رغم مرور اسبوع كامل علي افتتاح د. أحمد نظيف وزير الاتصالات والمعلومات لأول مركز لترويج خدمات تكنولوجيا المعلومات المصرية في مقر شركة جنرال داينمكس بولاية فريجينيا الامريكية، إلا أنه حتي الآن لا توجد بيانات حقيقية حول الدور المنتظر لهذا المركز واسلوب العمل الذي سيسير عليه، وطبقاً للبيان الصحفي الذي وزعته الوزارة دون أي تمهيد مسبق حول هذا الموضوع رغم أهميته فإن المركز يهدف إلي فتح مجالات جديدة للتعاون والشراكة بين الشركات المصرية ونظيرتها الامريكية في مجال تكنولوجيا المعلومات مع التركيز علي خدمات outsourcing من الشركات الامريكية إلي الشركات المصرية ويزيد هذا المركز من الفرص التصديرية للشركات المصرية وخاصة في مجال مراكز خدمة العملاء Call centers ومراكز تطوير البرمجيات وتستضيف جينرال داينمكس المركز بدعم من هيئة المعونة الامريكية وتتوفر به كافة وسائل الاتصالات المطلوبة، ويقع في شمال ولاية فرجينيا وهي إحدي المناطق المتميزة في تكنولوجيا المعلومات بشرق أمريكا.
ورغم كل هذه التفاصيل إلا أن الجهات المسئولة عن نشاط المركز في مصر لم تكن علي دراية كاملة بالموضوع فقد أكد مصدر مسئول بشركة جنرال داينمكس مصر ـ رفض ذكر اسمه ـ أن الوقت لا يزال مبكراً للحديث حول خطة عمل المركز، وأكتفي بالقول بأن تأسيسه جاء كنتيجة لمبادرة مجتمع المعلومات المصري التي نمتها جنرال داينمكس بالتعاون مع وزارة الاتصالات وهيئة للمعونة الامريكية في يناير الماضي، وأضاف أن المركز سيفيد لسوق المصري جداً لأنه سيتيح عقد اتفاقيات شراكة مصرية أمريكية، والحصول علي عقود من الباطن وفتح أبواب التصدير للولايات المتحدة وعلي اعتبار أن بيان الوزارة حدد مجالين هما مراكز الاتصالات والبرمجيات كأولويات عمل المركز.
سامح منتصر العضو المنتدب لشركة راية لمراكز الاتصالات قال عن المركز الجديد أنه سمع عنه منذ فترة دون أن يعلم شيئا عن اسلوب ادارته وتوقع أن يقوم المركز بحملات دعائية للشركات المصرية العاملة في مجال مراكز الاتصالات وشدد علي ضرورة التعاون مع تلك الشركات ومعرفة امكانيات كل شركة قبل تنظيم تلك الحملات ويري منتصر ضرورة الاهتمام بما اسماه «بيع» اسم مصر في الخارج لأن ذلك سيعود بفوائد عديدة علي السوق المصري مثلما تفعل الشركات الهندية والفلبينية في نفس المجال.
المعروف أن راية لخدمات الاتصالات قد فازت بالفعل بعميل في مجال التسويق عبر الهاتف بامريكا، أي أن زبائن الشركة الامريكية يتصلون بارقام هواتف تلك الشركة والذي يرد شباب مصريون يعملون هنا في القاهرة.
ومن جانبه أكد د. جمال محمد علي ـ مدير مركز دعم البرمجيات ـ التابع لوزارة الاتصالات أن المركز مستعد بعد الخبرة التي اكتسبها في هذا المجال لدعم مركز ترويج التكنولوجيا المصرية في أمريكا وإن اتفق مع من سبقوه علي عدم وجود معلومات كافية لدية الأن عن أي شيء ومؤخراً أجاز المركز حصول 4 شركات مصرية جديدة علي شهادة CMM ومن المنتظر أن تحصل 7 شركات أخري علي نفس الشهادة التي تؤكد جودة منتجاتها وذلك قبل نهاية الصيف القادم ولتبلغ عدد الشركات التي حصلت أو ستحصل علي CMM 15 شركة منذ افتتاح المركز في يونيو 2002.
وطبقاً لنفس البيان الرسمي الصادر عن الوزارة فإن مركزاً ثانياً سيتم افتتاحه قريباً في كاليفورنيا ليقوم بالتعاون مع غرفة اتحاد الصناعات الشركات المصرية بتعريف المجتمع المعلوماتي الامريكي بقدرات الشركات المصرية علي تقديم خدماتها للسوق الامريكي، وكل ما نتمناه ألا يفتح هذا المركز فجأة ودون أن نعرف عنه شيئاً ولا عن النجاح الذي سيحققه مركز ولاية فرجينيا. فهل ستتعامل الوزارة مع المركز الثاني، كما تعاملت هذه المرة، لنري كل شيء قد حدث فجأة، دون أن تتوفر معلومات عنه، حتي للمتعاملين في المجال؟.