شهدت البورصة جلسات ساخنة خلال تعاملات الأسبوع الماضي مع عودة متوسط قيم التداول اليومي للتحرك فوق مليار جنيه. مع استهداف القوة الشرائية للاسهم الكبري. ومنحت مشتريات الاجانب المكثفة العزم لحركة الاسهم مما مكنها من الخروج من القناة العرضية التي تحركت من خلالها في الاسابيع الاخيرة، وجاءت تلك المشتريات بدفع من زيادة شهيتهم للمخاطرة إثر الأداء القوي للبورصة الامريكية في فتح تعاملات الأسبوع وارتفاع مؤشر داو جونز امس بنسبة تخطت %1 مسجلا اعلي مستوياته منذ اندلاع الازمة المالية العالمية.
واوضح منفذو عمليات ان تلك المشتريات قد جاءت انعكاسا لقيام المحافظ الاجنبية بالبدء في تكثيف المراكز في الاسواق الناشئة بعد الانتهاء من دراسة اوضاع البورصات التي تستهدفها تعاملاتهم علي ضوء ادائها في عام 2009 وفرص صعودها العام الحالي ويوضح ذلك جاذبية الاسهم المصرية الكبري في المرحلة الحالية.
وتزامن ذلك مع وجود محفزات ايجابية داخل البورصة من ضمنها بيع هيرمس حصتها في بنك عودة اللبناني وتحقيقها ارباحاً رأسمالية قياسية. من المرجح ان تقوم علي اثرها بتوزيع ارباح نقدية لحملة السهم. من المنتظر ان يتم ضخها في البورصة ومن شان ذلك اعطاء دفعة اضافية لحركة الاسهم.
كانت جلسات الأسبوع الماضي قد تخللتها عمليات جني ارباح من المؤسسات المحلية والمحافظ العربية بعد الصعود المتواصل للمؤشر منذ بداية العام من مستوي 6200 نقطة. مع استبعاد اتساع نطاقها لأن هذا الصعود قد جاء تدريجيا وعلي احجام تداول تخطي متوسطها اليومي مليار جنيه مع دخول اموال جديدة في الجلسات الاخيرة، جاء جانب كبير منها من قبل الاجانب، وامتصت بالفعل جني الارباح من المؤسسات المحلية والعرب الذين استهدفوا الاسهم في نهاية العام الماضي، ومكنهم ذلك من تحقيق ارباح رأسمالية بمتوسط %10 في ثلاثة اسابيع.
واغلق مؤشر EGX 30 الأسبوع الماضي علي ارتفاع بنسبة %2.7 مسجلا 6864 .2 نقطة مقابل 6680.8 نقطة في اقفال الأسبوع الاسبق.
نشطت الحركة علي اسهم البنوك الأسبوع الماضي بعد توجه الانظار اليها كونها لم تستفد من الموجة الصعودية الاخيرة للبورصة بمعدل مواز للمؤشرات. وكان سهم البنك التجاري نجم القطاع مع ارتفاعه بنسبة %4 مسجلا اعلي مستوياته علي الاطلاق عند 60.3 جنيه مقابل 57.9 جنيه في اقفال الأسبوع الاسبق. واشار رئيس قسم التحليل الفني في اصول للسمسرة الي الي ان السهم نجح الأسبوع الماضي في الخروج من القناة العرضية التي حكمت حركته في الاشهر الاخيرة بين 54 و58 جنيهاً. مشيرا الي انه مرشح للتوجه الأسبوع الحالي نحو 63 جنيهاً، ووجد اي اقتراب له قرب 58 جنيهاً فرصة شراء. من جهته قال محمد الاعصر رئيس قسم التحليل الفني في شركة المجموعة المالية هيرمس ان السهم مرشح للتفوق علي البورصة في المرحلة الحالية، ورشحه الأسبوع الحالي لاستهداف 63.5 جنيه. علي ان تكون قاع حركته قرب 58 جنيهاً.
وجاء الأداء الفائق للسهم الأسبوع الماضي بدفع من ظهور القوة الشرائية الكامنة داخل السوق، والتي عادت بقيم التداول للتحرك فوق مليار جنيه، مع قيامها بالبحث عن اسهم لشركات وبنوك واعدة لديها القدرة علي الحفاظ علي الاتجاه الصعودي لارباحها، والتعامل مع تداعيات الازمة المالية. وكان اكبر المستفيدين من وراء ذلك سهم البنك التجاري الدولي الذي يعد الوحيد بين الاسهم الكبري الذي يتداول حاليا عند اعلي مستوياته علي الاطلاق. ليكون السهم قد تفوق علي البورصة خلال الموجة الصعودية التي تشهدها منذ تكوينها قاعاً تاريخياً لحركتها قرب 3400 نقطة في فبراير 2009. لتكسب بعد ذلك %100 من رصيدها مع تحرك مؤشرها الرئيسي حاليا حول مستوي 6900 نقطة. يأتي هذا في الوقت الذي ارتفع فيه سهم التجاري الدولي بنسبة %125 بعد صعوده من مستوي 27 جنيهاً الذي سجله في ذروة هبوط البورصة في فبراير 2009.
وبالنسبة لأداء باقي اسهم البنوك فقد ارتفع سهم بنك كريدي اجريكول الأسبوع الماضي بنسبة %7 مسجلا 11.77 جنيه مقابل11 جنيهاً. واشار ايهاب السعيد رئيس قسم التحليل الفني في شركة اصول للسمسرة الي ان السهم نجح في كسر مقاومة رئيسية عند 11.5 جنيه، ويجعل ذلك الطريق ممهدة امامه من الناحية الفنية لاستهداف 12.5 جنيه. وكان السهم قد شهد صعوداً قياسياً في الأشهر السبعة الاخيرة بنسبة %130 ليصل الي 15 جنيهاً، بعد ان كان قد سجل في منتصف فبراير ادني مستوياته منذ طرحه في البورصة باقترابه من 6 جنيهات، مع الاخذ في الاعتبار قيام البنك بتوزيع كوبون بقيمة 1.1 جنيه في منتصف ابريل 2009.
وكان سهم البنك المصري لتنمية الصادرات ضمن الرابحين الأسبوع الماضي حيث اغلقه علي ارتفاع بنسبة %5 مسجلا 12 جنيهاً مقابل11.43 جنيه. واشار السعيد الي ان السهم في اتجاه صاعد قصير الاجل سيجعله يتحرك نحو 11.8 جنيه، علي ان يكون هدفه الرئيسي قرب 13.2 جنيه. وكان البنك قد قام في منتصف اكتوبر بتوزيع كوبون بقيمة جنيه يمثل عائداً بقيمة %6.6 علي اقفال السهم الأسبوع الماضي.
ويمر السهم بمرحلة من التقاط الانفاس لجني الارباح بعد الارتفاعات القياسية التي شهدها في الأشهر السبعة الاخيرة التي تفوق خلالها علي البورصة بعد ارتفاعه بنسبة %140 منذ وصوله في فبراير الماضي الي ادني مستوياته علي الاطلاق بملامسته 6 جنيهات ليقترب من 14 جنيهاً. ليشهد تصحيحاً قوياً عقب ذلك اوصله الي 10 جنيهات، ليتبع ذلك ارتداده لاعلي بقوة. ونشطت نسبيا الحركة الأسبوع الماضي علي سهم بنك قناة السويس مع اغلاقه علي ارتفاع بنسبة %11 مسجلا 9.42 جنيه مقابل 8.45 جنيه، وبالنسبة لباقي اسهم البنوك فقد كان سهم البنك الاهلي سوسيتيه ضمن الرابحين الأسبوع الماضي علي ارتفاع بنسبة%2.3 مسجلا 30.5 جنيه مقابل 29.8 جنيه.
كان البنك قد قام في29 يوليو 2009 بزيادة رأس المال من الاحتياطيات عن طريق توزيع 30.294 مليون سهم مجاني بالقيمة الاسمية البالغة 10 جنيهات، ليصل رأس المال المدفوع الي3.332 مليار جنيه، ليحافظ بذلك البنك علي مكانه في صدارة قائمة البنوك التجارية الخاصة، متفوقا علي البنك التجاري الدولي. وتبع قيام البنك بزيادة رأس المال فتح الحدود السعرية علي السهم، ليتراجع بنسبة %10 من 29 جنيهاً واصلا الي 26 جنيهاً، ليتجه للصعود التدريجي بعد ذلك.