16 مسرحية انتجها مسرح الدولة في العام الماضي فقط.. بلغت التكلفة الإنتاجية لهذه المسرحيات نحو ثلاثة ملايين و580 ألف جنيه.. بينما لم يتجاوز إجمالي الإيراد 400 ألف جنيه فقط.
ولو ألقينا نظرة علي ما تتقاضاه الفنانة فيفي عبده نجد أنها تحصل شهرياً علي 60 ألف جنيه بالإضافة إلي 5 آلاف جنيه لملابسها عن دورها في مسرحية »روايح«.. فهل تستحق الخدمة الثقافية التي يقدمها مسرح الدولة هذه الخسائر؟!
حول إيرادات مسرح الدولة وعدد ليالي العرض وتكاليف الإنتاج التي تكبدتها هذه الأعمال وأجور الأبطال المشاركين فيها، يقول الدكتور اشرف زكي رئيس البيت الفني للمسرح إن عرض »روايح« الذي قامت ببطولته فيفي عبده وجمال عبد الناصر وجمال إسماعيل نال إعجاب الجمهور رغم انه لم يعجب النقاد مضيفاً أنه توجد عروض تعجب الجمهور ولا تعجب النقاد والعكس والنوعان متوفران في مسرح الدولة. وأكد »زكي« أن لغة الإيرادات لا وجود لها في مسرح الدولة مقارنة بالسينما التي هي صناعة يهم أصحابها الربح، حيث لا توجد مؤسسات عامة ترعي السينما ولكن الدولة ترعي المسرح الذي له وظيفة محددة هي تقديم الخدمة الثقافية.
واتفق المخرج والفنان سعد اردش مع الدكتور اشرف زكي في الرأي وقال إنه لابد ان يكون مسرح الدولة خدمة ثقافية , وليس معني هذا أن يحقق خسائر، ويشترط تقديم أعمال مسرحية ذات قيمة ، وليست لمجرد الترفيه والمتعة، لأن المسرح في أساسه موقف ورسالة , إلا أن ضعف الإمكانيات لدي مسرح الدولة والتي لا تحدث ما يسمي بالإبهار المسرحي هي السبب في انصراف بعض الناس عن المسرح، خاصة أنهم يجدون متعة وترفيها ومواقف في وسائل أخري ومنها السينما والتليفزيون.
أما الفنان جلال الشرقاوي فيري أن نظام وسياسة مسرح الدولة تقوم علي البيروقراطية وقتل الإبداع، مؤكداً أن كل الأعمال المعروضة علي خشبته لا تأتي بنصف الميزانيات المصروفة عليها، واعتبر هذا الأمر إهدارا للمال العام.
ويؤكد المخرج المسرحي سمير العصفوري أن الإيرادات قد تكون مقياسا للنجاح في مسرح القطاع الخاص مضيفا أنه يفترض البحث عن القيمة في مسرح الدولة وليس الربح ، وقال إنه لمس إغلاق عروض مسرحية لعدم تحقيقها إيرادات رغم أنها جيدة وتستحق المشاهدة ولا ينقصها سوي الدعاية.
وأشار »العصفوري« إلي أن مسرح القطاع الخاص يشبه السوبر ماركت الذي يجتذب الجماهير ومسرح الدولة يشبه البقال الذي يهجره الناس ليذهبوا إلي السوبر ماركت، وتوجد مسرحيات تصنف علي أنها ذات قيمة وهي تعد خرابا علي المسرح مثل »الملك لير« ليحيي الفخراني التي تقدم إسفافا باللغة العربية واستهلاكا فنيا لا قيمة له , واري انه لا يوجد فرق بين مسرحية الفخراني ومسرحية فيفي عبده فكلاهما يقدم مواضيع مستهلكة ليس فيها أي جديد.