معدلات الجريمة بمصر.. مرتفعة عنيفة «صيفًا» وهادئة «شتاءً»

ترتفع جرائم العنف مع درجات الحرارة حسبما أكد خبراء.

معدلات الجريمة بمصر.. مرتفعة عنيفة «صيفًا» وهادئة «شتاءً»
أماني عوض

أماني عوض

3:27 م, السبت, 3 أغسطس 19

عادة ما ترتبط معدلات خاصة جرائم العنف ومنها «القتل» بفصول العام وارتفاع درجات الحرارة، ما يجعلها تصل لنسب غير مسبوقة في فصل الصيف، بحسب تأكيدات خبراء بالمجال الأمني والبحث الجنائي والاجتماعي لـ «المال»، ما يفسر بذلك تزايد وتيرة الجرائم خلال شهر يوليو.

سهير عبدالمنعم: أنماط الجريمة تختلف في فصول العام.. وتزداد بالاحتكاك

بداية، قالت الدكتورة سهير عبد المنعم، أستاذ المعاملة الجنائية بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن أنماط الجريمة تختلف في فصول العام، خاصة جرائم العنف أو المرتبطة بالاحتكاك، وترتفع في أوقات الصيف نظرًا لأن الحر يؤثر على الأشخاص ويجعلهم عصبيين، مع انخفاض قدرتهم على التحمل والتواصل مع الغير.

الخلافات الزوجية والسب والقذف أبرزها

وتابعت من بين تلك الجرائم المرتبطة بفصول الصيف «السب والقذف، الاعتداء على الغير، التحرش، الخلافات الزوجية والأسرية»، حيث تجد ارتفاعًا في البلاغات الخاصة بها في محاضر الشرطة.

القاهرة والجيزة أكثر المحافظات

ورأت عبدالمنعم، أن القاهرة والجيزة أعلى المحافظات المعرضة لتواجد تلك الجرائم، نظرًا لزيادة الاحتكاك والازدحام، وارتفاع عدد السكان ما يجعل أخلاق الفوضى والعنف تتواجد بتلك الأماكن المزدحمة.

وأكدت عبدالمنعم، أن فلسفة القبح تختلف من مكان إلى آخر، فساكني المناطق الحضرية كالقاهرة والجيزة يشعرون بالاغتراب، على عكس المناطق الريفية الذين يشعرون بالسند، ما يجعل ذلك يؤثر في سلوكهم.

وضربت مثالًا بالمدن الساحلية ومنها الإسكندرية، التي تزدحم في فصول العام، لكن معدل الجريمة فيها ينخفض، نظرًا لأن المتواجدين بها ذهبوا للفسحة والتنزه ما يجعل قدرتهم على تقبل الآخر ترتفع.

الحل في الأماكن الترفيهية

وأكدت أنه كلما ارتفعت الأماكن الترفيهية، خاصة المجانية كان هناك متنفسًا لتقليل الضغوط التي يقع فيها المواطنين، ما يجعل أنماط الشخصية العنيفة تنخفض.

وطالبت بتزويد أماكن التريض والموسيقي المجانية والترفيهية في الأماكن المزدحمة بالسكان لتقليل الضغوط والأعباء على المواطنين.

فتحي قناوي: مرتبطة بدرجات الحرارة

من جانبه، أوضح الدكتور فتحي قناوى، أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، أن شهور الصيف ترتفع فيها معدلات الجريمة مقارنة بباقي شهور العام، نظرًا لارتفاع درجات الحرارة، وضغوط الحياة، وتغييرات المود، التي تؤثر في السلوكيات.

وأضاف أن حوادث القتل مؤخرًا كلها نماذج فردية، ولا يعتد بها كظاهرة، وليست نسبة كبيرة قياسًا بتعداد سكاني 120 مليون نسمة.

وأشار إلى أنه لم يعد هناك مقياس لعملية القتل، كما أن غياب التربية والدين والأخلاق، سبب تلك الجرائم.

الجرائم المستحدثة

وأوضح اللواء إبراهيم أبو الليل، الخبير الأمنى، ومدير أمن قطاع أكتوبر السابق، إلى أن اختلاف الجريمة مرتبط بظروف المجتمع المحيطة بها، فكلما غابت التربية والأسرة ارتفع معدل انتشارها.

وأضاف: في الوقت الحاضر ارتفعت النسبة عن الماضي واختلفت نوعياتها ورتمها بسبب اختلاف سلوكيات الناس، وانتشار الإغراءات وأصدقاء السوء، وضغوط الحياة.

ولفت إلى أن جرائم القتل منقسمة لنوعين الجريمة المفاجئة والثانية المرتبة.

وتابع: الأولى تنتشر بسبب الظروف أو الضغوط أو المشاكل اليومية أو الاجتماعية التي تحول إنسان عادي إلى قاتل، تحت تأثير الاستفزاز أو المشاجرة.

والثانية الجرائم المرتبة والمخططة، وهي المنتشرة في جرائم الثأر بالصعيد ومتعلقة بالعرف.

وأشار إلى أن الجرائم الالكترونية المستحدثة والتى نشأت بسبب الواقع التكنولوجي تعد من أخطر الجرائم التي تهدد المجتمع في الوقت الحالي.

استشاري الطب النفسي: تغيير المعدلات عالميًا.. والحل بمراقبة الشوارع بالكاميرات

ورأى الدكتور محمد عبدالمنعم يوسف، استشاري الطب النفسي، أن التغيير في معدلات الجرائم العنيفة أصبح عالميًا وليس إقليميًا فقط.

«بابجي» تزرع العنف

وأرجع ذلك لغياب الدين وانتشار الألعاب التكنولوجية العنيفة مثل “بابجي” وغيرها من ألعاب القتل، التي تحدث تغييرًا في السلوك المجتمعي، بالإضافة للميديا وما يعرض عليها من نوعية المسلسلات.

وحذر من تلك الألعاب خاصة مع الأطفال قائلًا: “ما نزرعه نحصده، ونحن مؤخرًا أصبحنا نزرع العنف فلن نجنى سوى العنف”.

ترتبط بالإجازات

ونوه إلى أن ارتفاع العنف مرتبط بالإجازات ومتطلبات الحياة، والدافع وراؤها الغاية تبرر الوسيلة.

وتطرق إلى أن العالم يحاول محاربة الجريمة عن طريق تطبيق منظومة مراقبة الشوارع بالكاميرات، ضاربًا مثالًا بدولة الإمارات.

وأكد أن الشوارع لو تم مراقبتها بالكاميرات في مصر سيتنخفض معدلات الجريمة.

معدلات يوليو

كان شهر يوليو سجل معدلات مرتفعة في جرائم القتل بأنحاء الجمهورية، تجاوزت 50 حالة أغلبها بدافع السرقة أو لخلافات أسرية على توفير احتياجات المعيشة، أو خلافات على تقسيم أرباح التجارة، وذلك من واقع سجلات ومحاضر الشرطة، بالإضافة لجرائم الشرف التى تذيلت القائمة. وتصدرت محافظتي الجيزة والقاهرة القائمة بواقع 16 جريمة قتل.