مسابقات السرعة.. استثمار يشجعه الشباب ورجال الأعمال

مسابقات السرعة.. استثمار يشجعه الشباب ورجال الأعمال
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 4 مايو 03

محمد أبو الفتوح:
 
شهدت السنوات الأخيرة اتجاهاً جديداً بين رجال الأعمال إلي نوع جديد من الاستثمار قليل التكاليف، مضمون العائد، واسع الانتشار.. ويلقي إقبالا من الجمهور المستهدف.. خاصة أنه يعتمد علي الشباب.. فهو استثمار خاص برياضة السيارات ومسابقات السرعة لما لها من شعبية جماهيرية كبيرة، كما أن المنافسة فيها محدودة حيث لا يقبل عليها إلا المهتمون من رجال الأعمال.. أضف إلي هذا أن الاستثمار بها بسيط، ولا يحتاج إلي رأسمال كبير، والأهم أنه يتم دفع مبلغ إقامة المشروع مرة واحدة.. لا تتبعها إلا بعض الاصلاحات البسيطة.. وعلي فترات متباعدة، وهو ما ساهم في زيادة مثل هذه المسابقات، وتوسيع قاعدتها بين الشباب.. ورجال الأعمال .

 
المهندس محمد محمد الصاوي رئيس مجلس إدارة شركة عالمية يعد من أوائل رجال الأعمال الذين عملوا علي نشر مثل هذه البطولات في مصر ويقول: هذه المسابقات كانت تعرف بسباقات «العربة الطائشة» التي أخذ اسمها من الفيلم الأجنبي الشهير وقتها، أما الآن فيطلق عليها سباقات «أوتوكروس مصر» وهي تعتمد علي المنافسة بين مجموعة من المتسابقين لكسب أكبر عدد من النقاط، والمنافسة تجري في حلبة خاصة ومحاطة بمجموعة هائلة من الاطارات لحماية المتسابقين من التصادم خاصة أن حلبة السباق تتضمن مجموعة كبيرة من المنعطفات الصعبة والممرات التي يصعب المرور منها بسهولة، كما يجب علي السائق أن يقوم ببعض الاستعراضات المختلفة مثل الدوران حول السيارة والرجوع للخلف مع الهروب من الحواجز، مع العلم أنه يدخل المسابقة بسيارته الخاصة، ولا تتحمل الشركة المنظمة أي خسائر تحدث أثناء المسابقة. ويضيف المهندس محمد الصاوي: في الدول الأوروبية هناك شركات خاصة لمثل هذه المسابقات، هذه الشركات تقوم بتأجير السيارات وتدريب المتسابقين، كما يوجد تأمين علي المتسابق والسيارة لحمايتها من أي أضرار، ولكن لا توجد في مصر مثل هذه الشركات للأسف الشديد، لأنهم ينظرون لمثل هذه الرياضة باعتبارها رياضة ترفيهية من الدرجة الأولي خاصة بالطبقة الارستقراطية .
 
أما عن تفاصيل السابق فيقول: هذه البطولة تدور أحداثها ثلاث مرات في العام، وتجري في البداية مسابقات تمهيدية تأتي بعدها المسابقة النهائية لتحديد الأفضل والأسرع أو الفائز باللقب، وتتحمل الشركة المنظمة «عالمية» حوالي 50 ألف جنيه من تكاليف المسابقة، يتم انفاقها علي الدعاية والتنظيم، بينما يتم تحميل الجزء الأكبر من التكلفة للشركات صاحبة «التراك» والتي تصل إلي أكثر من 125 ألف جنيه حيث يتحدد سعره حسب المكان الذي تقام به المسابقة نظراً لاختلاف سعر متر الأرض من منطقة إلي أخري. نوع آخر من المسابقات التي ظهرت في مصر مؤخراً وهي رياضة «الكارتنج» وهي صورة مصغرة من سباقات «الفورميلا» وتجري داخل حلبة تصل إلي 16 كيلومتراً تشبه الدائرة وتحكمها العديد من القوانين واللوائح الخاصة بها والتي أعدها الـ «F.I.A» الاتحاد الدولي لرياضة الكارتنج حيث يكون علي المتسابقين ارتداء بدلة واقية من الحرائق والاصابات توفرها لهم الشركات مالكة التراك .
 
ويقول أحمد الشناوي المسئول عن مسابقات الكارتنج في مصر: هذه الرياضة بدأت في مصر مع مطلع عام 1999 فهي رياضة حديثة جداً رغم أنها بدأت في أوروبا منذ زمن بعيد. وتتكلف هذه الرياضة حوالي 40 مليون دولار نظراً للتكلفة الهائلة لبناء المضمار الخاص بها وتكلفة السيارات التي يتراوح سعرها من 20 إلي 40 ألف جنيه مصري للسيارة بينما لا يدخل منها عائد كبير نظراً لانها مازالت في البداية ولم يصاحبها إقبال إعلامي كبير ويقوم كل متسابق بدفع مبلغ 60 جنيها في الجولة الواحدة وهو مبلغ زهيد جداً .
 
ويضيف أحمد الشناوي : إن العائد الحقيقي من هذه المسابقات هو تجميع أكبر عدد من المشتركين للتدريب والتعرف علي مثل هذه الرياضة حتي نستطيع أن نضعها علي الطريق الصحيح ونعرف الناس بها خاصة ان الاستثمار بها يعد استثمارا طويل الأجل ونحن نعد في الوقت الحالي للبطولة الأولي لمسابقات الكارتنج في مصر وتتكون من 5 مراحل.. المرحلة الأولي بدأت يوم 2 مايو بمدينة جيرولاند بالقاهرة، وتليها مرحلة الإسكندرية والساحل الشمالي ثم الغردقة وأخيرا شرم الشيخ ومن المقرر ان تنظم مصر بطولة العالم  القادمة لرياضة الكارتنج مع بدء العام القادم بمدينة شرم الشيخ .
 
الرياضة الأكثر جذباً وتحقيقاً لمكاسب مادية هي مسابقات الراليات التي تقام تحت رعاية وزارة السياحة بالاشتراك مع نادي السيارات الدولي والمصري وبالطبع صاحب التمويل الرئيسي هي الشركات المعلنة والمنظمة لمثل هذه البطولات؛ وهي عبارة عن قيام أعداد كبيرة من المتسابقين بمختلف جنسياتهم وأنواع سياراتهم لاقتحام الصحراء بمختلف الوسائل إما بالسيارات الصغيرة أوالنقل الثقيل والموتيسكلات المختلفة وبالطبع تتمتع بمخاطر عديدة وكثيرة جداً يتحمل جزءاً من هذه المخاطر أصحاب السيارات أو الطرق والجزء الثاني تتحمله شركات التأمين التي تقوم بتأمين مثل هذه السباقات .
 
وتتكلف هذه المسابقات مبلغا يتراوح بين 150 و200 مليون دولار نظرا لأنها تحتاج لعدد من الاستعدادات الخاصة مثل توافر أعداد كبيرة من سيارات الاسعاف وطائرات الهليوكبتر التي لا يمكن الاستغناء عنها، وطبعا تكلفة الفنادق السياحية التي تتحمل جزءا كبيرا منها وزارة السياحة لاستضافة المتسابقين وراحتهم لخوض المراحل المتتالية، وتصل تكلفة اليوم الواحد من الراليات إلي أكثر من 100 ألف دولار في بعض الأحيان ومثل هذه المسابقات تحتاج إلي استثمارات كبيرة وضخمة ولا تستطيع شركة بمفردها استضافة مثل هذه الرياضيات بالرغم من العائد المادي الكبير الذي تحصل عليه الشركات المنظمة .
 
وفي محاولة لانعاش رياضات السفاري الخاصة بالمصريين قامت مجموعة من رجال الأعمال باقامة نادٍ خاص لأصحاب سيارات الدفع الرباعي «4 * 4» لخوض بعض المسابقات البسيطة في صحاري مصر المخلتفة وتضم هذه المجموعة أكثر من 150 متسابقاً في محاولة جادة منهم للتعرف علي صحاري مصر وانعاش مثل هذه الرياضات .
جريدة المال

المال - خاص

10:26 ص, الأحد, 4 مايو 03