لا يمكن الحديث عن جريدة «المال» فى مناسبة احتفالها بمرور خمسة عشر عاماً على صدورها- من غير الإشارة إلى الجندى غير المجهول فيما وصلت إليه من رقى ورصانة وعلمية.. منذ تبنى «حازم شريف» فكرتها.. والتخطيط لنهجها.. ولتوفير مصادر تمويلها المحدودة.. وفى اختيار وتدريب العناصر الشابة الفاعلة لإدارتها إلى جانبه، وإلى غير ذلك من أعباء تحمل «حازم» فى سبيلها الكثير من الجهود المضنية- إلى اليوم- ذلك عبر مراحل متغيرة من جريدة أسبوعية إلى إصدارها اليومى.. ولما تتضمنه من ملاحق متخصصة، ما جعلها الأسبق عن نظرائها من الصحف المتخصصة فى الحصول على حق الامتياز للتغطية الإعلامية فى العديد من المؤتمرات النوعية، سواء على المستوى المحلى أو الدولى، ما ر سخ فى إدارتها الثقة بالنفس التى أعانتها على عبور العثرات المالية- كشأن مختلف الصحف المصرية- فى السنوات الأخيرة- لا تزال.
نعم، قد يكون من الواجب ألا يتجاوز الحديث عن ملحمة إصدار جريدة المال واستمرارها.. من دون أن تعود الذاكرة إلى مطلع التسعينيات حيث كان أول لقاء مع «حازم» عند زيارته لأحد أقربائه فى المجلس الأعلى للثقافة الذى شرفت آنئذ بإدارة أماناته الفنية، وليتطرق الحديث مع «المهندس الزائر» إلى شغفه للعمل الصحفى نظراً لميوله السياسية والأيديولوجية، ولأعرض عليه الالتحاق بالعمل فى إحدى الصحف الاقتصادية الناشئة وقتئذ، وقد كان، فلم يمض غير سنوات حتى تبزغ كفاءته بين أقرانه.. وفى أوساط المال والأعمال فى داخل مصر وخارجها، وليبدأ مع مطلع القرن الجديد التفكير فى إصدار جريدة المال- بتؤدة ومثابرة وعلى أسس علمية- لتصدر بالفعل رغم إمكانياتها المالية المحدودة للغاية- أول أعدادها- فى مارس 2003، ولتصبح سريعاً ملء السمع والبصر فى الأوساط المتخصصة- الاقتصادية والإعلامية- جزاءً وفاقاً لجهد وعرق مبذول طوال الخمسة عشر عاماً السابقة.. التى أنتهز الاحتفال بذكراها لتحية العاملين بها- الراحلين ومن لا يزالون يبذلون فى سبيلها الجهد- متمنياً لهم التوفيق والسداد.