدير الشبكة جمال عيد فى نوفمبر 2011 ، باسم جائزة المدافع عن الكرامة الإنسانية من مؤسسة الكرامة الإنسانية فى ألمانيا، وتضم المكتبات سلاسل مختلفة من الكتب فى العديد من المجالات، وتستقبل المكتبات الأطفال من سن ست سنوات .
قال جمال عيد، مدير الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، إن الشبكة أقامت عدداً من المكتبات وأطلقت عليها مسمى «مكتبات الكرامة » وهى مجموعة من المكتبات العامة فى بعض الأحياء الشعبية والأقاليم المختلفة وأقاموا المكتبة الأولى فى دار السلام خلال شهر مايو الماضى، وبعد ذلك أقاموا مكتبة بالزقازيق فى شهر يوليو، وفى أغسطس أقاموا المكتبة الثالثة فى مركز الصف بالجيزة وستقام المكتبة الرابعة فى بولاق الدكرور خلال الأيام القليلة المقبلة، وبعد ذلك سيتم افتتاح المكتبة الخامسة فى أحد الأحياء الشعبية التى لم يتم اختيارها بعد .
وأوضح أن الاقبال على هذه المكتبات من قبل الجماهير كان أكثر، مما كانوا يتوقعون، وبدأت الجماهير تتفاعل معها من خلال بعض الأنشطة الثقافية والفنية الأخرى فبدأت تجرى مسابقات فى الأدب والشعر والقصة والرسم، وكذلك بدأت بعض الفعاليات الأخرى كعروض الأفلام التسجيلية والروائية بمكتبة دار السلام التى ازداد نشاطها فى الفترة الأخيرة .
وأكد أن المكتبات عامة، وليست تجارية تهتم بجميع الثقافات، ولفت إلى أنهم قاموا بشراء عدد كبير من الكتب من دور نشر مختلفة فى العديد من المجالات، كما أن عدداً من دور النشر مثل «الشروق » و «ميريت » و «دار الياسمين » تبرعت بمجموعات مختلفة من الكتب دعماً لفكرة المكتبة الشعبية، وذلك إضافة إلى عدد من الشخصيات العامة والكتاب الذين تبرعوا أيضاً بمجموعات مختلفة من الكتب مثل الدكتور عماد أبوغازى، الوزير السابق، والروائى إبراهيم عبدالمجيد، والإعلامية هالة سرحان، والكاتب بلال فضل، والدكتورة هبة رؤوف .
ورحب الدكتور عماد أبوغازى بمبادرة الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان، قائلاً : «عرفت بالمبادرة وقدمت مجموعة من الكتب دون تفكير، لأن فكرة إنشاء مكتبة جديدة هو مكسب مهم للثقافة ويمثل إضافة حقيقية للمجتمع، خاصة لو أن هذه المكتبات فى مكان شعبى لأنها ستجذب من يجب أن يقرأ، ودعا جميع الكتاب إلى ضرورة المساهمة فى دعم هذه المكتبات بما يتاح لهم .
وعن توقعاته لنجاح التجربة من عدمها، قال إنه لا ينبغى الحديث عن نجاح أو فشل التجربة، وأن نترك الأمر الآن وسوف تعبر التجربة عن نفسها .
ومن جانبه أيد الكاتب فؤاد قنديل، تجربة «مكتبات الكرامة » لافتاً إلى أنه جميل أن تكون هناك مكتبة فى كل شارع فى مصر ليتوافر الكتاب للجميع وأن يكون على مسافة قريبة منهم، كما يجب ألا نجد أحداً يعانى فى البحث عن الكتاب وأن يكون سعره فى متناول الجميع .
ودعا إلى ضرورة تجنب البيروقراطية فى إدارة المكتبات، وأن تكون هناك دورات تدريبية لمن سيقومون بالعمل فى الفهرسة واستقبال القراء، كما ينبغى أن يلتزم «أمين المكتبة » بالتعامل الجيد مع القراء .
وأضاف قنديل أن ضمان نجاح هذه المكتبات يرتبط فى الأساس بالدعاية لها فى الأحياء والأماكن الموجودة بها مع محاولة استخدام كل الوسائل المختلفة لجذب الرواد إلى المكتبة، كما لفت إلى أهمية التوعية داخل هذه المكتبات من أهمها احترام الفتيات داخل المكتبة وإقامة العديد من الفعاليات الثقافية والفنية المختلفة .
وأكد الشاعر فارس خضر، أن فكرة نشر الثقافة بمفهومها الواسع والعام فكرة جيدة، ولكن نخشى وجود فصيل إسلامى داخل الأماكن الثقافية لنشر أفكار معينة بأغراض مختلفة مع ترويج خليجى لهذه الأفكار، ولابد أن يكون لهذه المكتبات نمط ثقافى محدد تسير عليه وأن تعتمد على استراتيجية معينة فى نشر ثقافات محددة تنأى عن التخلف والفتنة .
أما عن وجود هذه المكتبات فى الأماكن الشعبية فلفت خضر إلى أن هذه الأماكن لا يصل إليها الغذاء فكيف يبحثون عن الكتاب دون أن توفر الدولة لهم ذلك بشكل محترم؟