مع دمج بنكي‮ »‬التجاري الدولي‮« ‬و»العربي الإفريقي‮«‬ ارتفاعات كبيرة في أسعار أسهم البنوك

مع دمج بنكي‮ »‬التجاري الدولي‮« ‬و»العربي الإفريقي‮«‬ ارتفاعات كبيرة في أسعار أسهم البنوك
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 6 يناير 08

أحمد مبروك:

 صفقة دمج »البنك العربي الإفريقي الدولي« في »البنك التجاري الدولي« الأنظار إلي قطاع البنوك داخل البورصة بشكل عام وإلي أسهم »التجاري الدولي« بشكل خاص. وقد انعكس ذلك علي أسعار أسهم القطاع التي حقق معظمها ارتفاعات كبيرة بلغت ذروتها في »التجاري الدولي« و»الأهلي سوسيتيه جنرال« و»كريدي أجريكول«. ولفت الخبراء إلي أن الصفقة تبعث علي الطمأنينة لدي المحافظ الاستثمارية والتي تشكل البنوك شريحة هامة من استثماراتها حيث لا تخلو محفظة متوسطة المدي تقريبا من أسهم بعض البنوك ولاتخلو محفظة بشكل عام من سهم »البنك التجاري الدولي« والذي يمثل ثقلا ويقدم دعما لهذه المحافظ ويحميها إلي جانب أسهم البنوك الأخري من الردات العكسية الضارة.


 
وأشار الخبراء إلي زيادة الإقبال علي أسهم البنوك خلال الفترة الأخيرة وهو ما أدي إلي زيادة أسعارها ووفرة في السيولة عليها. وقالوا إن عملية الدمج سينتج عنها كيان مصرفي قوي سيستحوذ علي شريحة كبيرة للغاية من حصص الودائع داخل السوق المصرفية تصل نسبتها إلي ما بين %9.6 و%9 من إجمالي الحصص السوقية للقروض.
 
وأشار الخبراء إلي أن سهم »البنك التجاري الدولي« CIB ، سوف يستمر في قيادته لقطاع البنوك داخل البورصة مؤكدين أن عملية الدمج من شأنها أن تعزز من قدرته علي تحقيق ارتفاعات متتالية في البورصة مع زيادة قدرته علي التوسع اللاإقليمي إلي جانب تقييمات عادلة جديدة لسعر السهم.
 
يقول مصطفي حسين- إدارة المعاملات الخارجية في شركة »بايونيرز«- إن عملية الدمج من شأنها أن ترفع القيمة العادلة للسهم حيث إن »البنك العربي الأفريقي الدولي« بنك كبير ويحقق معدلات نمو قوية وواعدة كما أن كل المستثمرين يسعون للدخول في السوق المصرية من أجل شراء البنوك المحلية نظرا للنمو الذي حققه ذلك القطاع في الفترة الأخيرة.
 
وأظهر مؤشر قطاع البنوك داخل البورصة المصرية نشاطا ملحوظا خلال العام الحالي وحقق ارتفاعا من 999.44 نقطة إلي 1599 نقطة أي حقق نسبة ارتفاع تقدر بأعلي من %50 خلال العام الحالي ويرجع الخبراء ذلك لعمليات الاندماج والاستحواذ الناجحة التي قامت بها البنوك خلال الفترة الأخيرة، ومن أبرز الأسهم التي حققت ارتفاعات ملحوظة خلال العام الحالي داخل قطاع البنوك سهم »البنك الوطني للتنمية« الذي حقق طفرة في أرباحه تقدر بحوالي %168 و»بنك التعمير والإسكان« الذي حقق أرباحا تقدر بحوالي %89و»بنك فيصل الإسلامي« الذي حقق نموا في الأرباح بحوالي %170 و»البنك التجاري الدولي« الذي حقق %67 ارتفاعا في أرباحه و»البنك الأهلي سوسيتيه جنرال« الذي حقق %28 زيادة في أرباحه خلال هذا العام.

 
وأشار عوني عبد العزيز رئيس شركة »وديان للأوراق المالية« إلي أن قوة الجهاز المصرفي المصري تكمن في قوة البنوك العاملة بداخله وليس بعددها، لافتا إلي أن قانون البنوك الموحد الصادر من البنك المركزي المصري الذي تضمن شرط الملاءة المالية أدي إلي تقليص عدد البنوك العاملة داخل القطاع وهو ما عزز القاعدة الرأسمالية لها.

 
وكشفت أحدث احصائيات حصلت عليها »المال« أن البنك التجاري الدولي احتل المرتبة الأولي بين البنوك الخاصة في القطاع المصرفي في الربعين الثاني والثالث علي التوالي في 2007 من حيث حجم الحصص السوقية في الودائع والقروض، حيث سجل »البنك التجاري الدولي« في الربع الثاني لعام 2007 نسبة %5.2 من الحصص السوقية للودائع بينما سجل نسبة %5.8 من الحصص السوقية للودائع في ا لربع الثالث. أما في مجال القروض فسجل نسبة %5.6 في الربع الثاني ونسبة %5.5 في الربع الثالث.

 
أما في جانب الأصول التي يملكها البنك في 30 ديسمبر 2007 فقد بلغت قيمة إجمالي الأصول 44.2 مليار جنيه مصري مقارنة بـ37.5  مليار جنيه مصري في 31 ديسمبر العام الماضي. أما عن إجمالي الالتزامات فقد ارتفعت من 34.1 مليار جنيه إلي 40.1 مليار جنيه في 30 ديسمبر 2007.

 
وبلغ مضاعف ربحية البنك التجاري الدولي 16.07 في حين حقق مضاعف القيمة الدفترية 4.86.

 
واحتل »البنك العربي الافريقي الدولي« المرتبة الثالثة بين البنوك الخاصة في القطاع المصرفي المصري من حيث الحصص السوقية في الودائع خلال الربع الثاني من 2007 بنسبة %0.7 والربع الثالث بنسبة %3.8. وفي مجال الودائع احتل المركز الرابع بنسبة %3.5 في الربع الثالث من 2007 ونسبة %0.5 في الربع الثاني من نفس العام.

 
وحقق البنك العربي الأفريقي الدولي نموا في صافي الأرباح خلال التسعة أشهر الأولي بنسبة %54.8 حيث بلغت الأرباح 88.325 مليون دولار مقارنة بنحو 57.064 مليون دولار خلال نفس الفترة من 2006.

 
وأشار عصام مصطفي المستشار المالي والمشرف علي قطاع البحوث لشركة »نماء« إلي أنه سينتج عن هذا الدمج إنشاء كيان جديد كبير في الجهاز المصرفي المصري كما أبدي تخوفا من تأثير التوسع في التواجد الأجنبي في القطاع المصرفي المصري.

 
أما عن تأثير تلك العملية علي سهم »البنك التجاري الدولي« فالكيان الجديد سيؤثر علي تقدير نظرية السهم حيث إن السعر هو مؤشر السهم لذا يتوقع الخبراء أن يرتفع سعر السهم.

 
وقال هشام توفيق عضو مجلس إدارة شركة »نعيم« إن سعر السهم ارتفع بمجرد انتشار الخبر الخاص بإجراء المفاوضات حول اندماج البنكين.. فماذا لو تم الدمج فعلا؟ مؤكداً سيرتفع ارتفاعا ملحوظا.

 
وأشار إلي أن شركة نعيم تعمل علي إصدار تقييم للقيمة العادلة لسهم »البنك التجاري الدولي« خلال أسبوعين وأن تقدير HSBC للقيمة العادلة لسهم البنك التجاري الدولي 108 جنيها في 19 ديسمبر 2007 يعتبر مبالغا فيه حيث كان الفرق بين القيمة العادلة وسعر السهم %24.42 مرجعا ذلك إلي تأثير عملية الدمج المرتقبة.

 
وقامت المجموعة المالية »هيرمس« في 14 أغسطس 2007 بتقييم القيمة العادلة لنفس السهم بحوالي %10.85 وهي أعلي من سعر السهم في ذلك التاريخ، وقامت شركة »برايم لتداول الأوراق المالية« بتقييم القيمة العادلة في 2 أغسطس 2007 بحوالي %9.61 أعلي من سعر السهم في ذاك الوقت، ويتضح من ذلك وجود فرق بأكثر من %14 زيادة عن سعر السهم في القيمة العادلة نتيجة لعملية الاندماج المرتقب.

 
وقال حسين الشربيني العضو المنتدب لشركة »اتش إس« إن سعر السهم سيرتفع عقب عملية الدمج نظرا لتأثير القيمة المضافة التي ستنتج عن إضافة »البنك العربي الأفريقي الدولي« »للبنك التجاري الدولي«، وبالفعل ارتفع سعر السهم بحوالي 15جنيها تقريبا منذ الإعلان عن المفاوضات بين البنكين حيث وصل السهم إلي 92 جنيها في إغلاق الخميس 2007/12/27 وصل أعلي طلب علي ذلك السهم إلي 100 جنيه في تلك الجلسة.

 
ولم يستبعد سيف عوني، منفذ عمليات لشركة وديان للسمسرة، وصول سعر سهم البنك التجاري الدولي إلي ارتفاعات قوية بعد عملية الاندماج مبررا توقعاته بأن معظم عمليات الاندماج التي تمت في السوق المصرية رفعت سعر أسهم المؤسسات القائمة بعمليات الدمج لأعلي وزيادة سعرها.

 
أما عن الغموض المصاحب لتلك العملية – دمج ا لبنكين – قال عوني إنه لا يوجد شيء واضح بخصوص عملية الدمج أو بخصوص الإجراءات أو الميعاد المحدد لتنفيذ تلك العملية نظرا لاتفاق البنكين علي عدم تسريب المعلومات. وذلك الغموض ترجع مسئوليته علي عاتق إدارة الإفصاح التابعة للبورصة المصرية، تلك المسئولة عن تطبيق مبدأ الشفافية والوضوح بين المتعاملين في البورصة المصرية.

 
وأضاف حسين الشربيني أن الكيان الجديد سيجمع خلاصة القدرات ومراكز القوي والمميزات وخبرات العاملين والإدارة للبنكين، لذا سيكون بمثابة أقوي كيان داخل القطاع المصرفي المصري بعيدا عن القطاع الحكومي.

 
وقال الدكتور محمد الصهرجتي العضو المنتدب لشركة »سوليدير« إنه من الصعب التكهن بتأثير عملية الدمج علي الأسعار نظرا لعدم كفاية المعلومات وقال: إننا نحتاج لتحليلات وتقييمات وذلك صعب الحصول عليه بسبب اتفاق البنكين علي اتباع منهجية التكتم في تلك الصفقة.
 
وحول تأثير الكيان الجديد علي القطاع المصرفي المصري قال الصهرجتي: بافتراض أن عملية الدمج تمت بالأصول المتفق عليها والجاري اتباعها، نتوقع التأثير الإيجابي علي القطاع المصرفي المصري من الناحية الهيكلية (الكيان الجديد) من حيث إنه كيان سيصبح قادراً علي المنافسة العالمية والزيادة من قدرة البنك في التوسع الإقليمي .واستبعد عصام مصطفي أن تشجع عملية الدمج باقي البنوك علي القيام بعمليات دمج واستحواذ أخري بغرض إنشاء كيان قادر علي منافسة الكيان الذي سينتج عن عملية دمج »البنك التجاري الدولي« و»البنك العربي الإفريقي الدولي« نظرا لأن باقي البنوك جنسياتها مختلفة وذات مرجعيات مختلفة وتتبع استراتيجيات غير واضحة.

جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 6 يناير 08